محجوب الخليفة
تقول الحكاية السودانية والمنسوبة لحكيم السودان الثاني بعد لقمان الحكيم ونعني به الشيخ فرح ود تكتوك ذاك العبادلي البطحاني الشهير .. انه وفي عهد سبق السلطنة الزرقاءطلب احد الامراء الحاكمين من أشهر المشايخ والعلماء ان يعلموا بعيرا يملكه ذاك الامير القراءة والكتابة ، كان طلب اﻷمير المتسلط صعبا اعجز العلماء فأجمعوا فيمابينهم اﻹستنجاد بالشيخ فرح ودتكتوك ، وبالفعل ذهبوا الي الشيخ فرح ، والذي لم يتردد في الحضور معهم واﻹلتزام امام اﻷمير بتحمل مسئولية تعليم البعير ، وكانت دهشة العلماء كبيرة عندما اعلن الشيخ فرح لﻷمير بأنه ملتزم بتعليم البعير كما طلب ولكن بشرط منحه فرصة ثلاثة اعوام لصعوبة المهمة حيث وافق اﻷمير علي شرط الشيخ فرح، ولما انصرف الشيخ ومعه مجموعة المشايخ والعلماء من مجلس اﻷمير ، اسرع المشايخ بسؤال الشيخ فرح (كيف ستنفذ هذه المهمة المستحيلة؟) فابتسم الشيخ فرح وقال لهم ( الشيئ ثلاثة سنة لايموت البعير ولايموت الوزير ولا يموت الفقير؟؟ كدي خلوا الامر ل صاحب التدبير يعني (الله عز وجل) ، ولعلنا نحن اليوم نحتاج لحكيم جديد بذكاء وبصيرة الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك لعله يستطيع فك طلاسم الوضع في السودان ويحل المواقف المشربكة ويشرح لنا أين نحن وماذا نريد ؟؟ وهل فعلا نسير في طريق إعادة بناء السودان وتطهيره من الفساد والمفسدين أم اننا قد ضللنا الطريق ونمضي نحو الهاوية ؟؟
من علامات التردي وسوء اﻹدارة أن تنكشف الخلافات وتنتشر نماذج من تصفية الحسابات والتنازع الشخصي بصورة مخجلة ، حيث تتنافس اﻷسافير في نشر الغسيل القذر
والصراع المكشوف بين شخصيات تتصدر واجهات الدولة واهم وزاراتها (وزارة المالية) واهم اللجان التي تعتبر ذراع الثورة القوي (لجنة إزالة التمكين)
فتصريح صلاح مناع عضو لجنة إزالة التمكين بأن لجنتهم اصدرت امرا بإعتقال هبة محمد علي وزيرة المالية السابقة لتورطها في عمليات فساد مالي، ثم رد هبة المربك والذي ينقلها من خانة التجريم إلي خانة الدفاع والهجوم في ذات الوقت معلنة أنها ستقوم برفع دعوي عاجلة تكشف فيها فساد صلاح مناع وكيف انه يستغل لجنة إزالة التمكين لخدمة مصالحه الشخصية، كل تلك المساجلات المحرجة لحكومة الفترة اﻹنتقالية ، هي في الحقيقة سهام مسمومة ، ومراشقات محبطة جدا ، ولطالما أنها تكشف صراعا بين وزارة المالية سيدة وزارات الحكومة ولجنة إزالة التمكين( أم اللجان) قائدة التغيير المدني والتطهير الثوري كما يظن السواد اﻷعظم من اهل السودان.
والغريب في اﻷمر أن الشعب السوداني يعتقد ولايزال أن حكومته اﻹنتقالية مشغولة بمحاربة الفساد وإسترداد المسروقات ، ولكن ما يظهره صراع مناع وهبة يتحدث بوضوح عن فساد جديد وسرقات حديثة ، ولكأن حكومة التغيير والتعمير قد اصابتها جرثومة الفساد واخترقها فيروس اللصوصية ، واﻷ بماذا يفسر الناس هذا السجال المخجل والتصريحات المحبطة واﻹتهامات الخطيرة المتبادلة؟
نحن لا نعرف من السارق الحقيقي ولكن بات من المؤكد معرفتنا للمسروق والذي يتحمل تباعات جرائم السارقين..
ظهر المسروق جليا وهو الشعب السوداني وحده ،و الذي سرق عمره وثروته ولربما ثورته ايضا..