أصدرت هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد منشورا تقدمت بالتهنئة لمقدم شهر رمضان وقدمت فيه العديد من النصائح الدينية والاجتماعية حثت الشعب السوداني للالتزام بها.
وفيما يلي نص المنشور:
بسم الله الرحمن الرحيم
منشور رمضان
تهنئ هيئة شؤون الأنصار الأمة الإسلامية عامة والمسلمين في السودان بصفة خاصة بحلول شهر رمضان المبارك، وتسأل الله أن يوفق المسلمين على الصيام والقيام وصالح الأعمال. وتترحم الهيئة على أرواح الضحايا الذين أفضوا إلى ربهم نتيجة للحروب الأهلية في الجنينة وغيرها وتسأل الله أن يعجل بإطفاء الفتن وينزع أسباب الحروب من النفوس ويحل السلام محلها.
جائحة كورونا لازالت مستمرة تحصد الأرواح وتعطل الحركة والتواصل نسأل الله أن يرفعها عن الإنسانية ويكتب لأمتنا السلامة والعافية.
الأحوال المعيشية في بلادنا تأزمت بصورة تفوق قدرة المواطنين مما يتطلب من حكومة الفترة الانتقالية إجراءات عاجلة وسياسات عملية لمعالجة الأزمات المتفاقمة في كل ضرورات الحياة.
إن شهر رمضان موسم للطاعات، ومنحة للتعرض للنفحات، وفرصة لتغيير السلوك والعادات، فلنستغله لزيادة العمل الصالح، وتزكية النفوس وبذل الخير لأهله؛ كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.
إننا في هذا الشهر الكريم نرسل الرسائل الآتية:
أولا : للصائمين أن يجعلوا صيامهم محققا لمقاصده في التقوى وتهذيب السلوك والبعد عن فحش القول وغلظة الطبع، وأن يتخلقوا بالأخلاق الحسنة التي حث عليها نبي الرحمة بقوله: “اتَّقِ اللهَ حَيْثُما كُنت وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ َتمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ” وقوله صلى الله عليه وسلم:” إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ..”
ثانيا : المرضى الذين رَخَّصَ الله لهم في الفطر؛ عليهم أن يلتزموا بالرُّخصة ولا يَتَعَمَّدُوا الصيام، خاصة مرضى السكري الذين أمرهم الأطباء بعدم الصيام؛ فالله يحب أن تُؤتى رُخَصُهُ كما يحب أن تؤتى عزائمه؛ وفي هذه الحالة فإن الأخذ بالرخصة يعتبر عبادة يؤجر صاحبها’ وعلى المريض الذي رخص له في الفطر دفع فدية طعام مسكين، فإنها تقوم مقام الصيام قال تعالى:” وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”.
ثالثا : الذين وسَّع الله لهم في الرزق؛ عليهم أن يتفقدوا المحتاجين والضعفاء، ويكثروا من البذل مما رزقهم الله. فالبلاد ظروفها لا تخفى على أحد، وحوجة الناس إلى الغذاء والدواء والكساء وكل الضروريات لا تخفى؛ فيا أهل الخير هذا موسم التنافس على البر فأبذلوا المعروف لأهله وتعرضوا لنفحات الله برحمة المحتاجين. قال صلى الله عليه وسلم:” سبعةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه.. ومنهم: “رجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه”.
رابعا : التجار وبائعو السلع؛ عليهم أن يتقوا الله ويقنعوا بالربح المعقول، ويخففوا على الناس فالتاجر الصدوق يبعث يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؛ و”أطيب الْكَسْبِ عند اللهِ كسْبُ التُّجَّار؛ الذين إذا حَدَّثُوا لم يَكْذِبُوا، وإِذَا ائْتُمِنُوا لم يَخُونُوا، وإِذَا وَعَدُوا لم يُخْلفوا، وإذا اشْتَرَوْا لم يَذِمُّوا، وإِذَا بَاعُوا لم يُطْرُوا، وإِذَا كَانَ عَلَيْهِم لم ُيمْطِلُوا، وإذا كان لهم لم يُعَسِّروا”.
خامسا : موظفو الدولة والعاملون في المرافق العامة عليهم أن يجتهدوا لراحة المواطنين ويخلصوا في العمل، فجودة الأداء وتوظيف الوقت والطاقة في العمل؛ من أهم واجبات الموظف العام، فمن أخذ أجرا حاسبه الله بالعمل؛ فليكن رمضان فرصة لتغيير السلوك ومراجعة الأداء وتقديم نموذج لصورة الموظف الذي يتقن عمله.
سادسا : الظروف الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد 19 كورونا توجب الالتزام بالاحتياطات الصحية اللازمة، وتجنب الازدحام. وبالنسبة لصلاة التراويح؛ يجب التباعد؛ بحيث يكون بين كل صَفٍّ وَصَفٍّ مسافةُ متر، وبين المصلي والمصلي مسافة متر، مع لبس الكمامة، وعدم المصافحة، ويستحسن أن يأتي كل مصل بمصلايته، قال تعالى: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ” نسأل الله أن يرفع عنا البلاء والغلاء والوباء”
سابعا : على حكومة الفترة الانتقالية أن تعطي معايش الناس الأولوية القصوى؛ فالأزمات بلغت أشدها في الخبز والوقود والغاز والكهرباء والمواصلات والدواء وكل ضرورات الحياة؛ والناس يتساءلون إذا كانت الحرب تأخذ 70% من الدخل القومي والآن توقفت الحرب بنسبة كبيرة، أين تذهب هذه الأموال