بعد مرور عامين من ثورة ديسمبر لا يزال مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله قوش يثير الجدل بكثير من المواقف والأخبار التي ترشح مع اطلالة كل يوم جديد. وفي آخر تلك الأخباراتهام الحزب الشيوعي، لقوش بتأجيج الصراعات الحالية في دارفور وإثارة الفتن بين القبائل باعتماده على من وصفهم بفلول وبقايا جهاز الأمن ونُشطاء المؤتمر الوطني المحلول.
اتهامات سابقة:
في مؤتمر صحفي شهير اتهم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو صلاح قوش بالوقوف وراء تمرد عناصر داخل مقرّات تابعة لجهاز المخابرات الوطني، وتبادل إطلاق النار بينها وبين القوات المسلحة النظامية. وقال حميدتي يومها أن ما حدث مخطط للفتنة مدروس يقف وراءه قوش عبر ضباط في الخدمة والمعاش ضمن مخطط الزحف الأخضر.
ولم يستبعد وقوف أيادٍ خارجية خلف المخطط، لكنه قال: (نحن لا نتهم الدولة الموجود بها صلاح قوش). في إشارة إلى هروب قوش منذ إطاحة نظام عمر البشير إلى مصر التي ظل مقيماً فيها طوال الأشهر الماضية.
محاولة اغتيال:
في اغسطس من العام الماضي ضجت البلاد فجأة بحادثة تسمم (حميدتي) في جوبا. ورغم أن الخبر تم نفيه بصورة رسمية إلا أن مصادر مقربة أكدت أن صلاح قوش يتربص بحميدتي ويتحين الفرص للإنقضاض عليه بعد أن أغلق دقلو كل المنافذ في وجهه للعودة. وقالت المصادر المقربة أن حميدتي تعرض لخطر حقيقي ونجا من أكثر من مخطط للتصفية. ولم تستبعد المصادر أصابع صلاح قوش وسعيه الحثيث لإزالة الرجل القوي من واجهة الأحداث.
الحبر يطلب تسليمه:
قال النائب العام تاج السر الحبر لإحدى الصحف أنهم طلبوا من مصر تسليم قوش إلا أنهم لم يتلقون رداً حتى الآن. كما رشحت في الشهور الماضية أنباء تتحدث عن ملاحقة الحكومة لقوش عبر الإنتربول ولكن الثابت أن قوش لا يمكن الوصول إليه وأن هناك جهة ما توفر له الحماية.
قوى ثالثة
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن تصريح الحزب الشيوعي بأن صلاح قوش كان وراء تأجيج الصراعات في دارفور والهجوم على أعضاء حزبهم. إنهم محقون في أمر واحد وهو أن هناك قوى ثالثة وراء الصراعات في دارفور، ومن المحتمل أن يكون صلاح قوش بينهم. ويضيف الخبراء: (قوش مهتم بإغراق البلاد في الفوضى وتعطيل الفترة الانتقالية والعودة إلى البلاد مع بقايا النظام السابق).
ويقول الخبراء أنه مع تحركات قوش ومهاجمته للشيوعيين إلا أنهم هم أنفسهم يهزون القارب باستمرار وينشرون الفوضى في الواقع السياسي ، ويعملون على زعزعة أمن واستقرار البلاد.
ماذا يريد؟
يقول الخبراء أن تدبير الأحداث خلف الكواليس ليس غريباً على قوش، فقد لعب دوراً رئيسياً، في إطاحة نظام البشيرعندما خدعه بأن الاحتجاجات الشعبية لا تشكل خطراً على حكمه. وأبلغ قوش البشير آنذاك أن اعتصام المحتجين خارج مقر وزارة الدفاع القريب من القصر سيتم احتواؤه أو سحقه، ليدخل البشير فراشه لينام مرتاح البال. وعندما استيقظ بعد أربع ساعات أدرك أن قوش خانه.
ولذلك غير مستبعد أن الرجل يرتب لأمر ما ليس في مصلحة الوطن بالتأكيد والدليل على ذلك الحرائق التي تشب بين الفينة والأخرى في ولايات دارفوروالتوترات الأمنية التي تشتعل هنا وهناك وأصابع الإتهام دوماً تشير لشخص واحد هو (صلاح قوش).