الحلقة اﻵولي
تتعدد الشواهد واﻷدلة الدامغة علي أن أرض السودان أغني بقاع اﻷرض باﻷسرار الربانية ، بل وأنها كانت الموطن اﻷول لﻹنسان علي اﻷرض ،ومايعزز زعمنا هذا اﻷوصاف والمسميات والمواطن المذكورة في المتداول ليس كما ورد في كتب التاريخ المشوه وإنما وما جاء في القرآن الكريم بعظمته ودقة وصفه.
ودعونا نستخدم كل ما هو مقنع ومنطقي في إثبات أن أرض السودان هي موطن البشرية الاول ثم انها وطن الفراعنة السود وهي كذلك أرض انبياء الله.
اولا :- آدم ابو البشر
*السودان الحالي هو البلد الاعلي علي اﻹطلاق في تسمية مواليده ب(آدم -ابو البشر – حواء) حتي كاد أن يكون إسم ابوالبشر إسما حصريا يندر أن يتسمي به غير اهل السودان (هناك فرق واضح بين ابو البشر وبشار، ﻷن ابو البشر هو آدم) ويحمل عدد كبير جدا من سكان السودان أسماء اﻷنبياء ( نوح- ابراهيم – موسي – صالح- هود- زكريا- موسي – اليسع – بنيامين- إسحق- يحيي – يعقوب – يوسف- داؤؤد – سليمان-إسماعيل) مثلما تحمل كثير من نسائه أسماء (حواء – هاجر – راحيل- سارة- زليخة- مريم- يوكابد- زمزم- بتول – خديجة ) ، والمعروف أن الأسماء تتناقل عبر اﻷجيال ، ولكن المدهش حقا أن يكون إسم آدم ابو البشر مشتق من اﻹديم واﻷديم في اللغة الطين اﻷسود او سمار التربة.
فإذا إعتبرنا كل ذلك لايثبت ما ذهبنا اليه فإن حقيقة دامغة تؤكد صحة زعمنا وهي أن ارض السودان القديم كانت تسمي كوش وهو ما وثقته حتي الكتب السماوية( التوراة واﻹنجيل) وتناقلته كتب التأريخ و اﻵثار الموجودة حتي اليوم فمن هو كوش ؟؟ كوش بن حام بن نوح عليه السلام هو صاحب اﻹسم اﻷول إذن كوش حفيد نبي الله نوح.
ثانيا :-موطن الفراعنة السود
السودان هو بلد اﻷنهار المتعددة
إذن هو بلد الفرعون والذي سجل القرآن في اﻵية 51 من سورة الزخرف ( وقال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه اﻷنهار تجري من تحتي).
هو البلد الذي مازالت نساؤه تتمشط وهي عادة نسوية سودانية متوارثة ومظهر جمالي أنثوي تمارسه السودانيات منذ حقب تأريخية قديمة وهذا يؤكد (أن قصة ماشطة بنت الفرعون تنتمي ﻷرض السودان)
ثم ان السودان هو اكثر بلدان العالم إن لم يكن البلد الوحيد الذي يعاني من عادة فرعونية قديمة ارهقته كثيرا وهي (الختان الفرعوني) وما زالت هذه العادة السيئة تمارس في بعض المناطق.. والختان الفرعوني هو قطع جزء حساس من الجهاز التناسلي للمرأة وهو ما يجعل ولادتها ﻹي مولود مستحيلة دون وجود قابلة ، وهي فكرة كبير الكهنة في قصر فرعون موسي ،عندما ابلغ الكاهن الفرعون بأن زوال حكمه ستكون علي يد مولود من بني إسرائيل، فأنزعج فرعون وطلب من الكاهن إبتكار طريقة تمكن الفرعون من السيطرة علي ولادة نساء بني اسرائيل ، فاقترح عليه فكرة الختان ومن ثم تدريب قابلات داخل قصره تلجا الي مساعدتهن كل إمراة حبلي فتعرف القابلة نوع المولود لتبلغ الفرعون فيقتله حتي لاينشأ طفل من بني إسرائيل ويكون مهددا له ولملكه.فاصبح الختان عادة بأمر الفرعون وظهرت القابلات منذ ذلك العهد القديم.
والقرآن نفسه يشير إلي نزول بني إسرائيل الي مصر من السودان في قوله تعالي في اﻵية 61 من سورة البقرة (إهبطوا مصرا فإن لكم ماسألتم) والهبوط يكون من اﻷعالي وما يعلو مصر هو السودان ﻷن مصر الحالية أدني وادي النيل.
والدليل اﻵخر إسم سيدنا موسي نفسه ف اﻹسم في اللغة النوبية مكون من مفردتين (مو) و(سي)
ومو تعني في النوبية لطف وعناية كما تعني إبن وسي تعني ماء فيكون اسم موسي هو إبن الماء او لطف الماء (راجع مقالات الفاتح السيد حول المسميات في التاريخ النوبي).
ودليل آخر وهو حرف (كا) والذي يرمز للروح المقدس هو حرف نوبي مقدس مازال اهل السودان يتمسمون ب كاكا وكوكو وكوة وهو مؤشر الي سودانية هاجر أم نبي الله إسماعيل واطلقت إسم مكة أو بكة علي موضع بيت الله الحرام وفق لسانها النوبي.
ثم هناك دليل آخر يظهر أن نبي الله موسي من اهل السودان فقد كانت من آيات الله التي منحها له بعد خاصية تحول عصاته الي حية تسعي هو ان يضم يده الي جسمه ثم يخرجها بيضاء من غير سوء مما يعني انه أسمر اللون ﻷن خروج يده بيضاء في مخالفة لباقي لون جسده.
ودليل آخر وهو أن اهل السودان ومنذ قديم اﻷزمان يطلقون علي النهر إسم البحر بل ولايزالون يسمون النيل اﻷبيض (بحر أبيض) ولذا كان مقبولا جدا أن يكون مجمع البحرين في السودان هو مقرن النيلين في الخرطوم، وأن تكون جزيرة توتي هي الصخرة التي التقي فيها نبي الله موسي بالخضر الرجل العبد الصالح ، وهذا ما اكدته دراسة تحدث فيها دكتور جعفر ميرغني مدير معهد حضارة السودان تؤكد ان جزيرة توتي هي الجزيرة الوحيدة علي امتداد نهر النيل من المنبع الي المصب التي تقوم علي صخرة ثابتة. بل أن اسم جزيرة توتي نفسه له علاقة بالمسميات المقدسة والتاريخية مثل (توت عنخ آمون).