عن دولةاستعصى_تفكيكها
دولة الترابي التي أقامها فينا لا زالت قائمة ولم تسقط بعد. ليس لأن أقوى حرس بوابتها قائمون ببنادقهم ودباباتهم يذودون عنها بكل ما ملكوا من إيمان وولاء وإخلاص بمبادئها. بل أيضاً لأنها غرست بذرتها عميقاً في تربة ومفاصل مؤسسات الدولة. أكثر من ذلك أنها أشاعت الترابية ثقافة، ونشرتها قيم تشَّربتها عقول ونفوس الناس في مختلف طبقات المجتمع السوداني، لا فرق في ذلك بين النخب العالمة والعامة، حتى كاد ما نشرته من قيم وأخلاقيات وقواعد سلوكية يصبح من المسلمات والبديهيات. فهو القاعدة، وما عداه شذوذ.
(سقطت .. ما سقطت)
لذا لم تسقط دولته التي أرسى قواعدها في عقول وثقافة الناس، بل ورسَّخ تقاليدها فكراً وسلوكاً، ورغم عنفوان وقوة الثورة التي اقتلعت البنية الفوقية لدولته، وكان الناس يظنون أنهم اقتلعوا نظام الإسلامويين من جذوره، سرعان ما أكتشف الثوار أن دولة الترابي ما زالت قائمة. ليس فقط ببعض رجالها الذين لا زالوا يضربون خيامهم في مفاصل الدولة، وليس فقط بالقوانين والنظم التي رسّخوا بها أركان دولتهم. بل أهم من كل ذلك بالقيم والتقاليد وقواعد التفكير والسلوك التي قاموا بنشرها ومحاولة ترسيخها في الوجدان السوداني بإعادة صياغته وهندسته، من خلال مناهج التعليم والتربية وزرع قيم بديلة، وقد نجحوا في تحقيق ذلك إلى حدٍّ كبير بين النخب السياسية والاجتماعية، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً بين الشباب الذين كانت تراهن عليهم ليكونوا أولى ثمار غرسهم، وقد رددت أصداءه فشلهم هتافات الشباب وشعاراتهم التي تنادي بدولة جديدة تتأسس على مبادئ الحرية والعدالة والسلام.
وما تراه الآن من تكالب مسعور وتنازع وحشي بين مختلف القوى السياسية في مثلث السلطة بمكوناتها المدنية الحاضنة والتنفيذية، والعسكرية – الرسمية وغير الرسمية من المليشيات – لوراثة الدولة السودانية وكأنها من “تركة أبو الإنقاذ” كانت، وصراعهم على السلطة والثروة والمناصب، وهم يدوسون بأحذيتهم في تزاحمهم على جثث الشهداء في كل أرجاء البلاد، وفي آذانهم وقر يصمها عن سماع أنين الجرحى والجوعى والمهجرون من قراهم. يحيكون المؤامرات على بعضهم بينما البلاد تغرق في الفوضى الأمنية بين القتل والنهب والسلب في العاصمة التي استوطنوها أما الأطراف فلا تخطر لهم ببال، وإذا خطرت ببال أحدهم فلكي يزيد نارها حطباً. ينسجون خيوط التآمر بينهم وقوى في الخارج تنسج للبلاد مما يخيطون لباس التشرذم والانقسام وتفكيك الدولة التي يتصارعون لوراثتها.
إنهم ترابيون فكراً وأخلاقاً وسلوكاً، ذوو عقلية ترابية، وتجري في دمهم جرثومة القيم الترابية ، مهما لاكت ألسنتهم من شعارات وطنية طنَّانة براقة، ومهما بلغت فصاحتهم وبراعتهم بادعاء الأثرة والنبل والإخلاص من بلاغة. إلاّ أنهم ترابيون حتى النخاع، أُشْرِبُوا الجشع والكذب واللامبدئية والخيانة والتآمر في قلوبهمُ.
وما لم يتم اجتثاث هذه القيم الترابية من جذورها، وما لم يتم استئصال الفكر والثقافة والنهج والتقاليد والموجهات الترابية، الذي تأسست وقام عليه صرحها، لن تسقط هذه الدولة.
( ازدواجية الرؤية)
الاجابة على سؤال: لماذا لم تسقط دولة الترابي، رغم سقوط سلطة طبقتها الحاكمة؟. يدخلنا في غابة من التعقيدات والأسباب المتقاطعة حيناً والمتداخلة حيناً أخرى أشبه ما تكون بالمتاهة. ولكن دعنا نأخذ بالمنهج الأكثر سهولة والأقرب إلى مفاتيح هذه الأحجية، لأن مفتاح كل باب منها يقود إلى الباب الذي يليه: الشيخ العراب مؤسس الدولة، والتنظيم الذي صنعه المؤسس واستخدمه آلة لبناء الدولة، ثم الدولة ذاتها وقد جسدت الشيخ والتنظيم كمرآة مكبرة تعكس صورة الرؤية الكلية/ الحلم وقد صارت شخصية اعتبارية تُرى بالعين المجردة في شكل مؤسسات ونظم وحركة اقتصاد وحراك اجتماعي وثقافي.
لم يكن الدكتور/ الشيخ حسن الترابي مجرد أكاديمي وسياسي ورجل دين بدرجة المشيخة ثم رجل دولة فقط، ولكنه في وجهه الآخر – أهم من ذلك – كان “حالة” نفسية وفكرية وسلوكية تستحق الدراسة. خاصة وقد تمددت وانتشرت تأثيرات هذه الحالة سسيولوجياً وفي فضاء الأنثروبولوجية السياسية وتمخضت عن طائفة هجين دينية/ سياسية سودانية جديدة في الفضائين الديني والسياسي الاجتماعي، تبلورت في “تنظيم” مغلق له أجندته السرية، لكنه دخل ساحة العمل السياسي العام متخفياً تحت لافتة حزبية. بينما في الواقع لم يكن، لا حزباً سياسياً مفتوحاً، له برامج وطنية سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة ومعلنة، ولا هو طائفة أو طريقة أو جماعة دعوية دينية.
ولأن “التنظيم” كان انعكاساً لشخصية الحالة/ الرجل/ المؤسس، أو كأنه استنساخ للرجل/ الحالة، سار التنظيم في شوارع السياسة السودانية مجسِّداً شخصية عرابه المؤسس بكل خصائصها، ومتخذاً لكل حالة لون لبوسها حسب ما يقتضي الحال. حربائياً، لا تعرف لهويته (صرفاً من عدلاً)، فهو مرة جماعة الإخوان المسلمون، وأخرى جبهة الميثاق الإسلامي، وثالثة حزب الجبهة القومية الإسلامية، ثم رابعة هو حزب المؤتمر الوطني، وفي المرة الخامسة هو حزب المؤتمر الشعبي. كل هذا والحزب/ التنظيم واحد، وعرابه هو المؤسس نفسه!. ولعل هذا هو “التجديد” الوحيد الذي أسهم به الترابي في دعاواه الإسلاموية.
(طبقات الخطاب المتصادمة)
تنظيم بين بين ، لا هوية له واضحة. فلا هو بالحزب السياس، ولا هو بالجماعة الدينية الدعوية. تماماً كعرابه ومؤسسه الذي يعاني من ازدواجية في بنية شخصيته ما بين الدكتور حسن عبد الله، والشيخ حسن الترابي.
كذلك كان التنظيم: كيان يعاني من ازدواجية في الرؤية إحداهما سرية مضمرة والأخرى معلنة.
يتكلم بلغة مزدوجة هلامية مبهمة. مفردة من الملف السري تجاور مفردة من الملف المعلن، فيأتي الخطاب بلغة هجين ملغزة، تعني الشيء ونقيضة.
وهكذا كانت لغة خطاب الشيخ العراب. تدخلك في متاهة من الكلمات التي تتطاير وهو يضحك من فمه، فتخرج منها صفر اليدين.
أحياناً كان يتحدث عن أخطر القضايا الدينية والسياسية، ويكشف أخطر الأسرار والمؤامرات، يحكي تفاصيلها وهو يهتز بالضحك المتواصل فيبدو وكأنه لا يعني ما يقول، وأنه (يهازرك) ساخراً.
فعلى سبيل المثال روى الشيخ الترابي تفاصيل ليلة الانقلاب المشؤوم على النظام الديمقراطي الذي كان حزبه يمثل فيه الكتلة السياسية الثالثة في برلمانه، وكيف أن كوادر حزبه من المدنيين المدربين دخلوا القيادة العامة للقوات المسلحة بمساعدة ضباط الحركة، وكشف بأن أعضاء ما سمي بمجلس قيادة الثورة من ضباط أفرع القوات المسلحة لم يكونوا على علم، لا بالانقلاب ولا بهوية الجهة المنفذة، وأنهم تفاجأوا باختيارهم كمجلس أعلى للحكم في السودان، كان يحكي ويهتز بالضحك هذه التفاصيل التي تكشف عن مستوى من الاستهتار بالدولة لا يصدق.
وكذلك الأمر عن تفاصيل محاولة اغتيال الرئيس المصري في أديس أبابا، وكيف قام أركان نظامه بقتل من كلفوا بتنفيذ العملية من كوادرهم، كان يحكي تفاصيل هذه الجريمة المزدوجة بسهولة، لا بالحيادية، ولا بالحد الأدنى من الانفعال الذي يمكنك أن تتوقعه. بل كان يحكي تفاصيل الوقائع بتلذذ خفِيَّ حتى على صاحبه، وكأنما سلطة الحكي أحكمت سيطرتها عليه. لم يعُد للوقائع من أثر عليه، رغم تراجيديتها وخطورتها على أمن وسمعة البلاد.
ليس عدم إبداء أي نوع من الندم، وليس عدم الوقار المتوقع من الشيخ كونه زعيم أول حزب إسلامي في المنطقة العربية نجح في تمكين تنظيمه من الاستيلاء على السلطة، وحكم البلد لما يزيد عن ربع قرن، ما يثير الدهشة والغرابة. ولكنه هذا الضحك المتواصل وهو يروي الحكايات، ما يستدعي إلى ذهنك بالتداعي صورة “الهمباتي” والصعلوك قاطع الطريق وهو يصوغ وقائع بطولاته في النهب شعراً يتفاخر فيه بمغامراته.
(الشعار ونقضه في اللافتة)
ما يسميه السودانيون بـ”قوة العين” هذه، والتي يطلق القرآن على صاحبها صفة من “أخذته العزة بالإثم، وتعني عدم الاستحياء من ما يشين المرء، بل والمجاهرة بمرذول الأفعال بنوع من التباهي. قوة العين هذه تكشف عن خلل في الجهاز الأخلاقي عند الشخص الترابي، كما وتكشف عن غياب التربية أو سوؤها، وعن اختلال مريع في ميزان القيم الأخلاقية. خللاً تنبهم فيه المسافة بين مفهومي الفضيلة والرزيلة، يتقاطعان، وتتبادل الصفتان مواقعهما. فتصير الفضيلة صفة مرزولة تدعو للسخرية ممن يتحلى بها. وتصير الرزيلة فضيلة يباهي بها من يتصف بها ويحظى بالتقدير !!.
النتيجة الخطيرة لهذا تنعكس في ما ستؤول إليه الحالة الأخلاقية للمحكومين الذين يجدون حكامهم على هذا المستوى من التحلل الأخلاقي، وهم الذين لا يكفون عن تذكير الناس بأنهم رسل المشروع الحضاري الإسلامي لنصرة دين الله. ويرون جحافل علماء وشيوخ الدين يلهثون وراءهم بالفتاوي التي تؤكد إسلامية هولاء المجرمون وتزكي طهر أيدي اللصوص الذين يجاهرون بالإثم والعدوان (على عينك يا تاجر).
– ما الذي تظنه الرعية التي يستشري بينها الجهل والفقر المدقع والعوز لأبسط متطلبات الحياة، وهم يشاهدون سرقات هؤلاء الرسل المجاهدون في سبيل الله نهاراً جهاراً، تتعالى طوابق قصورهم التي برزت فجأة كالنبت الشيطاني كل صباح، وصبيانهم وفتياتهم يركبون/بن أحدث موديلات السيارات ؟.
– ما الذي يظنونه وهم يشاهدون كبير المشروع الحضاري الشيخ (خريج جامعة السوربون) في فرنسا معقل العقلانية وقلعة التنوير يدعو للجهاد في الجنوب ضد المسيحية والشيوعية والعلمانية المتمثلة جميعها في قرنق وحركته، ثم يعقد قران شهداء هذه الملحمة الصليبية على الحور العين في الجنة بالساحة الخضراء في قلب العاصمة. ثم ينقلب 180 درجة بعد المفاصلة ويصف “شهداء” الحركة بأنهم ماتوا “فطايس”. فلا شهادة ولا جنة ولا حور عين ولا يحزنون !.
– أن يعترف راعي وعراب ومؤسس الدولة الإسلامية بأنه كذب على الشعب في مفتتح تأسيس دولته وخدعه حين قال لصنيعته البشير: (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، لخدعة من سيحكمهم. ما الذي ستظنه الرعية ؟.
كل هذا الكذب الخداع والتحايل والانتهازية والبرجماتية المتحللة من القيم التي تجعل ميكيافيلي يتوارى تواضعاً، وانعدام المبدئية والمجاهرة بالإثم تشرَّب فنونها أتباعه وتلاميذ مدرسته، وقاموا بتطبيقها بكفاءة وهم يديرون البلاد، بعد أن ثبتت نجاعتها وأثبتت نجاحها في إدارة التنظيم لصراعاته السياسية مع القوى السياسية الأخرى مستخدما كل هذه الأدوات والآليات.
وإلا كيف يمكن لرئيس دولة تدعي الإسلام أن يخاطب حشداً من مواطنية ويبلغهم وهو يضحك مزهواً ومتفاخراً بأنه “سب دين” دبلوماسية بريطانية عندما شعر بأنها تريد أن تفرض إرادة دولتها عليه، ثم تنفي الدبلوماسية هذه الواقعه بل وتصفه بأن إيجابياً في محادثته معها ؟.
وكيف يجوز دينياً لرئيس مسلم يتربع عرش نظام إسلامي، يحكون له شاكين بأن بعض جنده اغتصبوا سودانية مسلمة من غرب السودان، فيقول ضاحكاً، حسب رواية عرابه: “الغرباوية لما يركبها جعلي، دا بسموهو اغتصاب ولا شرف ليها ؟”. ولك أن تسأل على أي معايير قيمية وأخلاقية تربي رجل بمثل هذا الانحطاط الأخلاقي؟. وتأتيك الإجابة بأنه خريج المدرسة الترابية.
(فيروس الترابية في بنية الدولة)
وينتقل هذا الخلل والعطب حين تنتقل الجرثومة الترابية إلى الدولة، بعد أن أحكم الترابيون قبضتهم عليها وأصبحت دولة ترابية بنفس مواصفات المؤسس، والأتباع، والتنظيم، وعلى ذات مقاس معايير المؤسِّس الأخلاقية.
لقد تعاملت الجماعة مع الدولة بعقلية التنظيم فاستباحوها غنيمة سائغة، باردة لهم.
ثم أداروها كما يدار التنظيم. وبدلاً من أن يكون التنظيم والحزب في خدمة الدولة وأهدافها الاستراتيجية، عكسوا الآية وجعلوا الدولة في خدمة التنظيم بما يتجاوز الأوليغارشية في أبشع صورها.
فبحسب القواعد التربوية التي نشأوا تحت ضلالها، عملوا على تضييق الواسع/ الدولة، مقابل توسيع الضيِّق/ التنظيم. وهذا يتسق تماماً مع نظرتهم لأنفسهم على اعتبار أنهم الكل/ الواحد/ الصفوة/ المختارة المتميزة.
هذا هو الوهم الذي تربوا عليه: أن الحق معهم والكل غيرهم في ضلال.
وليتهم استسكوا بما نسبوا أنفسهم إليه، لكان حجة لهم يجادلون بها، رغم انحرافها عن جادة الصواب في منطق الدولة، التي لا فرق فيها بين دين ودين إلا بالقانون.
فعندما يُتهم القيادي الإخواني الدكتور علي الحاج بسرقة أموال طريق التحدي ويسأله صحفي عن مدى صحة الادعاء، يجيب القيادي الإسلاموي رداً على هذا الاتهام بجملة واحدة (خلوها مستورة). بمعنى لا داع لفتح هذا الموضوع، وإلا فثمة صندوق فضائح يمس آخرين ليس من مصلحتهم فتحه. وبالفعل التزم الرئيس وكل من على رأسه ريشة الصمت. فهذه “قوة عين” لا يجرؤ عليها شخص تلقى تربية طبيعية، لا في المجتمع السوداني ولا أي مجتمع آخر.
وعندما يختلف أركان النظام “الإسلامي” وينشب صراع دموي بينهم على غنائم وأسلاب الدولة التي يحكمونها، ويقوم كل واحد من مراكز القوى في النظام بتكوين ميلشياته المسلحة الخاصة خارج سلطة الدولة، ولا يتخلف رئيس النظام نفسه فيستقدم مليشيا حميدتي للعاصمة ويصرح علناً “حميدتي لحمايتي”، فاعلم بأن الدولة جرى تقزيمها لحجم تنظيم. أي أن الدولة لم يعد لها وجود فعلي، وإنما هي شبح دولة.
(ترابيون من منازلهم)
خلاصة الأمر لم يسلم من جرثومة الترابية أحد ممن يشتغلون بالسياسية حتى بين النخب المدنية والتكنوقراط.
وإلا ماذا تسمي تصريحات إبراهيم الشيخ وخالد سلك وجماعة قحت وأحزابهم ومالك عقار وجبريل إبراهيم بأنهم زاهدون في الجاه والسلطة والحكم والمناصب الرسمية، وهاهم يتقلدون المناصب الوزارية والسيادية دون حياء !.
بما تصفهم غير الترابية، وأنهم ترابيون ولو كرهوا. لقد كذبوا ونقضوا ما عاهدوا الناس عليه (رغم أن أحداً لم يطالبهم بهذه التعهدات)، ولكنهم أطلقوها نوعاً من الخداع والرياء الكاذب.
أن يطوي جبريل وغيره من الحركات المسلحة صفحة العداء بينه وبين العساكر الذين التحم في معارك طويلة معهم، وأن يعفو عن ما سلف ويجنح للسلم شيء.
وأما أن يعلن انحيازه للعسكر، ويصطف إلى جانبهم ضد المكون المدني الذي لم يتأذ يوماً منه، بل وثار ضد الطغمة التي كان يحاربها هو وكل الفصائل الأخرى فشيء آخر !!.
إنه يعكس انتهازية كيزانية/ ترابية بأن يصطف إلى جانب الأقوى في السلطة المؤقتة ويتحالف معه ليقتسم كيكة السلطة معه في الغد.
ما الذي نظنه ونحن نراهم لا يتفقون سوى على إقصاء قوى الثورة الحية من الشباب الذين مهروا التغيير بدمائهم الزكية، ونجحوا في تحقيق ما فشلت في تحقيقه كل تلك القوى المسلحة وغير المسلحة، التي أتاح لها التغيير أن تتبوأ المقاعد التي تحتلها الآن ؟.
ماذا تسمي (الدسدسة والغتغيت) وعدم الشفافية والوضوح من رئيس الوزراء، وكيف تفسر صمته على تجاوزات المكون العسكري لصلاحياته الدستورية إن لم تسميه تواطؤاً واتفاقاً غير معلن ؟!!.