• ما الذي يحدث … هل هي جرثومة في الجينات والعياذ بالله …لقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورا مفصليا ومهما في صناعة ثورة ديسمبر المجيدة وتدافع الكثيرون معبرين عن مكنونات دواخلهم وقتها كتبت مقال ” الهواء الساخن ” فالمواطن الذي ذاق القهر وحرم من ابسط حقوقه لثلاثون عاما يحق له بعد أن أزاح حكم مقطوع الطاريء أن ينفس عن نفسه ويطرد الضيم والوجع ويخرج ما دفنه بين الاضلع وما اختزنه من اوجاع هواءا ساخنا ” يلهلب ” ليبرد جوفه ويرطب قلبه ..ولكن كيف يكون ذلك و الي متى … فهناك بون شاسع ما بين الايجابية وبعض الذي يتسابق البعض لادفاقه ..
كثيرون أكتووا وجعا في أنفسهم وشبابهم وفي أموالهم وكثيرون شردوا من وظائفهم وبعضهم حرموا من فلذات أكبادهم وامهاتهم وحبوباتهم وكثيرا مما لا يحصى ولا يعد …
نعم .. انه نتاج طبيعي لسلب الحريات واختلال ميزان العدالة الذي الهب الصدور واشعل الحروب التي حصدت الأخضر واليابس وادخلت البلاد الغنية بالخيرات في ظاهرها وجوف اراضيها في نفق مظلم وتشرد انسانها من البسطاء والمقهورين ” كبش الفداء ” وما زال ” ملح الارض ” الغبش يدفعون ضريبة ضيق كؤود في معاشهم وتعليمهم وعلاجهم ..الكثيرون شردوا من أراضيهم و حيطان غرفهم…. وها هم لا يجدون لقمة الخبز الحاف ولا بلسم الدواء الشافي ..
وعلي منصات التواصل الاجتماعي وتوابعها يتدفق الكثير .. وبدلا من أن يتراصص رموز البلد ومن أطلق عليهم المفكرون والمثقفين والاعلاميبن واللذين من المفترض أن تعقد عليهم الأمال لصناعة سودان جديد .. نجد بعضهم ما زال يطلق الرصاص .. آخرون حملوا الساطور والسكين .. وكثيرون عانقوا الكي بورد .. وبالتسجيلات الصوتية .. واللايفات .. والكثيرون ربطوا الكرفتات الملونة .. وعدلوا البدل والقمصان وبثوا بحلاقيمهم ” فاحش القول “
نعم تسابقوا ليشتموا بعضهم بعضا .. تراصصوا ليكونوا ابطال الصفوف الأمامية بعد أن كانوا مطاطي الرأس ..وسارعوا لحجز مقاعد فيما اوهموا انفسهم المريضة بانها ساحتهم النضالية ..
هم مغيبون عن الضرورات .. عن أماكنهم الحقيقية .. لكنها النفس البشرية المريضة التي تصنع لنفسها الوهم وتهندس لشخصها تمثال من الشمع قابل للذوبان وكرتون قابل للاشتعال .. يصرفون اوقاتهم ويبعثرون قدراتهم المحدودة للتقليل من جهد الآخرين واعاقتهم .. هؤلاء بدلا ما يحملون معول البناء وبحسب قدراتهم أي كانت .. ولغرس الطورية في باطن الأرض.. ولبذر البذور الطيبة المفيدة و المنتجة ..للتآخي والتواصل ولردم الهوة ..
اختاروا صنع تماثيل لأنفسهم بالتقليل من قيمة الآخرين ” بسفيه ” ودني العبارات ..
ان الوطن جريح ومازوؤم بعضه بقياداته واكثره بهؤلاء اللذين استغلوا سانحة الحرية فصالوا وجالوا .. ف�