لم يكن عالم اﻵثار السويسري شال بونيه مخطيئا عندما اخلص في بحثه عن الحضارة الفرعونية وبدا في تتبعها من اقصي شمال مصر ليصل إلي الحدود الجنوبية ثم ليتكشف أن بحثه يدفعه بشدة الي جنوب الوادي داخل اﻷراضي السودانية ليكتشف ما اذهله حيث وجد حضارة ضاربة في القدم هي حضارة كرمة وازداد شغفه بالبحث ليستمر في سلسلة من اﻹكتشافات اﻷثرية والتي أكدت له كما قال في تصريح شهير ( اكتشفت أن اصل الحضارة البشرية بدأ من هنا وأن حضارة كرمة هي الحضارة البشرية اﻷقدم) فقد أمضي عالم اﻵثار السويسري شارل بونيه اكثر من اربعين عاما من البحث والتنقيب ليكتشف حضارة السودان وليخبر العالم وكل زملائه علماء اﻵثار بأنه اكتشف اصل الحضارة وأن السودان وحضارته المدهشة يجهلها العالم وان السودان مظلوم من قبل المؤرخين وعلماء التاريخ واﻵثار.
وقد اثبت بونيه والذي بدا تنقيبه اﻷثري في السودان منذ العام 1965 وهو في عمر الشباب ليبلغ من العمر 84 قضاها كلها في البحث والتنقيب وتدرج في دراساته اﻷثرية ومكانته العلمية في وطنه سويسرا حتي بلغ اعلي الوظائف في هذا المجال ليكون مدير للآثار هناك..ويعد ما وصل اليه في بحثه اﻷثري في السودان جديدا حيث تأكد له بما لايدع مجالا للشك أن حضارة السودان تعود لمايزيد عن ثلاثة الآف سنة قبل الميلاد (3000 سنة قبل الميلادوأن الفراعنة السودانين السبعة الذين تربعوا علي عرش الحكم في كرمة قد حكموا مصر وفلسطين وكانوا قد تمكنوا من مواجهة اﻵشوريين ومنعهم من اﻹقتراب من وادي النيل .
( تقرير وكالة الاناضول 18/32017 حسام الدين بدوي)
طقوس فرعونية تمارس في السودان فقط
ظل سكان شمال السودان ووسطه يمارسون طقوسا فرعونية وخصوصا اؤلئك الذين يقطنون قريبا من ضفاف النيل..فهم يزورون النيل عند ختان اطفالهم ثم يذهبون بالعريس الي النيل وهم يحملون جريد النخل..وقد عايشنا نحن ذلك منذ طفولتنا والي وقت قريب..، ولن تنمحي من ذاكرتي تلك الطقوس التي تحرص عمتي نفيسة الخليفة وهي تدعو مجموعة من النسوة والاطفال للقيام بمراسم فرعونية تماما حيث تحتفل بما يسمي (هقيت النيل) حيث تجهز الحريرة والضريرة وتتجه بصحبة النساء والاطفال الي ضفة النهر وهن يرددن اهازيج تمدح النيل ثم تقوم عمتي نفيسة برمي الحريرة والضريرة (عجينة من خليط العطور والمحلب باﻹضافة لحفنة من الحبوب ذرة اوقمح) علي مياه النيل الجارية. وهي تردد مع النسوة طلبها للنيل لكي يفيض فيزيد الزرع والضرع.
وكان اهل شمال ووسط السودان وإلي وقت قريب يقومون بذبح شاة واخذ شييئ من دمها المسفوح وتلطيخ واجهة الدار او البيت الجديد أو حتي السيارة الجديدة ﻹعتقادهم أن ذلك يمنع العين والسحر والحسد.. ولايزال بعضهم يثبت علي بنايته الجديد حلقة من الحديد علي شكل حدودة الحصان تامينا لبنايته من شر الحاسدين ومنع وصول العين إلي تلك البناية الجديدة.
وضع التماسيح والطيور المحنطةعلي واجهة المنازل
لايوجد تفسير لما كان يمارسه اهل السودان وإلي وقت قريب وهو أن يضعوا علي واجهة منازلهم تمساحا محنطا او طائر الهدهد المحنط والذي لم يجد قرشي محمد عبدالعظيم المولود بمنطقة كوري بشمال السودان له تفسيرا عندما حدثني عن ذاك الهدهد المحنط الذي كانت جدته تضعه في واجهة منزلها وتمنعهم وهم اطفال من اﻹقتراب منه، وتلك الصور والممارسات الغريبة تؤشر إلي تاريخ سحيق وعقائد موغلة في القدم وكأنما من وضع التمساح المحنط في واجهة داره يحتفظ بإرث قديم وعقائد تعود إلي فترات إتخاذ الناس بعض الكائنات حولهم كآلهة للخير أو الشر، ولربما كان هدهد جدة قرشي محمد عبدالعظيم يؤشر إلي حقبة نبي الله سليمان بن داؤؤد ولاينفك ذلك عن الحدوة التي مازال بعضهم يثبتها علي جدار منزله الجديد منعا للحسد والعين ، فقد كان للحصين وضعا مميزا لدي نبي الله سليمان مثلما كان الهدهد احد جنوده والذي ابتدع العمل اﻹستخباري برفع تقرير عن بلقيس وقومها، كما قص القرآن ذلك بشيئ من التفصيل في سورة النمل.