نظم مجموعة من الإسلاميين بالعاصمة الخرطوم إفطاراً رمضانيا يوم الجمعة 4 رمضان، بالساحة الخضراء بشارع المطار واختار شباب الحركة الإسلامية للإفطار يوم الرابع من رمضان الذي يتزامن مع ذكرى المفاصلة التاريخية بين الإسلاميين في العام 1991م ، والتي شطرت الحركة إلى قسمين. و أظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي المشاركين في الإفطار وهم يرددون الأناشيد والشعارات الإسلامية الحماسية
بيان لجنة إزالة التمكين :
لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو سارعت وبرفقة قوة من الشرطة والأجهزة الأمنية بالقبض على عدد من المشاركين في الإفطار بعد مداهمة المكان، وقد لاقى هذا الفعل من لجنة التمكين ردود فعل متباينة ، حيث يرى البعض أن الجنة أخطأت في تصرفها هذا فيما يرى آخرون أن تصرف لجنة التمكين كان صحيحا . وبدورها قامت لجنة إزالة التمكين بإصدار بيان حول تلك الحادثة أوضحت فيه تفاصيل ما جرى وما دفعها تصرفها ذلك قالت فيها إن عددا من عناصر النظام المباد نظموا إفطاراً رمضانياً بساحة الحرية يوم الجمعة الـ(٤) رمضان الموافق ١٦ أبريل ٢٠٢١، وقاموا ببث مقاطع فيديو عبر السوشيال ميديا أظهرت أن ذلك الإفطار الرمضاني لم يكن ذو طابع إجتماعي، وإنما واجهة لنشاط سياسي لعناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول، وأشارت لجنة إزالة التمكين في بيانها الذي حصلت (التحرير ) على نسخة منه إلى أن هذا النشاط المشار إليه يعد نشاطاً مخالفاً لأحكام المادتين ٤ (١) و (٢) من قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ وإسترداد الأموال العامة لسنة ٢٠١٩ تعديل ٢٠٢٠ . وقالت اللجنة إنها شرعت فور نشر تلك المقاطع في إتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المجموعة المشاركة، وأن قوة مشتركة ضمت الشرطة وعدد من منسوبي الأجهزة الأمنية والنظامية الأخرى قامت بمجرد وصولها لمكان تواجد تلك المجموعة بساحة الحرية في انفاذ إجراءات القبض على المشاركين الذين هرب معظمهم من المكان، في ما تم القبض على عدد منهم وإتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم. وأشارت لجنة إزالة التمكين في بيانها إلى أن أحد المقبوض عليهم ضابط برتبة الرائد في السلاح الطبي، وإثنين من الضباط بجهاز المخابرات العامة بجانب ضابط في الشرطة. تم تسليم أولئك النظاميين للإستخبارات العسكرية والشرطة الأمنية، كما تم القبض على الشخص الذي قام بتصوير الفيديو الخاص بتلك الفعالية وبثه على مواقع التواصل الإجتماعي، والذي إتضح أنه موظف بقسم التصوير بقاعة الصداقة. وقال بيان لجنة إزالة التمكين أن التحريات الأولية والمضبوطات أفضت لتحديد هويات العديد من المشاركين الذين لم يتم القبض عليهم، كما أفضت إلى توفير معلومات تتعلق بالجهات المنظمة والداعمة لهذا المنشط ، وأكد البيان على ملاحقتهم لإلقاء القبض عليهم وإتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم جراء مخالفتهم لقانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ وإستراد الأموال العامة لسنة ٢٠١٩ تعديل سنة ٢٠٢٠ وقانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب .
القوة المزعومة :
الصحفي والمحلل السياسي المقيم في بريطانيا عبدالواحد إبراهيم قال على الرغم من اجتماعية ودينية المناسبة، إلا أن مراكز إعلام (الحركة الإسلامية) تبنت الدعوة بتهليل كبير للايحاء بانها باقية على قوتها المزعومة. وأشار عبدالواحد في حديث ل (التحرير ) إلى أن محاولة جمع شتات المنتمين للحركة الإسلامية من عناصر أحزابها المؤتمرين (لوطني) و (الشعبي) و (منبر السلام العادل) وبقايا ما يسمى بالمجاهدين، في إفطار جماعي قصد منها بث روح التماسك بين صفوفها وهي محاولة تأتي بعد تشكيل المؤسسات الانتقالية عقب الثورة التي أطاحت بحكمهم وبعد تحقيق سلام جزئي، وأكد عبدالواحد أن الحركة الإسلامية لديها سابق معرفة بطرق التجميع والتحشيد خصوصا في فترة وجودها في السلطة، وقال إن محاولتهم هذه ليست المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة حال إستمرار الوضع السياسي والقانوني في التباطؤ في محاكمة المجرمين والمفسدين منهم. وقال عبدالواحد إن المتأمل في وجوه الحضور يجد أنهم من القيادات الوسطية إذ أن معظم قياداتهم أما في سجن كوبر يتلقون العلاج في الاصلاحية أو تتم محاكمتهم عبر القضاء أو هربوا إلى تركيا وقطر، وأكد أن عناصر وقيادة الحركة الإسلامية لن يتوقفوا عن ممارساتهم هذه لأن لديهم عقد سياسية توحي لهم أنهم يملكون الحقيقة وأن طريقهم هو الطريق القويم ، وأشار إلى أن هذه المعضلة النفسية سببها أنهم تربوا في تنظيم لا يعرف عملية النقد والنقد الذاتي ويعتقد المنتمون له أنهم قائمون على أمر الدين وهم حراسة وهذه عقائد سياسية أقرب إلى فكر الخوارج. وأكد عبدالواحد أن السلطات السياسية أغمضت أعينها عن تحركات الإسلاميين المريبة ولو لا (لجنة أزالة التمكين) لما سمعنا اعتراض على هذه التحركات والتي يمكن أن تتسبب في مواجهات مع الثوار ولجان المقاومة الذين يملأون ساحة الوطن، وأشار إلى ضرورة الإسراع في محاكمة قيادات النظام على جرائمهم في القتل والفساد المالي والأداري والسياسي حتى تهدأ النفوس الثورية التي لا تقبل بوجودهم مطلقا. ووصف عبدالواحد تحركات النائب العام في هذا الجانب ب (الخجولة) ، وأكد أن إستمرار الحال على ما هو عليه من التباطؤ سيقود البلاد إلى طريق المواجهات وقال إن نتائج ذلك ستكون وخيمة في ظل ظروف بلد يبحث عن السلام والأستقرار ومواجه بتحديات اقتصادية وأمنية وأستراتيجية في قضايا محلية اقليمية.
هتاف عاطفي:
الصحفي الهضيبي يس رئيس تحرير موقع رياح نيوز قال إن إفطار الإسلاميين في ساحة الحرية علاوة على أنه يحمل رسالة سياسية في قالب اجتماعي فهو محاولة من الجماعات الإسلامية أرادت أن تقول من خلالها أنها موجودة في المسرح السياسي وقادرة على التأثير، مهما مورس عليها من أشكال التضييق. وأشارالهضيبي في حديثه ل ( التحرير ) إلى أن مغزى الإفطار رغم طابعه الاجتماعي إلا أن (الحركة الإسلامية)، أرادت من خلاله أن تقول إن الإسلاميين شعروا في تنظيم صفوفهم من جديد ، وأكد أن الحركة الإسلامية تعالي في نفسها وتكابر لأن ما تقوم به هذا لايفي بالغرض وسط الشارع السوداني الذي مايزال يختزل قدر كبيرا من الغبن السياسي تجاه الإسلاميين جراء سلوك الثلاثة عقود. وأكد الهضيبي أن الافطارالذي التف حولة مجموعة من شباب الإسلاميين ليؤكدوا على وجودهم وسط المجتمع السوداني، ماهو إلا هتاف عاطفي وانجراف وراء أحاسيس الذكريات السابقة. وأشار إلى الواقع الراهن يؤكد أن الإسلاميين داخليا وخارجيا في حاجة إلي إعادة الثقة عن طريق برنامج جديد يؤسس لأرضية فقدت ليس في السودان فقط إنما في معظم دول العالم بسبب ارتباط الجماعات الإسلامية بالعديد من قضايا الإرهاب ونزاعات بالمنطقة.
الإقصاء لن يثنينا :
هيثم محمود واحد من شباب الإسلاميين، قال إن زمان الإفطار ومكانه لهما دلالات خاصة عند شباب الإسلاميين، فالرابع من رمضان يمثل تاريخ نكسة الإسلاميين بالمفاصلة التي قصمت ظهرهم وقسمتهم ل (وطني) و(شعبي). وإن اختيار الساحة الخضراء للإفطار ليس مصادفة لأن الساحة تذكرهم بمناشطهم الجامعة ومسيراتهم الممتدة ووداع قوافلهم. وأكد هيثم في حديث ل ( التحرير ) أن الإفطار رغم مرارة زكريات الزمان والمكان أكد أن شباب الاسلاميين يمتلكون زمام المبادرة وبامكانهم التجمع وقتما أرادوا، وأشار إلى أنهم استطاعوا أن يرسلوا عدة رسائل، الرسالة الأولي هي قدرة شباب الإسلاميين على التحرك والتجمع في كل الاوقات، الرسالة الثانية هي تناسي شباب الإسلاميين بمختلف تياراتهم واحزابهم لمرارات الماضي والتجمع في الإفطار الذي سيصبح نواة لوحدة التيارات الإسلامية، وقال إن الإفطار ارسل أيضا رسالة في بريد الحكومة مفادها أن سياسة الإقصاء التي تبنتها لن تثنيهم عن فكرتهم وقضيتهم .