عارض اربعة وزراء رفع مقاطعة إسرائيل والتطبيع معها كما يريد ذلك بعض اعضاء الحكومة الانتقالية ويقومون برحلات مكوكية للتوصل لتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل .
بعض المكونات السياسية تؤكد مرة أخرى أنّ قضية إلغاء المقاطعة مع إسرائيل هي نقطة مؤلمة بالنسبة للسودان وليست من صميم عمل الحكومة الإنتقالية بل هو عمل لا يأتي إلاّ من حكومة شرعية منتخبة من قبل الشعب السوداني وفي مثل هذه الامور في العلاقات المصيرية والشراكات الاستراتيجية والتطبيع لا بد ان يتم فيها إستفتاء شعبي كبير من دون اي مجاملات او تزييف لارادة الشعب السوداني .
اخيراً بدأ الشعب السوداني يحس بخطورة هذه العملية ( التطبيع) مع إسرائيل لذلك كثرت المطالب المتكررة من الشعب بوقف هذه العملية عملية (التطبيع) مع إسرائيل والتي لا يجني منها الشعب السوداني إلاّ
(حصاد الهشيم) وبدات تعلو التصريحات الفردية والجماعية للأحزاب السودانية حول هذه القضية وكذلك علت اصوات بعض من أعضاء الحكومة الانتقالية الذين تحدثوا ضدها .
كل هذا يشير إلى التسرع من بعض الجهات الحكومية في اتخاذ قرار في العلاقات مع إسرائيل ؛ و يحدث هذا كله تحت ضغط من الولايات المتحدة من أجل مصالحها الاستراتيجية ومصالح بعض الاشخاص الشخصية في الحكومة .
يجب على الحكومة الانتقالية في المقام الأول أن تنطلق من المصالح الوطنية العليا للدولة وللشعب والقضايا الاستراتيجية الكبرى وعلاقة السودان الخارجية الاقليمية والدولية والمصالح المشتركة وليس من مصالح الآخرين .
علماً بانً للسودان مبدأ ثابت حول العلاقة مع أسرائيل منذ العام 1958م وهناك تشريع واضح في هذا الصدد .
على صعيد متصل نجد ان هناك بعض الاحزاب المكونة للحكومة من تحالف الحرية والتغيير رفضت التطبيع مع اسرائيل ابرزها حزب الامة القومي بزعامة رئيسه الراحل الصادق المهدي والذي اعلن صراحة موقف حزبه من التطبيع مع دولة إسرائيل باعتبارها مغتصبة لاراضي الغير وكذلك نجد الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الناصري وحزب البعث السوداني كل هذه الاحزاب اعلنت صراحة موقفها من التطبيع مع اسرائيل إلاّ ان هناك بعض الاحزاب المكونة للحرية والتغيير تريد التطبيع مع دولة إسرائيل وهي احزاب ليست لديها شعبية وجماهير ولا وزن لها في الشارع السوداني .
يرى الدكتور عبدالكريم حسين أبكر الاعلامي والمحلل السياسي :
(بان قضية التطبيع مع إسرائيل قضية كبرى وتحتاج الى إستفتاء للشعب السوداني وفي اسواء الفروض يجب ان يكون هناك برلمان منتخب او مثل ظروف السودان الحالية يتطلب الامر وجود برلماناً توافقياً معيناً هو من يبتُ في امر التطبيع مع إسرائيل او أي جهةٍ كانت ويجب على المسؤولين في الحكومة الإنتقالية مراجعة هذا القرار حتى لا تدخل في اصطدام مع الشعب السوداني) .
ويشير دكتور ابكر بانّ حكومة الفترة الإنتقالية يجب ان تراعي المصالح العليا للدولة والشعب وتحافظ على التماسك الاجتماعي وتوفر له لقمة العيش الكريم بدلاً من التهافت والركض خلف السراب لانّ امر التطبيع لا يحتاج الى رفع العصا الغليظة من امريكا ويقول دكتور عبدالكريم ابكر ماذا يستفيد الشعب السوداني من التطبيع مع إسرائيل ؟؟؟