قديما قالوا لما يستحيل تحققه أنه (رابع المستحيلات)، وقيل المستحيلات الثالثة هي الغول ، والعنقاء والخل الوفي .
قلت قديما قالوا ذلك ولكن يا لتحول الناس وتغير الحياة هنا في عالمنا المعاصر ، فقد اصبح وجود الغول والعنقاء واقعا ، مع إستحالة وجود الخل الوفي .
والغول الذي زعموا آستحالة وجوده بيننا ، هو اﻵن يصول ويجول ويدوس علي قلوبنا وجيوبنا تماما إنه غول الغلاء الفاحش ، والجشع المخيف الذي يسيطر علي حياتنا طولا وعرضا.
أما العنقاء فهي حكومة طويلة العنق تنظر وتناظر خارج حدود الوطن تجيد السفر واللقاءات الخارجية ولا تنظر أسفل قدميها لتري معاناة شعبها وتتابع مأسي الناس مع الضوائق والخدمات الرديئة.
وكأن الحكومة اﻹنتقالية التي تهتم بالخارج وإرضائه هي العنقاء ولكأن الغلاء والمعاناة التي تسحق المواطن هي الغول
في ظل غياب من يخلص البلاد والعباد مما تعاني وهو الخل الوفي الذي اصبح المستحيل الوحيد ، وليس كما زعموا بأنها ثلاثة مستحيلات معروفة قابلة للزيادة.
نعم الحكومة اﻹنتقالية التي تدير الدولة هي العنقاء بكل وصفها ومواصفاتها ، ولطالما أنها تقوم باﻵتي:-
- تكثر الحديث عن التحول والتغيير ولا تفعله.
- تشاهد معاناة الناس في الحصول علي الخدمات الضرورية ،الخبز ، الدواء ، الغاز الكهرباء وغيرها ولا تسعي لمعالجة تلك المعاناة.
- تتحدث عن دعم خارجي ومليارات من الدولارات الداخلة لخزينتها من الخارح ثم تظهر عجزها في توفير الضروريات مثل الوقود (،فيرنس المحطات الحرارية او اﻹسبيرات).
- تتحدث عن إستعادة اﻷراضي السودانية في الفشقة (الحدود الشرقية) ثم تنقل تصريحات بعض مسئوليها عن توغل الحبش واتلافهم لغابات السودان ومحمية الدندر ، ثم تقبل التفاوض والوساطة اﻷماراتية أو الجنوب سودانية حول حقوق السودان الثابتة وحدوده المعترف بها عالميا.
- تتحدث عن دعم إجتماعي لﻷسر فيما يسمي برنامج ثمرات ولايزال السواد اﻷعظم من الشعب ينتظر الدعم الذي لايصله والثمرات التي ربمايقطفها آخرون .
🔅المأساة الحقيقية أن يخرج الشعب السوداني ثائرا ضد الظلم والمعاناة فينتصر ولكن تسرق ثورته وبدلا من التخلص مما يعاني تزداد معاناته وتتفاقم أزماته ويدخل من جديد في دائرة شظف العيش وتردي الخدمات وضياع اﻵمال بمستقبل زاهر و تحول عظيم .