ما أن يتأهب فصل الصيف لقرع الباب لمواطن البحر الأحمر أذنا للدخول ، ما أن تتكرر معاناة الإنسان في الولاية مع المياه ، حيث أن كثيرا من أحياء مدينة بورتسودان تعاني من وصول المياه إليها وتضطر لشراء الماء من التناكر غالية الثمن او من عربة بائع المياه (السقا) والذي يبيع جوز الماء (باقتين) بمبلغ 150جنيها ، حيث أن مخزون المياه في سد اربعات يقل غير أن مصادر من هيئة المياه بالولاية افادت بأن الطمي بالسد يؤثر في الكمية المخزنة ،
وكان مدير هيئة المياه بولاية البحر الأحمر المهندس عمر عيسى طاهر عزا في وقت سابق عدم وصول المياه إلى أغلب المنازل إلى سوء الشبكات الداخلية كما أشار إلى عدد من الإشكاليات بمحطات التحلية والشبكات الداخلية .
لتعلو الأصوات بالبحر الأحمر من جديد للمطالبة بتوصيل مياه النيل الى الولاية في كلاكيت متكرر ، كما لاحت في الأفق عدد من المبادرات في هذا السياق وابرزها مبادرة مشروع دعم مياه الشرب بالبحر الأحمر والذي نفذته منظمة الصداقة الدولية عبر مبادرة الشعوب العالمية بشراكة مع هيئة المياه بالولاية ، كما ان هناك مطالب بإدراج مشروع مياه البحر الأحمر ضمن أجندات مؤتمر باريس المقام في مايو المقبل ، وكان والي البحر الأحمر المهندس عبد الله شنقراي صريحا ، عندما ذكر انه لا يعد إنسان البحر الأحمر بتوصيل مياه النيل الى الولاية لضخامة المشروع ومحدودية فترة ولايته على الولاية ، (التحرير )تفتح هذا الملف وتوافيكم بالتقرير التالي :
مياه البحر الأحمر ومؤتمر باريس
شدد رئيس شعبه مصدري الماشية صالح صلاح على أهمية أهميه ادراج وإعطاء أولوية لمشروع مياه البحر الاحمر في مؤتمر باريس القادم ، واكد صالح صلاح بأنهم في القطاع الخاص وفي الغرف التجارية تحدثوا كثيرا عن اهمية المشروع اقتصاديا واستراتيجيا ،ووصف رئيس شعبة مصدري الماشية فرصة إدراج الملف في مؤتمر باريس بالسانحة التي يجب التحرك من قبل الكل في السودان لاستقلالها ، الى ذلك ابان صالح صلاح بانه كان قد طالب بزيادة سعة الخط حتي يتم تزويد البواخر العالمية بأسعار مغرية تكفي مصاريف التشغيل بل وتوفر مبالغ كبيرة .
مبادرة
شهدت البحر الأحمر عدد من المبادرات الرامية لحل مشكلة مياه البحر الأحمر وابرزها مبادرة مشروع دعم مياه الشرب بالبحر الأحمر والذي نفذته منظمة الصداقة الدولية عبر مبادرة الشعوب العالمية بشراكة مع هيئة المياه بالولاية
كما اعلن عن موعد إنطلاق المبادرة الذي حدد له الحادي والعشرين من يونيو المقبل منوها إلى أنهم التقوا بعدد من نجوم الفن والمشاهير العالميين ومن المنتظر أن يصلوا السودان في شهري يوليو وأغسطس القادمين .
مفارقةوكلاكيت صيفي
أن السودان وطنا لا يخلو من المفارقات المدهشة في العديد من تفاصيل الحياة ومن تلك المفارقات ( حيث تفيد احدى المعلومات العامة المؤكدة والتي تدرس في كل انحاء العالم .. أن نهر النيل والذي ينبع من بحيرة فيكتوريا ويصب في البحر الابيض المتوسط مارا بجمهورية السودان ، يعتبر أطول نهر في العالم ) .
اذا ذلك النهر والذي يعد من ميزات السودان ومفاخره التي حبانا وخصنا بها رب العباد ، يعبر بالسودان مما يعني خيرا وفيرا وزرعا نضيرا وثروات سمكية وحيوانية و وعوامل جذب سياحية واستثمارية .
والمفارقة اعزائي ليس في اننا لم نستفد من كل تلك المزايا وعجزنا في تحويلها الى موارد تدعم الاقتصاد فحسب ، بل أن العديد من مدن السودان (والذي يمر به أطول نهر في العالم به ماء عذب وصالح للشرب) تلك المدن تشكو العطش !!! نعم ، تلك الحقيقة المدهشة المحزنة .
ليترقب الجميع السيناريو الذي ظل يتكرر (صيفيا ) بدأب أهالي مدينة بورتسودان على الخروج في احتجاجات منددة بالعطش وأغلقوا الطرق (بباقات) المياه أكثر من مرة في فترات سابقة ليس احتجاجا على شي سواء الحاجة الماسة للمياه .
عطشان والبحر جنبك
مدينة بورتسودان شرق السودان والمطلة على ساحل البحر الاحمر يشتري فيها المواطن (جوز المياه) ب150 جنيها !! مدينة تعاني من ويلات العطش ومهدد انسانها ودوابها بالموت عطشا في فصل الصيف وهي تقع داخل دولة يمر بها أطول نهر في العالم .
وهي تجسيد واضح لمقولة( عطشان والبحر جنبك) .
بل أن بائع المياه في البحر الاحمر يعتبر من الاغنياء في النكات المضحكه التي يتسامر بها اهل المدينة ، أن قضية توصيل مياه النيل الى مدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الاحمر قد ملها انسان المنطقة من جهة انها لم تعد تبارح السنة المسئولين في النظام السابق .