..
” دخلت نملة واخذت حبة وخرجت ” لم أجد وصف يشابه الاجراءات التي تعترض من يبدا تسجيل شركة مساهمة عند المسجل التجاري التابع لوزارة العدل الا هذه المقولة ..
فقد تابعت عن قرب وتباشير ثورة التغيير .. ثورة النهضة .. ثورة النماء .. مجموعة من المستنيرين قانونيين .. معلمين .. مغتربين .. رجال أعمال وصناعيين تواثقوا وتدارسوا أن تكون مشاركاتهم لوضع حجر الأساس لبناء دولة الغد ودعم اقتصادها هو أنشاء شركة مساهمة وطنية تعمل في مجالات الزراعة والصناعة والتعدين الخ .. فتحوا الملفات للراغبين وبالوثائق الثبوتية وكل متطلبات قيام الشركات ووفق الأنظمة واللوائح وعبر مكتب قانوني تم اختياره بدقة و عناية لسمعتة وعلو شأنه لتكملة الإجراءات والتي كانت متاريس عاتية واحباطات متتالية.. وليتها كانت متطلبات لسد الثغرات وتحسين الأنظمة وتنقيح القوانين وتسهيل الإجراءات ولغسل ترسبات ما يعرف بالدولة العميقة .. لا .. لا .. لاكثر من سنة او يزيد ظل أعضاء المكتب القانوني يدورون في حلقة مفرغة مستفزة كادت تسرب الاحباط لجسم المؤسسين واللجنة التسييرية لأن التعطيل كان عبارة عن ملهاة بمعني الكلمة تمثلت في …
” الكهرباء قاطعة …المدير في الفطور .. السكرتيرة ما داومت .. المدير ما وقع الاوراق .. الموظفين مضريين.. المدير في الحمام تعالوا بكرة .”
وهكذا تبعثرت الأيام فقط لتسجيل شركة مساهمة من وطنيين حرصوا أن يمدوا اياديهم للبناء ويكونوا وقودا لقطار التنمية المستدامة لوطن متعافي ليسير للامام بخطوات رأسخات ..
ماذا لو كانت هذه الشركة لجهة أجنبية .. كيف بربكم نستقطب المستثمرين ونتحدث عن فرص واعدة ونحن لم نغسل مواعيننا ولم نعبد المسارات لاستخراج شهادة بطريقة سلسلة وبسياسة النافذة الواحدة وبقانون ملزم وواضح المعالم وبكفاءات شابة تؤمن بأن إصلاح اقتصاد البلد يبدأ باختصار الظل الإداري وتسريع استخراج السجل التجاري كعنوان للانضباط وتراتيبيتها ووفق الأنظمة المنضبطة كعنوان للبناء والتنمية المستدامة .. ان شهادة تسجيل الشركات وما يشابهها باتت اليوم تستخرج في كثير من دول العالم بضغط أزرار التقانة في عالم يتقدم بسرعة البرق ..
ويوم استلام الشهادة وفق قانون الشركات لسنة ٢٠١٥ تحول لفرحة عارمة أمطر المساهمين عبارات الدعاء أن يقدم خطواتهم فقط لأن قلوبهم علي الوطن ليخرج من عنق الزجاجة وكتبت إحدى أيقونات المجموعة ” تسجيل الشركة كانت بالنسبة لي مدرسة قانونية واجتماعية تعلمت منها الكثير والمثير تكبدت فيها مشاق نفسية وجسدية كثيرة الا ان الهدف كان اقوى من النظر لذاتي والعهد الذي تحملته الي حين استلام الشهادة هو كلمة الشرف التي أقسمتها في بداية المبادرة .. وانا حريصة علي كلمتي وتنفيذها وحين اوعد لا أخلف ” .. فبكى البعض وتحسر الكثيرون علي وطن يراد له النهضة والعمار .. فهل هذا مستحيل يا من ايتمنكم الشعب واجلسكم علي مقاعد القيادة من وزراء ,الاقتصاد والتجارة والصناعة بحكومة الفترة الانتقالية ..
Awatifderar1@gmail.com