نادي معهد جنيف لحقوق الإنسان بأهمية بسط الحريات الصحفية وترسيخ مبدأ الشفافية ونقل المعلومة المجردة في اليوم العالمي لحرية الصحافة وقال في بيان له اليوم الاثنين (3 مايو 2021) :
في اليوم الثالث من أيار/ مايو من كل عام ترتفع أصوات الأحرار في مختلف بقاع الأرض منادية بإعلاء صوت الحقيقة والحق عبر وسيلته المثلى الصحافة، احتفاء باليوم العالمي لحرّية الصحافة والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو، تأكيداً على ترسيخ مبدأ الشفافية وتحرّي الصدق في نقل المعلومات مجرّدة للكلّ دون خوف أو تأثير خارجيّ؛ سياسي أو مادّي. ومن خلال المتابعات لواقع الإعلام في عالمنا اليوم فإنّ عدداً لا يستهان به من الأقلام صار أداة طيّعة وأبواقاً لنافذين استغلّوا هذه الوسيلة المؤثّرة في تضليل الرأي العام وإخفاء الحقائق، وهذا ما يجب أن تقف إرادة الشعوب لمواجهته، وتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرّية الصحافة لا تدجينها وإلغاء دورها، فالاحتفال باليوم العالمي للصحافة، يعتبر يوماً للتأمل في قضايا مهنة السلطة الرابعة وممارستها وفق المعايير الأخلاقية التي تمكّنها من إيصال رسالتها دون مؤثر خارجي، مجرّدة من أيّ أغراض.
إن الاحتفال باليوم العالمي لحرّية الصحافة فيه تأكيد على أهمية الحرّية الفردية أو الجماعية للتعبير، كما أن فيه رسالة للحكومات ومتّخذي القرار غايتها عدم التدخّل في توجيه رسالة الصحافة، بل حماية الفكر والرأي من التّقييد الذي ما فتئت تمارسه –للأسف- الأنظمة المتسلّطة بحكم الفرد أو التنظيم الأحادي على شعوبها، كما هو الحال في بعض الدول التي وظّفت حكوماتها وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الصحافة لتحقيق أغراضها وتزيين باطلها، واستخدمت في ذلك وسائل القمع وتكميم الأفواه، ومارست أسلوب الرّقابة القبلية والبعدية التي تحمّل المؤسسات الإعلامية خسائر فادحة الأمر الذي أجبر الكثيرين من رؤساء التحرير الصحفي أن يسلكوا في طرح رؤاهم وأفكارهم طريق الحذر الشديد، خوفاً من الوقوع في المحظور الذي يقود إلى الخسارة ممّا جعل مادة الصحافة الموجهة بأمر السلطات القهرية دون طعم أو رائحة لابتعادها عن أداء رسالتها ودورها المنوط بها. فالصحافة تعدّ المرآة العاكسة لواقع الحياة بمختلف ضروبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنّية والأدبية والرياضية وعليها مواكبة الأحداث خطوة بخطوة دون قيد أو شرط حتى لا تكون معزولة أو عازلة لجمهورها من سرعة التقدّم والتطوّر العالمي المستمرّ، ولا تحقّق رسالتها إلا إذا توفّرت لها أسباب الدعم والتطور والتي في مقدمتها عدم التدخل في توجيهها من أيّ سلطة، بل منحها الحرية كاملة وحينئذٍ تؤتي ثمارها شهيّة وشيّقة، وهذا لا يتحقق إلا في ظل الحكومات المدنيّة الديمقراطية لما لها من علاقة تكاملية مع أفراد شعبها بمختلف فئاتهم وتخصّصاتهم دون تمييز، لأنها تعمل في وضح النهار وتخضع للمحاسبة والمساءلة ترسيخاً لمبدأ الشفافية وسيادة حكم القانون.
معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة يشدّ إزاره مع المنادين بضرورة حرية الصحافة وإطلاق العنان للصحفيين سعياً لإرساء قيم العدل والشفافية عبر الصحافة كونها مرآة عاكسة لكل مناحي الحياة، ومعهد جنيف إذ يحتفي بهذه المناسبة يستنكر وبشدّة ما ظلّ يتعرض له الصحفيون من إجراءات تعسّفية في بعض البلدان، ويحث المعهد كل الدول على تحقيق المبادئ الأساسية لحرّية الصحافة، والدفاع عن وسائل الإعلام وحمايتها من الاعتداءات وضرورة استقلالها وفق الضوابط والقوانين، ويشدّد معهد جنيف لحقوق الإنسان أن يُمارَس العمل الصحفيّ والإعلامي بأخلاقياته المهنية، لأنّ الإعلام بمختلف وسائله يساهم في تنمية الإنسان فكراً وعقلاً ولا جدوى من تكميم الأفواه في ظلّ هذا الفضاء المفتوح بمختلف وسائل التواصل الحديثة، فحريّ بالدول والشعوب أن تجعل الصحافة حرّة ومعافاة من الأغراض، حتى تتحقّق رسالة الصحافة الحرّة.
جنيف 3 مايو 2021م