بتاريخ: 03 أيار 2021
اكتمل ملف جريمة العصر باغتيال الطبيب علي فضل في بيوت أشباح الإنقاذ والحركة الإسلامية.. اشد اغتيالات الدنيا بشاعة ضد سجين سياسي أعزل وفي ظروف عادية لم يتم فيها شغب داخل السجن أو مقاومة من السجين..! وهي جريمة من أبعد جرائم الدنيا (دناءة) ارتجت لها نواميس الإنسانية ومواريث الطبيعة البشرية وأناجيل شرف الخصومة.. ويظل دوي هذه الجريمة النكراء يصك آذان الدنيا من حالة إزهاق روح بريئة خارج ولاية القضاء وبإشراف أستاذ جامعي مدني في تسجيل نوعي لممارسة تهوي بنوازع الشر في بعض نفوس البشر إلى أغوار سحيقة (من الوضاعة والخِسّة والحِطة والوحشية) ما كان يؤمل أنها لا زالت تعشش في بعض عقول بني آدم من دموية إبليسية تنتهك حُرمة النفس و(حق الحياة) بوسائل لا يمكن تصورما بلغته من وقاحة من (زعائط) الإنقاذ و(معائطها) في نزع الأرواح بجرأة إجرامية تحاول التطاول على منطقة الملكوت ومشيئة خالق الوجود..!
اغتيال بعد تعذيب رهيب لأكثر من ثلاثة أسابيع وبغير توقّف على شخص واحد أعزل خارج مؤسسات الدولة العقابية وبإشراف من قادة حركة ترتدي شعار الدين وزبانية قادمين من (كورسات تعذيب) في إيران يقودهم أستاذ جامعي مدني لا علاقة له بجهاز الأمن ولا السجون.. ليتم الاغتيال بعد التعذيب بوسيلة غير مشروعة تحت أي أحكام قضائية وفي مكان مجهول وبواسطة مدنيين.. وهذا ما يُصعب ممارسته في أي دولة مهما بلغ طغيانها وحبائلها الشيطانية.. وهو اغتيال شنيع جرى بتدبير بارد وتصاعد في التعذيب من جانب واحد لأكثر من عشرين شخصاً يستفردون بالضحية.. وهو تدبير بارد لأنه يحتاج إلى عثور على مسمار أو شريحة حديد مُناسبة ومطرقة مناسبة لإنفاذها في رأس رجل معروف بسلميته وولائه لمهنته الإنسانية في تطبيب البشر؛ وكل ذنبه انه كان في صف يخالف الموقف السياسي الذي تقف فيه الحركة الاسلاموية تحت قيادة رسل العناية؛ بداية من الترابي والقيادة العليا من رُسل المرحمة الذي يريدون أن ينشروا بين العالمين شريعة الرحمة والهداية عن طريق زرع المسامير في رؤوس العباد..!
رجل طبيب (طيب القلب) حسن السيرة استجاب لقوة الدولة الجبرية في الاعتقال.. ولكن هل حقيقة أن الدولة هي التي اعتقلته..؟ أم هي الحركة الإسلامية في اعلي تمثيلها..؟! فالإشراف على قتل الطبيب (علي فضل) تم على أيدي نافع علي نافع كما ذكر إبراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة الإنقاذ وشاهد العيان والمُشرف الأمني الأعلى وقتها على حالات الاعتقال.. وقال إن قاتل الطبيب هو نافع الأستاذ الجامعي.. وهو ليس مجنداً متعاوناً ولا جندياً مستجداً أو من المنضمين الجدد للإنقاذ…فلا هو من عناصر مصلحة السجون المبتدئين أو المتعاونين (بالقطعة) مع الحركة الإسلامية أو من شبابها المتعطش للدماء أو من (أصدقاء الشرطة الشعبية)..! بل هو القيادي الأقرب لمقاعد الرئاسة الأعلى في الحركة والإنقاذ.. وهو ليس الرجل الأمي الذي لا يعرف مآلات وأبعاد وتداعيات ما يفعل أو ما ينهى ويأمر به الدين (ولو نظرياً).. بل هو رجل التعليم العالي الذي ابتعثته الدولة إلي المعاهد العليا لدفع عجلة التنمية الزراعية ولم تبعثه متخصصاً في (قتل الغيلة) وتفجير الرؤوس..!! وشهادة ايدام عليه تمت تحت القسم وأمام محكمة (شهادة عيان وعلاقات عمل مباشرة)..وليس حديثاً في مجالس الأنس أو لقاءات الأفراح والمآتم أو في مواقف الحافلات ومحطات البنزين.. وهي شهادة واضحة المعالم ومحددة الحيثيات قالها ايدام عقب خطبة طويلة حمد فيها الله واثني علي جزيل نعمائه و آلائه وصلي على النبي الكريم وأقر فيها بالقسم على حقيقة ما قال..وإيدام بطبيعة الحال يظل مسؤولاً عن كل ما لحق بالناس.. فهو شريك للإنقاذ ولا عذر بأنها (دحدرت) مناصبه وعملت على (زحلقته) بعد أن أدى لها ما أرادت منه لتثبيت نظامها الدموي.. فأبعدته من رئاسة الأمن إلى الشباب والرياضة ثم إلى ما دونها حتى تشغله بانتخابات(نادي برى) ورئاسة كتلة الدوري الممتاز..!! الله لا كسبكم…!!