الثلاثاء ٤ مايو ٢٠٢١
صحيفة الديموقراطي
سوءتان آذت أرواح الشهداء وجدّدَت الجراح في أفئدة الذين عُذبوا وشُردوا وهم في غمرة النضال والدفاع عن الوطن ومكتسباته ، الأولى بطلها القائد السياسي (مُبهم النوايا) والمعروف بنضالاته ضد الإنقاذ وإن بدأ الكثيرون يتشكَّكون في (مصداقيتها) بعد العديد من مواقفهِ (المُترَّهِلة) التي صعُب على المحُللِّين تصنيفها في قائمة الوفاء للثورة ومبادئها وشعاراتها ، ذلك القائد (بإعتبار أنه كان واحداً من روُّاد وقيادات الترتيبات السياسية التي أعقبت الثورة) ، هو السيد / إبراهيم الشيخ ، الأمين العام السابق لحزب المؤتمر السوداني ووزير الصناعة الحالي ، حيث أبدى بلا حياء أسفهُ وحزنهُ على مُجابهة الجهات الأمنية للتجمعات السياسية لفلول الإنقاذ المعارضة لإرادة الشعب السوداني والمُغطاة كالعادة بدثار الدين تحت دعوى إفطارات رمضان ، في إستفزاز علني وحقير للشعب السوداني الثائر لأجل الكرامة والإنعتاق ، وبما أن أهم ما هتفوا به قُبيل تفريقهم (القانوني) كان (عائدون .. عائدون) ، علينا أن نعتبر أن إبراهيم الشيخ وهو أحد مُنتفعي عجلة الفساد الكيزاني عبر إستثماراته وشراكاته المشبوهة معهم قُبيل الثورة ، حزيناً وآسفاً لتأخُّر هذه العودة المزعومة وفي ذات الوقت (داعياً) بلا شرط ٍ ولا قيد إلى فتح الباب لهم على مصراعيه ، لينشطوا ويخطِّطوا و(يُجاهدوا) لإعادة الشعب السوداني إلى زنزانة الذُل والإحباط والهوان والتنكيل ، على إبراهيم الشيخ أن كان بالفعل مع الثورة والثوار أن يعتذر للشعب السوداني عن دعوته الحكومة الإنتقالية إلى تخطي الوثيقة الدستورية والقانون الذي حظر النشاط السياسي لحزب المؤتمر الوطني وروافده ومصادره وفرعياته التنظيمية لذات السبب الوجيه المُقدَّس، والمُتمثِّل في كون ثورة ديسمبر المجيدة قامت لدحرهِ وإبعادهِ وتفكيكهِ ، بعدما أمهرت ذلك بأرواح الشهداء ودماء الجرحى و نضالات المعتقلين والمفقودين.
أما السوءة الثانية فتبدَّت في أن كل ما بذلهُ الشعب السوداني من نضالات وتضحيات لم تستخسر الأرواح فداءاً للوطن والكرامة والإنعتاق ، لم تشفع لهُ ولم تؤهِّلهُ للإستمتاع بـ (صون) آذانه عن تُرهات وتهديدات فلول الفسدة من أرباب الإنقاذ وخصوصاً قادتها وزعماء جبروتها ، فالتهاون والإستهتار الذي لمسهُ الكيزان من نافذي الحكم الإنتقالي وخصوصاً في الأجهزة الأمنية والعدلية كان كفيلاً ليُشجِّع أمثال علي كرتي ، ذلك الهارب من العدالة والمُتهم بالفساد والتلاعب بمُقدَّرات الوطن وسارق قوت البُسطاء ، مُهدِّداً الشعب السوداني البطل من مخبئه الآسن ، مُتوعِّداً ومُلوِّحاً باللجوء إلى العُنف في فرض سلطان مملكة الغاب والظلم والجور من جديد ، وما يوجع في الأمر أن علي كرتي وصحبه من مُناهضي إرادة الشعب السوداني لا يشكون لحظةً في كراهية ومقت الشعب السوداني لهم ولمنهجهم وسوءات سُلطانهم ، ووفق ذلك يُقرَّون بأنهُ (أي الشعب السوداني) عدوٌ تجب مواجهتة بشتى الأساليب ، والأهداف معلومة للجميع فهي تبدأ بإستعادة سلطانهم الغاشهم وكسر كبرياء المقاومة الشعبية وإرادة المواطن السوداني الذي خرج بالأمس القريب هاتفاً بهلاكهم وساعياً لإسقاطهم ، على الحكومة الإنتقالية أن تضرب بيدٍ من حديد كل من يقوم بتسفيه وإحتقار إرادة الجماهير وعلى حُراس الثورة من شبابها وشاباتها الذين أدهشوا العالم بوعيهم وعزيمتهم وسلميتهم أن يُكثروا من بث الرسائل المباشرة وغير المباشرة عن موقع ومكانة الفلول في نفوسهم وفي مُخطَّطاتهم لتحقيق مايأملون في سودانهم الجديد ، علَّهم يعقلون.