بعد قرار إزالتها الصادر مؤخرا
ملاك : سوف تصمد ونقاتل للحفاظ على الحقوق
مواطنون : تسببت باضرار صحية بالغة وهذه الأسباب
مجلس البيئة : هناك تعدي صارخ على مصادر المياه وهناك بدائل للمواقع
اتخذ المجلس الاعلي للبيئة والترقية الحضرية والريفية ولاية الخرطوم ، الاسبوع المنصرم قرارات صارمة تتعلق بنشاط كمائن الطوب الواقعة على الشريط النيلي بمحليتي امدرمان وشرق النيل ، وهناك تحركات واستعدادات من قبل السلطات و المحليات وجهاز حماية الاراضي للبدء في حملات واسعة لازالة ” الكمائن ” خلال الفترة القادمة وذلك بعد توزيع الانذارات للجهات المخالفة .
ملاحقات قديمة
وقفت ” التحرير ” ميدانيا على قضية الكمائن وطرحت العديد من للاستفهامات فيما يختص باهميتها وحجمها ونوع المخالفات والضرر الذي سوف يلحق بالعاملين في المجال بالاضافة الى راي للمواطنين حول هذا النشاط الذي ظلت تهدده الملاحقات بالازالات منذ عهد حكومة الانقاذ البائدة وحتى اليوم
مساحات كبيرة
وعلمنا من خلال الجولة التي نفذتها التحرير ، تنتشر على امتداد ضفاف النيل بمحلية ” شرق النيل ، اعداد كبيرة من الكمائن يفوق عددها ال(200) الف كمينة ، تنحصر مساحتها في المحلية بين كوبري “المنشية ” وكوبري “سوبا ” في مساحة تقدر بـ(24) كيلو متر ، سبق وان تم ازلة (20) كيلو متر منها في عهد الإنقاذ وتبقت مساحة (4) كيلو متر، فيما يفوق حجمها على امتداد الشريط النيلي _بامدرمان ال- (1000) كمينة تضم عدد كبير من العمالة الذين يقفون على صناعة الطوب الأحمر
دفاع ووعود
وبالرغم من المخاطر التي أشار إليها مجلس البيئة ، يدافع العاملين في النشاط عن مهنتهم ويؤكدون تمسكهم بها باعتبارها المورد الوحيد الذي يعتمدون عليه في معاشهم، ، وهددو خلال حديثهم ل” التحرير” بالتصدي لقرار الإزالة بكل ما يملكون حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم، وقالوا ” نحن أصحاب حق ومهنة شريفة وسوف نصمد ونقاتل للمحافظة على حقنا ” .
عمالة جديدة
وحذر بعض ملاك الكمائن بمحلية كرري شمال امدرمان ، السلطات بحكومة الفترة الانتقالية من محاولة القضاء على نشاط الكمائن وتنفيذ قرار ازالتها الذي أعلن عنه مؤخرا ، مؤكدين اهمية الكمائن في توفير الطوب ومد الأسواق بأكبر كمية كما أنها تفتح بيوت وتسهم في معاش الاسر ، ودعوا الحكومة الى حماية النشاط من خلال تقنينه والقضاء على المخالفات المرصودة دون التفكير في حملة الازالات
عطالة جديدة
واتهم ربيع ايوب صاحب ” مكينة ” بعض العمال الذين ولجوا المجال حديثا بالتسبب في المخالفات ، وطالب بالحرص على استمرار نشاط الكمائن مع تخصيص مناطق بديلة للشريط النيلي حال تمسك الجهات المختصة بقرارها ، فيما ا بدى عمر حسن ومحمد الزين عمال في كمينة بشرق النيل استياءهم من القرارات التي وصفوها بغير المدروسة ، مشيرين إلى اضرار كبيرة سوف تنجم حال القضاء على النشاط ، في مقدمتها تشريد أسر وإيجاد عطالة جديدة في سوق العمل
معاناة شديدة
فيما شكا مواطنون يقطنون بالقرب من مواقع الكمائن ، مر الشكوى من الأضرار الصحية البالغة التي تلحق بهم وبصحة أسرهم بسبب ادخنة الكمائن التي تغطي السماء وتتسرب الى منازلهم لبيلا فتزداد حدة خطرها وبالتالي تتسبب في حالات وفياة كثيرة وسط كبار السن والأطفال والشباب الذين يعانون من امراض الازمة والحساسية وضيق التنفس .
مخاوف وهواجس
يقول العم محمد ادم ل” التحرير” ، في كل يوم تشرق فيه الشمس تزداد هواجسه ومخاوفه على ابنته ذات السبعة عشر عاما ، فمازالت ادخنة الكمائن المنتشرة وسط سكنه بمنطقة الحريف شرق تهدد حياة ابنته وتفقدها الوعي باستمرار فتنتابها حالات اختناق وضيق في التنفس تكاد أن تؤدي بحياتها ، هذا الخطر الصحي جعله يفكر في الانتقال من منطقته لكن ثمة اسباب تمنعه فهو لا يستطيع ترك منزله وتحمل مصاريف ايجار منزل اخر في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية التي طالت تبعاتها كل المواطنين
تشوهات كثيرة
فيما تتخوف الحاجة زينب كرم الله ، من تفشي الأمراض بسبب اولاد وتكاثر الذباب والباعوض نتيجة روث البهائم المستخدمة في الحرائق بالاضافة الى افتقار اغلب مواقع الكمائن للمراحيض وهو ما يقود بالعاملين في صناعة الطوب الى فضاء حاجتهم في العراء ووصفت هذا التصرف بالمدمر للصحة والبيئة وشددت على ازالة كل الكمائن والقضاء على كافة السلوكيات التي تشوه حرم النيل والمساكن من حوله
استهلاك وتبذير
وذكر المواطن الريح عبد القادر ، ان ” الكمينة ” الواحدة تستهلك اكثر من (40) قنطار حطب ، وبمحلية شرق النيل وحدها عدد كبير منها ، مشيرا إلى عمليات حرق يومية من الخشب لإنتاج الطوب تبلغ (120) الف قنطار في تلك الكمائن ، واصفا هذا العمل بالاستهلاك والتبذير غير المشروعين