الخرطوم- عواصم- التحرير:
نعى رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي فقيدة الوطن الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم ،وقال المهدي في نعيه إن “الأستاذة فاطمة من رائدات الدعوة لحقوق المرأة، ومن الناشطات في الدعوة للديمقراطية إبان نظم التسلط الاستبدادي في البلاد”.
وأضاف “مع اختلافنا الفكري والسياسي حول المصير الوطني، نشهد لها بالاجتهاد في العمل من أجل المبادئ التي آمنت بها “، ورأى أن “من المحزن أن تلفظ آخر أنفاسها في دار الغربة من الوطن، وإن كانت ظروف الاستبداد قد جعلت المواطنين في غربة داخل الوطن،رحمها الله فرحمته كما قال (وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)، وأحسن عزاء ابنها أحمد، وسائر أفراد أسرتها، وزملائها في العمل العام”.
ووصفت “حركة العدل والمساواة” الراحلة بأنها ” إحدى أكبر رائدات العمل السياسي النسوي في البلاد؛ حيث تجاسرت بشخصيتها الجريئة المتفردة، وولجت أبواباً لم تكن مشرعة لنساء الوطن في زمانها، و قد سنّت بذلك سنة حسنة، و حازت على فضل كبير في مشاركة المرأة السودانية في العمل العام و تحمّلها للمسئولية الوطنية السياسية “الحجل بالرجل” مع الرجل”.
وقال الناطق باسم الحركة جبريل بلال “إن الحركة إذ تنعي الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم تعاهدها و تعاهد الشعب السودانيين أنها ستجعل تحقيق أمنية الأستاذة المناضلة الأخيرة في “لمّ أطفال الشوارع” في مقدمة برامجها و التزاماتها، كما ستعمل على تحقيق مشروع عمرها في أن تتبوأ المرأة السودانية مكانها الذي يليق بها في ساحات العمل العام”.
وقال رئيس “حركة جيش تحرير السودان” مني اركو مناوي في نعيه إن فاطمة “مثلت صفحة ناصعة في تاريخ السودان، مليئة بالنضال و التضحيات و الإنجازات، وأنها رهنت جل حياتها لقضايا المرأة و الدفاع عن الديمقراطية و حقوق الانسان، و قد شكلت رمزاً سودانياً و عالمياً في هذا الاطار، فرضت نفسها بوعيها و نضالها و جلدها”.
وأضاف أن الفقيدة “دفعت بقضية المرأة خطوات الي الامام، حيث نالت المرأة السودانية بفضل هذا النضال حقوقاً مبكرة جداً على المستوي الإقليمي والعالمي، وتميزت الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم بحب الناس لها كل الناس من كل الفئات و التكوينات السياسية و نالت الثقة و التقدير و الاحترام”
وقال ياسر عرمان ( الأمين العام للحركة الشعبية) إن “فاطمة أحمد ابراهيم “عنوان من العناوين المهمة في كتاب نضال المرأة السودانية الحديث، وأطول النخلات النسائية في تاريخنا الوطني بعد رحيل الاستعمار، ومقاتلة عنيدة من أجل تحرر النساء والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وضد الشمولية، وهي إحدى أستاذة جيلنا”.
وفيما رأى أن “رحيلها يأتي في أحلك وأبشع أوضاع تطال النساء السودانيات في المدن والريف ولاسيما في مناطق الحروب، من قصف الطائرات وقانون النظام العام والفقر والتهميش الذي يطال ملايين النساء” قال إن” فاطمة ارتبطت بعلاقات وثيقة مع قادة الحركة الشعبية لاسيما جون قرنق ويوسف كوة، ولذا فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان تدعو لتشييعها بشكل يعكس احتجاجا واسعا ضد الأوضاع المأساوية التي تعيشها النساء السودانيات وإنسان بلادنا” وأضاف” أن فاطمة أحمد إبراهيم عُرفت بأنها داعية لتجميع القوى الوطنية، وعلينا جميعا أن نعمل على تشييعها في كل من لندن والخرطوم بالشكل الذي يليق بما قدمته، وفي ملحمة تضامنية وطنية مع قضايا النساء السودانيات، وضد القوانين المقيدة لحريات النساء والتمييز ضدهن، وضد قصف الطائرات للنساء والأطفال، ويجب أن يكون تشييعها مناسبة للاصطفاف الوطني العريض، هذه هي رسالتنا الآن”.
ونعى الراحلة رئيس حزب ” المؤتمر السوداني ” عمر الدقير، وقال إن “فاطمة عبرت جسر الرحيل الأخير، لكنَّها ستبقى مستقرةً في الذاكرة الوطنية وسيبقى اسمها في مقدمة ذلك السِّجِل الرائع المطرَّز بأسماء الذين وهبوا سنوات العمر، بلا منٍّ ولا أذى، للوطن وناسه”.
وأضاف أن “في مضابط تطور المجتمع السوداني وحركة المرأة فيه، يبرز اسم فاطمة أحمد إبراهيم مضيئاً كمناضلة عملت من أجل تعزيز وحماية حقوق المرأة وكرامتها، وكنائبة برلمانية في وقتٍ لم تكن فيه النساء في كثيرٍ من أنحاء العالم يحظين بالحق في التصويت والانتخاب، وعملت في الحزب الشيوعي، وفى الاتحاد النسائي ومختلف ميادين العمل الوطني وتركت سيرةً معطرةً برحيق البذل الوافر في سبيل ما كانت تحلم به لوطنها وشعبها”.
رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة منصور ارباب يونس وصفها بأنها “احدي ركائز العمل النسوي في السودان ، و وهبت نفسها وشبابها للدفاع عن حقوق المرأة السودانية والديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان”.
وفيما أشار إلى أنها ” أشهر نساء الحزب الشيوعي في السودان، وهي أول سيدة سودانية تنتخب عضواً بالبرلمان في منطقة الشرق الأوسط، وكان ذلك في مايو”1965، قال إنها ” من أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان”.وأشار إلى عدد من المواقع التي تبوأتها عن جدارة.
أما رئيس “الجبهة الوطنية العريضة” علي محمود حسنين فأصدر بياناً نعى فيه “الفارسة المغوارة فاطمة أحمد ابراهيم “، وفيما وصفها بأنها “رائدة الحركة النسوية في السودان” قال ” عرفت الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم بمواقفها النضالية الشجاعة المشهودة من أجل الوطن والشعب وضد الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، حيث تحدت محاكم العدالة الناجزة للنظام المايوي ( نظام جعفر نميري) وقادت جماهير الشعب السوداني من أجل اسقاطه ، وواصلت مسيرتها النضالية الفذة من أجل اسقاط نظام الانقاذ ( نظام الرئيس عمر البشير) الى أن اقعدها المرض ، وكانت الفقيدة أحد أعمدة الحركة النسوية ببلادنا، حيث أسست مع أخريات الاتحاد النسائي السوداني وحرصت على استقلاليته”، كما أشار على عدد من المجالات التي خاضت فيها العمل الوطني، وقال ” فارقتنا بجسدها وسوف تظل بمواقفها في قلوبنا حاضرة انتصارنا الحاسم ضد الطاغوت الانقاذي، تشاركنا الانتصار الذي شاركت في صنعه”.
واختتم نعيه بقوله “اللهم ان فاطمة كانت غالية عندنا، فاجعلها عزيزة عندك، واسبغ عليها رحمتك وادخلها جناتك مع النبيين والشهداء والصديقين، والهمنا وأسرتها الصبر الجميل، وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا فاطمة لمحزونون، ولا حول ولا قوة الا بالله ، ولا نقول إلا ما يرضي الله”.