تتسارع اﻷيام لبلوغ الواحدوالعشرين من شهر مايو الجاري حيث ينتظر أن تؤؤل رئاسة مجلس السيادة للشق المدني بعد أن استنفذ الشق العسكري فترة رئاسته للمجلس ، مثلما توافقت عليه القوي السياسية ونصت عليه الوثيقة الدستورية، اللهم اﻻ تكون هناك مستجدات أخري لايعرفها الشعب حتي هذه اللحظة، أو خفايا ومفاجآت مباغتة.
الغريب في اﻷمر أن ﻻ احد في الحكومة اﻹنتقالية بمجلسيها يبدي إهتماما بإنتقال رئاسة مجلس السيادة للشق المدني ثم ﻻ أحد يتعرض لﻹستعداد لمرحلة اﻹنتخابات والتجربة المنتظرة في تحول حركات ومنظمات وواجهات شبابية إلي أحزاب وطنية لها برامج طموحة لبناء وطن جديد ينهض علي أسس علمية وعدلية وسلمية تناسب آمال الشعب السوداني في التنمية والتطور والتقدم ، فهل فكرت القوي السياسية والحركات المسلحة التي انضمت إلي ركب السلام واﻷحزاب التقليدية والقطاعات الشبابية صانعة الثورة في إتخاذ خطوات جادة إستعدادا لتنافس إنتخابي نظيف يختار فيه الشعب السوداني الحزب او الجهة التي تستحق أن تحكمه وفق برنامجها الذي يناسب رغبات الشعب السوداني؟؟
يبدو أن السودانيين يتمسكون بطريقتهم الغريبة وهي تأجيل اﻹستعداد ﻷي حدث لتكون حركتهم قبيل الحدث بيوم واحد أو يومين كما يشاهد ذلك في إزدحام اﻷسواق قبل يوم من حلول رمضان أو قبل ساعات من يوم العيد ، وتلك عادة معيبة وسلوك غريب يظهر الشعب السوداني فوضويا وينفي صلته بالتحضر وحب الترتيب والتنظيم، وهو لﻷسف نفس السلوك الذي نمارسه في نشاطنا السياسي ونتمسك به في طريقة إدارتنا لﻷزمات المتوقعة أو تلك المتكررة حيث يظهر عجزنا في حالة اﻷزمات الطارئة واﻷحداث المفاجئة.
هناك عدة أسئلة تطرق اﻷبواب بقوة وفي مقدمتها هل ستؤؤل رئاسة مجلس السيادة للمدنيين فعلا في الحادي والعشرين من مايو (أيآر) ؟ أم أن هناك تمديد للفترة اﻹنتقالية ومن ثم تمديد لرئاسة البرهان وحميدتي لمجلس السيادة؟
ومتي تبدا اﻷحزاب الجديدة والملأئمة للمرحلة في الظهور للعلن؟ وكيف تستطيع الحركات المسلحة التحول إلي أحزاب سياسيةجديدة أو إنضمام قادتها ﻷحزاب قائمة بعد دمج افرادها المسلحين في الجيش او الشرطة او اﻷجهزة اﻷمنية اﻷخري حسب التأهيل ووفق البرنامج القومي للدمج وإعادة بناء الدولة.
الوضع الراهن يؤشر بأن الحكومة اﻹنتقالية واﻷحزاب السياسية وحتي القطاعات الشبابية تسيطر عليها ثقافة سودانية سالبة وهي إنتظار اللحظات اﻷخيرة للتحرك وهي نفسها ثقافة يوم التيسوعة وفتح المجاري والردميات بعد هطول المطر وحدوث الفيضانات والسيول.