الخرطوم – التحرير:
فُجع المجتمع السوداني بأطيافه كافة في الساعات الأولى من صباح اليوم (السبت 12 أغسطس) بنبأ رحيل أول إمرأة سودانية تبوأت مقعداً في برلمان منتخب، القيادية الشيوعية البارزة، والمناضلة قائدة العمل النسوي السوداني فاطمة أحمد إبراهيم، أرملة القيادي الشيوعي الشفيع أحمد الشيخ.
رحيلها أعاد إلى الذاكرة كلمات تغنى بها “كورال الحزب الشيوعي” السوداني بعد وفاة الشفيع، في مواساة (فاطمة) وفي عزاء رفيقات فاطمة في فاطمة، يقول لهن ( سكتيها القالت أحي ) مثلما أنشد شباب الكورال في ذاك اليوم، وفاطمة تزرف الدموع السخينة على رحيل رفيق دربها برصاصة غادرة.
السجاد : رسمت صورة وعي:
لم يكن رحيل فاطمة عادياً، كما لم تكن حياتها عادية، فقد ظلت وحدوية رغم انفصال جنوب السودان، الذي وقع في العام 2011، وهي تحن إلى أيام جمعتها بالراحل الدكتور جون قرنق على طاولة هيئة “التجمع الوطني الديمقراطي” ثم أيام شقاوتها وهي صبية داخل الحزب الشيوعي السوداني، تدافع عن حقوق المرأة السودانية وتلح في تحريرها من قيود كبلها بها المجتمع الذكوري . ذلك كله كان في بال القيادي بالمؤتمر الشعبي عمار السجاد في حديثه لـ (التحرير) وهو يلفت إلى اللوحة الوطنية الكبيرة التي شكلها رحيل أم أحمد حيث رفعت صورها على “بروفايلات قروبات” معظم أبناء الشعب السوداني من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
يقول السجاد لم يتعامل مع رحيلها “الإسلاميون” كما تعامل شباب اليسار مع رحيل الشيخ حسن الترابي وقتها ،وهم شامتون، لكن اليوم فاطمة رسمت صورة وعي جديد بدأ يتغلغل وسط المجتمع السوداني، والتأكيد على اللحمة الوطنية وانعكاساتها على المشهد السياسي في هذا اليوم .
علي محمود : حزن عميق :
حزن عميق يلتف جوانحي لهذا الفقد الجلل لرمز من رموزنا، هكذا لخص زعيم الجبهة الوطنية علي محمود حسنين حديثه عن أم أحمد وهو يسرد لـ (التحرير) تفاصيل حياتها السياسية، ومواقفها المعروفة، ولحظات كان هو شخصياً شاهداً عليها أيام محاكم العدالة الناجزة في عهد مايو الكالح( حكم الرئيس السابق جعفر نميري) ولحظات صمودها ليلة أنفطر قلبها بوداع زوجها إلى الأبد، وهي تقود المجتمع ضد هذه المحاكم الظالمة، ثم تواصل نضالها داخل الحزب الشيوعي السوداني بكل شجاعة وجسارة.
رجاء حسن خليفة: الرحمة لبنت البلد الأصيلة
في لوحة عكست أصالة الشعب السوداني عبرت القيادية في حزب المؤتمر الوطني ( الحاكم) رئيسة اتحاد المرأة السابقة رجاء حسن خليفة عن نعيها لفاطمة، وقالت إنها تترحم على فقيدة الوطن والانسانية الرائدة والبرلمانية فاطمة أحمد إبراهيم، و الدوام لله ولا حول ولا قوة الا بالله، رحمها الله رحمة واسعة أم أحمد، الرائدة والوطنية الغيورة، بنت البلد الأصيلة وأول البرلمانيات و الرئيسة المنتخبة للاتحاد النسائي السوداني والاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وتطول سيرتها العطرة.
سألت لها الله الرحمة والمغفرة والخلود في الجنة وأن يكتب لها ماعانته من مرض في سنواتها الأخيرة كفارة لها، وأرسلت تعازيها لأسرتها بلندن وأم درمان، ولرفيقات دربها في كل منظومة الحركة النسائية من الرائدات والمعاصرات ولكل الشعب السوداني، ولأهل مدينة أم درمان، ولزملائها وزميلاتها بالحزب الشيوعي السوداني
سرالختم : فقد الوطن أشجع امرأة
تواصل تدفق حب الشعب السوداني لأم أحمد، ويظهر على دموع الرجال، حيث سدت العبرة حلق الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي بالإنابة محمد سيد أحمد سر الختم وهو يقول لـ (التحرير) اليوم فقد الوطن أشجع امرأة في تاريخه الحديث مثلما فقد مهيرة بت عبود وبنونة بت المك ورابعة الكنانية.
ويحكي لـ (التحرير) كيف كانت فاطمة قوية بين قيادات هيئة “التجمع الوطني الديمقراطي” تدافع وبشراسة عن مواقف حزبها من القضايا الوطنية، لا تجامل أحداً، ويختم حديثه بأن فقد الوطن كبير في أم أحمد، وأن ذكراها ستبقى حاضرة وباقية ما بقية البلاد، وسيخلد التاريخ مواقفها بأحرف من نور.