بعد ساعات قليلة تبدأ الذكرى الثانية للوجع المقيم، ففي ال29 من رمضان من عام 2019، والشباب الذين تطوعوا لحراسة مكتسبات الثورة صيام ونيام، هجم عليهم الذئاب التتر تنفيذا لخطة تم وضعها من قبل قادة عسكريين كبار، فكانت مجزرة 29 رمضان (3 يونيو 2019)، والتي حاول المجرمون إخفاء جانب من بشاعتها فأتوا بسيارات اسعاف وضعوا فيها جثامين بعض الضحايا وألقوا بهم في النيل مثقلين بالحجارة، فصاغ شاعرنا يوسف الدوش قصيدته التي جاءت كأقوى ما تكون عريضة الاتهام “نفس الزول الكاتل ولدك/ حاكم بلدك رمز سيادة/ شال من ايد الكوز السوط والسلطة وجلدك/ نفس الكوز في وجه جديد/ نفس الكلب في الرقبة قلادة/ نفس كتائب الظل والغل
ثم جاراه الشاعر د. محمد عبد المطلب ممثلا أيضا للاتهام: نفس الزول الوزنك وقــاسك* وشدَّ البُــوت اللابسو وداسك ومسَّخ عيدك ونحر إحساسك جاك الليلة وحَضَــنَك وبَاسَك * نفس شَقَــــيكَ العَقَــــر الناقه* وقفل الباب والسور والطاقة * في رمضان وليالي العشــري* خطط ودبر.. ورتَّــب بــدري ولملم جندو الوَبَش الفقــــري وليلة عيدك جــاك الفجـــري * ليلة قَـــدَّرَك.. جـــاك وغدرك نفس الزول القَــلَعك ونَهَـــبَك* ماكل لحمك وصمغك ودهبك * نفس الزول الهَــــدَّد ورَهَــبَك نفــس القَلَب القــاف لي غــــين أظهر حقـدو ووشــو الشــــــين * جــاك وبكـاك بي دمــع العــين * *حجر الزلط.. النيــــل الجـارف * طوب الترس.. الشـجر الوارف كل العــــــالم شــــاهدو لايـــف والله وكيــلك وعـالم وعــــارف
وكانت الجريمة التي لا يستطيع من ارتكبوها إنكارها: اين كان قادة القوات النظامية ومئات المركبات تشق الخرطوم محملة بآلاف الجنود؟ لو لم تكونوا تعلمون بأمرها لافترضتم انها محاولة انقلابية وقمتم بتحرك مضاد!! كيف يلعلع الرصاص امام قيادة الجيش ولا يتحرك أحد ولو لتقصي الأمر؟ لماذا تم إغلاق بوابات القيادة في وجوه الفارين من النيران؟ لماذا صار الانترنت خطرا على الأمن فور المجزرة وتم تعطيله؟
ونقول للقتلة: ما في حصانة/ يا المشنقة يا الزنزانة، ونسأل الله ان يغمر شهداءنا الأبرار بواسع رحمته وان يعيد العيد علينا وشعبنا ينعم بالرغد وحسن الوعد، ويحقق له عريض الآمال ويسخر له حسن الفأل وينزل مقته وغضبه على كل مجرم وغد زنيم
وكل عام وأنتم في حال أفضل من العام الذي يسبقه