زولن فرشولو فرش الموت وعاد!
سيف الدولة احمد خليل
- لم اجد ما اوسم به مقالي هذا سوى بيت للشاعر المجيد عمر الدوش، جاء في تلافيف قصيدة له ذاعت باسم البت سعاد!
- هذا البيت يعبر صِدقا عما الم بي،
لقد هاجمتني الحمى بضراوتها وارتفاع حرارتها وتقلب مزاجها، بل قد استصحبت معها أحدى صويحباتها المزعجات الا وهي القحة، حتى لتزيد عذابي عذاباََ - كنت ارى نفسي مضجعا قبالة اصدقاء واحباب رحلوا عن دنيانا فشغلت بهم حزنا، وما همني ان كنت معهم، لكن دوما كنت ارى والدي يقف على مبعدة منا مبتسما، ملوحا بيده وكأنه يقول ما تفكر فيه لن يحدث، ثم يشير بيده الي اتجاه آخر، وكانه يشير الي مخرج لي!
- كنت اظنها هي! جائحة العصر اللعينة ..فذات الملامح والشبه وكل ما سمعناه وقرأناه عنها.. كأنما هي!
- كنت اقاوم الارتفاع الشديد في درجة حرارة جسمي، وشعوري أحيانا بالبرد والارتعاش، واحساسي بجفاف الحلق وبالعرق الغزير يتصبب من جسدي العليل، وعدم قدرتي على الحراك وفقدان الشهية والقلق المقيم
- اقاوم ذلك بالصبر حينا، وبالدعاء، وبالصمت احياناََ، وحينا استظرف فأغني مع محمد بشير عتيق
انا عندي حمى
وبي صداع الم
من اثر انتكاسي
تعذر نعاسي - وحيناََ يتملكني الظن بأنها هي حمى المتنبي، التي ربما تركها قصدأ كميراث لمحبيه وقارئي اشعاره ، فاستحضر مقاله فيها، واتمثل قصيدته التي ذاعت اناجي “حمتي” وكأنها فتاة ، متحديا لها بأسلوب ابي الطيب ابن الحسين الدرامي، الذي جسدته قصيدته التي يتداولها الناس منذ قديم
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنه
فتوسعه بأنواع السقام
كأن الصبح يطردها فتجري
مدامعها بأربعة سجام
أراقب وقتها من غير شوق
مراقبة المشوق المستهام
يقول لي الطبيب أكلت شيئا
وداؤك في شرابك والطعام
فإن أمرض فما مرض اصطباري
وإن أحمم فما حم اعتزامي
وإن أسلم فما أبقى ولكن
سلمت من الحمام إلى الحمام
تمتع من سهاد أو رقاد
ولا تأمل كرى تحت الرجام
فإن لثالث الحالين معنى
سوى معنى انتباهك والمنام - عموما، المرض ليس شراََ كله فهو تجربة، تمتحن الايمان والصبر والعزمات وتختبر المحبين والاخدان وتقوي صلة العبد بربه، وتزيد من خوفه على آخرته ومن خالقه وهذا رأس الايمان، كما وهي معرفة باسرار الحياة والطب والتطبب.
- وقديماََ أُخبِر عن العارف بن عطاء الله السكندري حين سئل في مرضه ماذا تشتهي؟ فقال: ” ما ترك خوف جهنم في قلبي موضعا للشهوة”
- والمرض مكتوب على المؤمن لا يتخطاه ولا يتجاوزه، فقد سأل رسول الله (ص) اصحابه يوما ايكم يحب ان يصح جسمه فلا يسقم؟ فقالوا كلنا يا رسول الله. فقال: اتحبون ان تكونوا كالحُمر الصَّوالة ولا تحبون ان تكونوا اصحاب بلايا وكَفَارات، والذي بعثني بالحق نبيا، ان الرجل لتكونن له الدرجة من الجنة فلا يبلغنها بشئ من عمله، فيبتليه الله تعالى ليبلغ درجة لا يبلغها بعمله
- احمد الله ان لم يجعلني من الحُمر الصَّوالة وان جعلني من اصحاب البلايا والكَفارات، لعلي ابلغ بها درجة لا يُبَلِغَني لها عملي فكم هو بئيس بخيس!
- اساله تعالى ان يَصدُق فيَّ ما قاله خير البشر ” ما من مسلم يمرض الا حطَّ الله من خطاياه كما تحُط الشجرة ورقها” او قوله ” لا تزال الاوصاب والمصائب بالعبد حتى تتركه كالفضة البيضاء والنقية المصفاة”
- لقد كنت طوال وعكتي ارجو الله وأخاف ذنوبي، وهذان ما لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن، الا اعطاه ما يرجو وآمنه ما يخاف.
- آن لي ان اشكر من عادني في مرضي هذا “متأسفراََ” أو مهاتفاََ أو زائراََ، لكم الفضل من الله والأجر. فعائد المريض من ثلاثة في ظل العرش كما يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
- بعيادتكم كشف الله ما بنا من سقم ولعله طهرنا بالعلة من الخطايا ومتعنا بأنس العافية وأعقبنا بدوام الصحة
- آخر الكلام ..الحَمُد آلاف آلاف ليوم الوقاف! حمدا لله على ما انعم علي به من عافية ..