رغم أن أوجاع الأمهات ودموعهن الغزيرة لم تجف منذ أن سلب عديمي الضمير ألمجردين من الإنسانية أرواح شباب نضر هم ثروة حقيقية ليس لامهاتهم وابائهم وذويهم بل لوطن أراد أن يسجل اسمه في رزنامة الدول المتقدمة التي يلفها الثلوث ” حرية سلام وعدالة ” ..
بالأمس وبذات التوقيت وذات اليوم ٢٩ رمضان الذي قبضت فيه أرواح ذكية لشهداء ثورة شعبية رفضت الضيم والذل شهد لها العالم لاتزانها وعلو كعبها وسجلها ضمن اقوي الثورات سلمية في التاريخ الحديث .. نعم ثورة كانت بيضاء ناصعة البياض .. تبتقي السمو والتقدم والنهضة التنموية ليعيش انسانها رجالاتها ونسائها وأطفالها المستقبل بعنفوان وكبرياء ويستنشق رحيق الامل الأخضر لحياة تحفظ إنسانيتهم وكرامتهم .. بذات التوقيت اصاب رصاص الغدر والخيانة وحصد مزيدا من الشهداء خرجوا لإحياء ذكرى رفقتهم اللذين استشهدوا وما زالت دماءهم الحرة لم تجف.. وما زالت ملفات العدالة تراوح مكانها وتدفع ضريبة اوجاعها الأسر والأمهات نعم أن شريط اغتيال تلكم الفتية العزل غدرا وخيانة في محيط قيادة الجيش سيظل وصمة عار في جبين ملف العدالة ..برغم ذلك يتكرر الفيلم الإرهابي الكريه في ذكراهم الثانية .
ان كان هذا الملف ” العدالة ” والذي هو عمق الثورة واحد أهم بنودها الثلاثية ما زال يراوح مكانه ليترصع مع كل منحنى بعدد آخر من الشهداء مما يمثل اجهاضا وذبح للثورة من الوريد الي الوريد ولا عزاء لامهات الارض ولا علاج لاوجاع حشى الوالدات ولا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل ..
فهل تعيد حكومة الفترة الانتقالية حساباتها وترتيب مهامها فإن فشلت في ضبط سبل المعيشة وتوفيق الأسواق لصالح المواطن المازوم .. فهل تفشل أن تحقق له الأمن وتحفظ له اولى استحقاقاته حفظ الروح التي كرمها العلي القدير.. فالعدالة لا تحتاج لمزيد من الدماء .. ولا حوجة لحكومة تقتات من رزنامة حكومة مقطوع الطاريء وسلوكياتها التي لفظها الشارع ..أنهض يا حمدوك فعلى أكتافكم مسوؤلية ترسيخ وتنفيذ الحكم الرشيد.
Awatifderar1@gmail.com