ملخص كتاب الاغتيال الاقتصادي للدول.. اعترافات قرصان اقتصاد / جون بركنز (١)

الاغتيال الاقتصادى للامم
وقفات مع اعترافات قرصان اقتصادي

في ظل زخم مؤتمر باريس في محاولة لمعالجة الوضع الاقتصادي للسودان وإلغاء ديونه والذي نظمته حكومة الرئيس الفرنسي “ماكرون” الصديق الجديد للسودان في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ ١٧- ١٨ مايو ٢٠٢١م … اهدانا الزميل د. معتصم المساعد المترجم والباحث في الاقتصاد والعلوم السياسية على قروب ” جمعية المترجمين السودانيين بالرياض soft لكتاب ” اغتيال اقتصاديات الأمم للقرصان ” جون بركنز ” ترجمة ومراجعة الأستاذ_/ مصطفى الطنابي والصادر عن ” الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة .

تصفحت الكتاب فوجدته صيدا ثمينا. وقلت أشرك اخي المهندس على دقاش في الاطلاع عليه لكونه شخصا عميقا كثير الاطلاع فأرسلته له على الواتساب فوجدته قد اطلع عليه من قبل، ورد علي بتلخيص أعده عن مضمون الكتاب.

الكتاب يشرح كيف تتحكم بعض المؤسسات المالية الدولية في اقتصاديات بعض الدول كجزء من ادوات الهيمنة على القرار لدى بعض الدول وتطويعها لخدمة مصالح الدول الكبرى في الساحة الدولية .

لأهمية موضوع الكتاب ولكونه يلامس حالة السودان التي يعالجها مؤتمر باريس رأيت نشر هذ التلخيص في مقالين لتعميم الفائده.
العالم احمد دقاش
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
فى احد ايام شهر رمضان من عام 1440هجرية 2019م اصطحبت معى فى سيارتى الأخ المكى اسماعيل قادم فى مشوار من الخرطوم إلى ام درمان افترقنا مسرعين بعد انتهاء مهمتنا لدنو ساعات الافطار حيث اعتذر المكى عن تناول الافطار معى فى ام درمان وقفل راجعا الى الخرطوم ونتيجة لهذه السرعة نسي كتابا فى طبلون سيارتى يقع فى255صفحة من الحجم المتوسط إسمه الاغتيال الاقتصادى للأمم لجون بركنز . لم اعير الكتاب فى البداية اي إهتمام بل كنت اتحين الفرصة لارجاعه لصاحبه، لكن لم يتيسر لى ذلك وبقى الكتاب فى مكانه فى السيارة لاكثر من ثلاثة أشهر حتى جاء يوم تناولت فيه الكتاب وتصفحته حيث لفت نظرى تصميم الغلاف الذى حوى فى الواجهة صور لاناس بالزى السودانى بل بالعمامة الانصارية المعروفة مكتوب فوق الصورة«اعترافات قرصان اقتصادى ، الاغتيال الاقتصادى للأمم جون بركنز»
اما الواجهة الخلفية للغلاف فقد حوت صور من تصميم النسخة الانجليزية للكتاب بعنوان economic hit man
وتحته تعبيران مختصرات الاول يعبر عن محتوى الكتاب جاء فيه:
القصة غير المعلنة عن تحول امريكا من جمهورية تحظى بالاحترام إلى امبراطورية ترتعد خوفا. اما التعبير الآخر فيعبر عن موقف توزيع الكتاب وجاء فيه:

” الكتاب الافضل مبيعا.”
مضيت فى تصفح الكتاب فإذا هو يتحدث عن اعترافات قرصان اقتصادى، وكان كتابا شيقا للدرجة التى جعلتنى أقرر استبداله بالكتاب الذى كنت انوى اصطحابه معى فى رحلتى الى إنهاء المرحلة الثانية من الزراعة وكان بعنوان :

رؤس الشر العشرة)أحد رؤوس الشر هؤلاء هو الملياردير اليهودى الأمريكى من اصل ميجرى جورج سوروس وكان أحد وزرائنا الجدد مستشار فى احدى مؤسساته ساعود للحديث عن كتاب رؤوس الشر العشرة

قراصنة الاقتصاد كما جاء تعريفهم فى الكتاب هم: رجال محترفون ذوى أجور عالية عملهم هو ان يسلبوا بالغش والخداع ملايين الدولارات من دول عديدة فى سائر انحاء العالم ياخذون المال من البنك الدولى وهيئة المعونة الأمريكية وغيرها من مؤسسات المساعدة الاجنبية ليصبوه فى صناديق الشركات الكبرى وجيوب حفنة من من العائلات الثرية التى تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الارضية من خلال فبركة التقارير المالية وتزوير الانتخابات والرشوة والابتزاز والجنس والقتل وغيرها من الوسائل الملتوية غير الشرعية مستخدمين نفوذ رجالات المخابرات وسلطان الدولة.هم شبكة من العاملين فى منظمات التمويل الدولية وشركات القطاع الخاص الأمريكية وثعالب الاستخبارات .

قال جون بيركنز مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادى للأمم كنا نقدم القروض للدول الفقيرة ونعلم تماما انها لن تستطيع سدادها ونحن لا نريد فى الحقيقة لهذه الدول ان تسدد ديونها لأن عدم السداد هو ما يمنحنا النفوذ وهو ما يضمن لنا دور المرابى اليهودى فى: ” رواية تاجر البندقية.”

وهكذا يعترف جون بيركنز ان دوره كقرصان اقتصادى هو استخدام المنظمات المالية الدولية لخلق ظروف تؤدى إلى خضوع الدول النامية الهيمنة النخبة الامريكية التى تدير الحكومة والشركات والبنوك فالخبير يقوم بإعداد الدراسات التى بناءا عليها توافق المنظمات المالية على تقديم قروض للدول النامية المستهدفة بغرض تطوير البنية الأساسية وبناء محطات توليد الكهرباء والطرق والموانى والمطارات والمدن الصناعية بشرط قيام المكاتب الهندسية وشركات المقاولات الامريكية بتنفيذ هذه المشروعات وبذلك لن تغادر الاموال امريكيا بل تتحول من بيوتات التمويل الى الشركات الامريكية الخاصة المملوكة لقيادات فى الحكومة الامريكية
فى الجزء الثانى من المقال سنورد نماذج من اغتيال الامم اقتصاديا…