أمام ما يجري من تحولات مرعبة في هذا البلد عقد المجلس المركزي للحرية والتغيير اجتماعاً أمس السبت ليخرج الاجتماع ببيان هزيل ومكرور حول عموميات شبعنا منها في الوقت الذي يتدهور فيه الحال كل يوم، بل كل ساعة وتهدد المخاطر البلد من كل صوب.
قال إيه ” نصدر هذا البيان لتبيان الحقائق للرأي العام وإجلاء موقف قوى الحرية والتغيير”!!
أولاً يا سادة وقبل كل شيء ما يحدث حالياً في البلد يأتي كنتيجة طبيعية لزيارات ومشاورات مع قادة بلدان أخرى بدأت (علنية) منذ أيام الاعتصام، وربنا وحده يعلم موعد بدايتها غير العلنية.
فعن أي أوضاع حرجة يحدثنا البيان بعد خراب سوبا، وأين كنتم يا سادة طوال الفترة الماضية!!
وما جدوى مصفوفات وراء مصفوفات وقرارات وراء قرارات في الوقت الذي لا تلتزمون فيه كقوى ثورة بأي مصفوفة أو قرار!!
إلى متى ستضحكون على عقول شعبنا!
ألم تكفكم الوثيقة المثقوبة التي تلاعب بها ممثلوكم القانونيون واستجابوا خلال إعدادها لإرادة العسكر، لتدخلوا البلاد والعباد في ورطات لا تنتهي!!
وكيف يطالب بيانكم بتماسك الجبهة الداخلية وقد سمحتم بفوضى اتفاق جوبا الملغوم الذي أسهم في تسليم رقابنا للآخرين!!
وعن أي مقاصد ثورة ودماء شهداء تتحدثون وأنتم تتفرجون على نحر العدالة من الوريد للوريد وتعيين وعزل وإعادة تدوير الكيزان ومن يوالونهم في أهم مناصب تحقيق العدالة!!
ولا ندري متى ستكملوا مؤسسات الحكومة الانتقالية، لا لماذا كان الإصرار على أن يتولى شخص واحد مثل التعايشي ملفاً شائكاً مثل السلام ليكمل (الصفقة) برفقة حميدتي والكباشي قبل تشكيل المجلس التشريعي الذي من المفترض أن يكون صاحب الكلمة العليا في مثل هذه القضايا المصيرية لو أنكم قدتم الثورة فعلاً من أجل مصلحة الوطن وشعبه.
أستغرب حقيقة لقوى ثورة لم يستفزها اتفاق جوبا الذي مهد الأجواء للمزيد من الخراب، ولم يحركها قول عضوة السيادي المستقيلة أن أيادِ خفية تدير البلد، لكنها أي هذه القوى الثورية تُستفز بأعلى درجات الاستفزاز وتصدر بيانا عاجلاً تجاه موقف حزب كان حتى الأمس القريب جزءاً أصيلاً منها.
أنتم يا قوى الحرية والتغيير من تسببتم في هذا الجرح النازف
أنتم من تماهيتم مع قتلة إخوانكم ولذلك كان من الطبيعي ألا تتحق العدالة في سودان الثورة.
. أنتم من أتيتم برئيس وزراء أبرد من جليد سيبيريا لا مانع عنده من تدخل كل العالم في شأننا الداخلي دون أن يحظى المواطن المغلوب على أمره ولو بفتفوتة خبز من كل تحركاته غير مضمونة العواقب.
. أنتم من رشحتم وزراء أهون من الهوان فكان طبيعياً أن تظل سطوة من ثار شعبنا ضدهم حتى يومنا هذا (الإعلام نموذجاً).
. أنتم من أفسحتم المجال لبعض كوادركم لممارسة بروباغاندا إعلامية مملة أتاحت للمخربين داخلياً وخارجياً الوقت لإكمال مخططاتهم (لجنة إزالة التمكين نموذجاً).
. أنتم من منحتم – بتقاعسكم وضعفكم وتآمر بعض كوادركم مع العسكر- الكيزان المزيد من الفرص للتآمر على الثورة، وكيف لا وقد ترك لهم أول وزير إعلام في الحكومة الانتقالية جمل هذا القطاع الحيوي بما حمل فصاروا يهاجمونكم أنتم أنفسكم وينالون من ثورة الشعب.
. أنتم من صمتم على تعيينات دكتور حمدوك المريبة لطاقم مكتبه.
. أنتم من سمحتم بالإبقاء على أفشل وزراء أول حكومة في مناصب استشارية بعد التعديلات التي فرضتها إتفاقية جوبا المجحفة.
. وأنتم من تجاهلتم معاناة الشعب التي بلغت مستويات غير مسبوقة.
. فكيف هان عليكم أن تتجاوزوا كل ما تقدم ولم تحرككم سوى خطوة حزب الأمة الأخيرة!!
. وأين الجديد في بيانكم وأنتم تتجاهلون أهم نقطة، أعني استلام سلطة السيادي من العسكر بعد أن حان الوقت، أم أن علينا أن نبل الوثيقة الدستورية ونشرب مويتا!!