ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس في غير هنا، يقول لك الطير صباح الخير، يسألك عن أحلام الأمس، سوء وسائدك، هل أفزعتك أمطار الليل الرعدية، أم أنك مثل الطير لا تفزعه الأمطار؟
يحدث هذا في الكُرمُك جنوب النيل الأزرق، في أحضان الجبل الشامخ، المتوج بشجيرات البامبو.
توجد كل أجناس الطير وألوانه، تدهشك موسيقى حناجره المجنونة.
في الكرمك يُتْقِن الطير لغات الأشجار جميعًا، ويتحدث للغزلان وللأعشاب.
في الأودية يحاور الطينَ الطيبَ والأحجار، يؤانس الورد والثعابين الباردة الملساء، يرك على نيمة البيت، يقول لي:
تسألني طائرة صغيرة ليست لها خبرة عميقة في الحياة عن وسادتي، أقول لها:
- إنها من قطن فرز ثالث مغشوش، ملوث بدخان ومردودات زيوت الماكينات.
تصدقني طائرة مزركشة في فمها جندب!.
ليس في غير هنا، اقصد هذا البيت تنشدك الأطيار صباح الخير، تتراقص في حبل غسيلك، وعلى حافة زنك السقف، على بامبو الشباك سمعت طائر صعلوك يغازل طائرة حسناء: شَيؤُكِ فَيْنَقْ.
كلما فضضته، أنبت بكارة أُخرى، وكلما قبلتُكِ أَطَلَّ طائر برأسه من الشباك صائحًا:
وووويك سييييك.
أنا أعلم لغة الطير؛ لذا أستمتع بما يهمس العاشقون إليّ، يأتيني الطيرُ، يُودِعني أسراره، يقول لي:
ليس في غير الكرمك يقول لك الطير صباح الخير، ويسألك عن مسند رأسك وطبائع حبيباتك، وتُدْهِشك ترانيم العشق الطيرية.
القاهرة 5 إكتوبر 2010
مايتبقى كلليلةمن_الليل
بركة_ساكن