تترقب الأوساط السياسية محلياً ودولياً وإقليمياً إنطلاقة جولة المفاوضات الجديدة بين الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية شمال برئاسة عبد العزيز الحلو التي تستضيفها جوبا عاصمة دولة جنوب السودان يوم الاربعاء السادس والعشرين من مايو الجاري. وكان اجتماع المجلس الأعلى للسلام إلتأم بكامل عضويته قبل يومين لمناقشة الترتيبات للجولة. وقال رئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو في تصريح صحفي، إن الإجتماع تداول حول الترتيبات الجارية لبدء جولة التفاوض مع الحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو. وأشار إلى إكتمال كافة الترتيبات للجولة، لافتاً إلى أن الوفود ستتوجه إلى جوبا في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
ضغوطات:
بالمقابل استبقت الحركة الشعبية جولة التفاوض بعدد من التصريحات أبرزها تلك التي كشف فيها القيادي بالحركة د. محمد يوسف مصطفى عن تعرُّض الوفد المفاوض برئاسة عبد العزيز آدم الحلو لمُضايقات كبيرة من الإدارة الأمريكية للتنازُل عن العلمانية بالإضافة لضغوطات مماثلة من الوسطاء والسفراء لتليين موقفها خلال المفاوضات السابقة. إلى جانب ضغوطات إضافية مُورست ضد الشعبية تحت طلب نقل ملف التفاوض من العسكر إلى المدنيين ونقل التفاوض من جوبا كمقر للمفاوضات، مؤكداً تمسك الحركة بمبائها وأنها لن تنثني لتلك الضغوطات.
جدية وحنكة ومهارة:
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن الجولة القادمة للمفاوضات تحظى بإهتمام متزايد أنتجه النجاح الكبير الذي تحقق في الجولات السابقة بفضل جهود النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الذي قاد جولات ماراثونية توجت بتوقيع اتفاق السلام الذي أشاد به المجتمع الدولي وأسهم بصورة كبيرة في تحقيق الإستقرار بالبلاد وتشكيل حكومة السلام التي أستوعبت قادة جميع الحركات الموقعة ليعملوا جميعاً من أجل السلام والتنمية. وأضاف الخبراء أن جهود دقلو في تحقيق السلام قادت إلى تكريمه في جوبا بل طالبت بعض الجهات بمنحه جائزة نوبل للسلام. وقال الخبراء أن جدية وحنكة ومهارة حميدتي ومعرفته الدقيقة وقربه من القضايا المطروحة حسم كثير من الملفات العالقة مما أحدث توافقاً غير مسبوق بين وفود التفاوض الأمر الذي أثمر في النهاية بالتوقيع التاريخي. وأضاف الخبراء أن حميدتي ووفده المفاوض فعلوا ذلك لإيمانهم التام بأن السلام هو أحد أهداف ثورة ديسمبر وأن البلاد عانت ما عانت من ويلات الحرب والتشرذم وأنه آن الأوان لإسكات صوت البنادق ورفع راية التعمير لينعم الوطن بجهود أبنائه الخلص في التنمية والإستقرار.
مواصلة المسيرة:
وطالب الخبراء وفود التفاوض من الجانبين بمواصلة الجهود في هذه الجولة وإبداء حسن النوايا وتجاوز العقبات للوصول للهدف المنشود. وقال الخبراء أن الجولة فرصة نموذجية تتاح هذه المرة والجميع يترقب أن تأتي بنتائج كسابقاتها من الجولات التي توجت بالتوافق والتوقيع. وناشد الخبراء عبد الواحد محمد نور بإنهاء عزلته والإستماع لصوت العقل والجلوس على مائدة التفاوض بعيداً عن التماطل والمزايدات وأن يضع الجميع مصلحة البلاد العليا نصب أعينهم لتبدأ حقبة جديدة يتوقف فيها النزيف ويتعافى الوطن.