يخطئ من يظن أن المنهج التعليمي هو مجرد فصل دراسي، ومعلم مؤهل، ومحتوىً محصور بين دفتي كتاب جيد الاعداد. المنهج المدرسي أكبر اتساعًا من ذلك بكثير، إنه مجموع الخبرات والأنشطة التربوية التي تهيؤها المدرسة للتلاميذ داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل في جوانبه العقلية والثقافية والدينية والاجتماعية والجسمية والنفسية والفنية، نموا يؤدى إلى تعديل سلوكهم، تحقيقًا للأهداف التربوية التي ينشدها المجتمع.
مخرجات مثل هذه المناهج، هي التي تُبنى عليها التحولات الاجتماعية الكبرى، وتؤسس عليها النهضة الاقتصادية المنشودة.
ولنأخذ المثال من سنغافورة، وقبلها من اليابان. انطلق المجتمعان، بوعي القيادة السياسية الرشيدة، لتحقيق أهدافهما النهضوية، من مناهج دراسية نابعة من فلسفة المجتمع ومُعبرة عنه، هدفها بناء الانسان المُتمكن، القادر، الايجابي، الفاعل، المنفتح، المنتمي لوطنه، المعتز بهويته.
فلنبدأ بالمدرسة، إنها قاطرة التغيير.