مازال مسلسل معاناة المرضي و المحتاجين من ضحايا منظمة (اهل الرحمة ) تتواصل بل تزداد يوماً بعد يوم ويتساقط المرضي الواحد تلو الاخر في مشاهد ومواقف محزنة للغاية ، وكان قبل نشر الحلقة الاولي من هذا التحقيق وفتح ملف هذه المنظمة المشبوه ، التي اضحت تتاجر بارواح المرضي ، توفي قبل ثلاثة ايام من نشر الحلقة الاولي الشاب محمد صلاح وهاهو العم نبيل محمد نور يلقي نفس مصير الشاب صلاح، ويتوفي بدولة الهند يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر اثناء اجراء العملية الجراحية والتي كان من المفترض ان تجري له قبل فترة طويلة ولكن نتيجة لاساليب وتجاوزات (منظمة الرحمة ) الملتوية تاخرت العملية .. المنظمة في كل يوم تتكشف حولها امور كثيرة ومعقدة ومريبة في الوقت الذي تم فيه فتح العديد من البلاغات الجديدة ضدها والتي ظلت تزداد بصورة كبيرة في الاونة الاخيرة حيث قام عدداً من المواطنين بفتح هذه البلاغات ضد المنظمة مطالبين بالقصاص منها لانها استولت علي اموالهم بهدف تسفيرهم الي الخارج لتلقي العلاج والبعض منهم لتحويل اموالهم الي دولارات بسعر بنك السودان المركزي .
علاقات واسعة ! وضح و بمالايدعو مجالاً للشك أن فتاة المنظمة (فاطمة محمد طه ) تربطها علاقات واسعة مع عدداً من رموز النظام البائد الموجودين حتي اليوم في كل مؤسسات الدولة أو بما يسمي بــ (الدولة العميقة ) سواء كان ذلك في الجهاز القضائي والعدلي او الجهاز المصرفي او الاجهزة والمؤسسات الصحية فضلاً عن المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية والمتتبع لقصة هذه المنظمة يجد انها بدأت نشاطها مبكراً وقبل اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وتحديداً في العام 2016 وبحسب المعلومات التي توفرت للصحيفة نجد انها بالفعل نجحت في مساعدة عدداً من المرضي والمحتاجين وتنفيذ بعض من المشروعات المنتجة لبعض من الاسر المتعففة وذوي الاحتياجات الخاصة وتسفير بعض من المرضي لتلقي العلاج بالخارج كما قامت ببعض الاعمال الخيرية ويأتي كل ذلك ضمن انشطتها في مضمار العمل الطوعي والإنساني وبعد سقوط النظام البائد انحرف عملها ونشاطها المجتمعي تماماً \ قصة وفاة العم نبيل العم نبيل محمد نور البالغ من العمر 53 عاماً كان يعاني من مشاكل في القلب والمعدة وبعد عرض حالته لفتاة المنظمة طلبت منهم بعض المال قبل ان تقوم باستخراج تقارير طبية من القمسيوني الطبي حتي يتثني له العلاج بالخارج , العم نبيل وزوجته قاموا ببيع سيارتهم وجزء من بيتهم حتي يتمكنوا من استكمال المبلغ المطلوب وبعد عناء نجحوا في مبتغاهم وقاموا بتسليم المبلغ لفتاة المنظمة والتي وعدتهم بتحويل المبلغ المطلوب سداده بالدولار للمستشفي بالهند واستكمال كافة اجراءات العملية هناك وبعد سفرهم الي هناك تنصلت المنظمة عن كل اتفاقاتها مع العم نبيل وزوجته و الذين لم ينالوا من الوعود البراقه الا مزيد من المعاناة في الهند خاصة بعدما استنفدوا كل مايملكون من المال لتبدأ عمليات المناشدة من الخيرين والاهل والأقارب بكل من الخليج وامريكا وبريطانيا في الوقت الذي ظلت فيه معاناة العم نبيل مع المرض تزداد يوما بعد يوم حتي وصلت الي مرحلة حرجة ورغم جمع بعض من التبرعات وتحويلها الي العم نبيل هناك الا ان ارادة المولي كانت اسرع ويتوفي اثناء اجراء العملية الشئ الذي خلف حالة من الحزن الشديد لدي زوجته وأسرته واهله واقاربه وكل الذين تبرعوا لانقاذ حياته ويعود السبب الي مماطلة فتاة المنظمة في تحويل المبلغ المتعلقة بتكاليف اجراء العملية ومصاريفها هناك في حين انها وعدتهم باستخراج منحة الدعم السريع وجمع مزيد من التبرعات ولكن ..!
……………. إحتيال علي طبيب يقول الدكتور عبدالوهاب قسم الامين زوجتي الدكتورة ( ن ) تعرفت علي فتاة المنظمة في منطقة كبكابية بشمال دار فور وكان ذلك في العام 2018م وتمت بينهن شراكة لانشاء معمل متكامل به جهاز أسنان ومعمل فحوصات وجهاز رسم قلب الا انها افضت المركز تماماً دون الرجوع لزوجتي في الوقت الذي قامت فيه بتحويل اموال الدواء وعلي الرغم من تعرضنا لهذا الموقف الا انني عدت مرة اخري للتعامل معها خاصة عندما فكرت في الهجرة للخارج بهدف التحضير لدراسات عليا (دكتوراه ) واخبرت فتاة المنظمة بذلك لمساعدتي في تحقيق احلامي وماكان منها الا ان طلبت مني تحويل مبلغ 3 مليار جنيه سوداني في حسابها حتي تتمكن من إيداعها للدعم السريع وتحويلها الي دولار وفق سعر الدولار بالبنك السوداني المركزي وبالفعل قمت بتحويل المبلغ في يوم 31 يناير 2021م وظللت علي اتصال دائم بها وفي كل مرة تقطع لي وعداً جديداً حتي مللت من وعودها الكاذبة وحتي يومنا هذا لم اتمكن من السفر الي الخارج لتحقيق حلمي ولا استرجاع اموالي طرف فتاة المنظمة والادهي والامر ارسلت لي ورقة مكتوبة عليها استرجاع المبلغ من الدعم السريع وعليها ختم المنظمة الا انني لم اري اي مبرراً لهذه الورقة لانها لاتثبت حقي او استرجاعه لي وتعتبر ماهي الا خطاب داخلي معني بالمنظمة وهذا ماذكرته لفاطمة محمد طه . \ حالة خاصة حالة الشاب مؤتمن فاروق تم استغلالها بشكل ينم عن دهاء ومكر فتاة المنظمة التي استطاعت ان تقدم حالة هذا الشاب بصورة وجدت تعاطفا كبيرا وجمعت من خلالها العديد من التبرعات من الداخل والخارج وبالفعل ان حالة مؤتمن تعتبر حالة خاصة ومؤلمة للغاية تتفطر لها القلوب وسرد لنا الشاب مؤتمن قصته وقال انه كان في ليبيا وتعرض لعملية اختطاف من قبل عصابة هناك وحاول مقاومة تلك العصابة الا ان كل محاولاته بات بالفشل ليتعرض للضرب المبرح والأذي الجسيم وسكب (ماء نار ) في وجهه وظهره ورقبته مما ادي الي تشويه وجهه وتغير ملامحه بالكامل وليس بامكان اي شخص التعرف عليه ويحتاج الي العديد من العمليات الجراحية في العينين والأنف والفم وعقب وصوله ارض الوطن نما الي علمه ان هناك منظمة تعمل في مضمار العمل الانساني وتساعد المرضي والمحتاجين وبعدها قام بالذهاب الي مقر المنظمة وهناك تفاعلت وتعاطفت (فاطمة) مع حالته التي قدمتها بشكل سريع وجد التجاوب والتعاطف من الخيرين بكل من امريكا وبريطانيا والخليج واعلنوا عن تقديم المساعدات المالية الممكنة حتي يتمكن الشاب مؤتمن من اجراء العمليات الجراحية بالخارج. ويضيف مؤتمن ان حجم التبرعات الداخلية والخارجية التي استلمتها فتاة المنظمة كبيرة للغاية الشئ الذي بعث فيه الامل من جديد لعلاج حالته الا انها قامت بتسليمه مبلغ 400 الف جنيه سوداني وهناك تبرع من قبل المهندس اسامة قام بتسليمها مبلغ الف دولار كاش الا انها سلمتني المبلغ بالجنية السوداني مائة وخمسون مليون جنيه وعندما سألتها انكرت ذلك وقالت لي انها استلمت المبلغ بالجنية السوداني مع انني اعرف جيداَ انها استلمت بالدولار اضافة الي شخصين استلمت منهم مبلغ الفي دولار وأنكرت هذا المبلغ تماماً اما بالنسبة للتبرعات الخارجية فقد استلم حتي الان تبرعات امريكا عن طريق ولاء سنهوري والامارات مبلغ 3 الف دولار واربعمائة وقمت بتحويلها لحساب مستشفي في المانيا ووصلتني الدفعة الثانية مبلغ 4 الف دولار والدفعة الثالثة مبلغ الف دولار ومائة كل هذه تبرعات امريكا والخليج ولندن اما فيما يتعلق بالمبالغ التي استلمتها فاطمة سواء كان من الخارج او الداخل انكرتها تماماً وعندما تحدثت معها اكثر من مرة قامت بتهديدي بفتح بلاغ ضدي وايداعي السجن وبعد فترة طويلة تلقيت منها مكالمة تطلب مني ان ارسل لها مبلغ الــ ( 400 مليون جنيه سوداني ) وهي حجم التبرعات الداخلية التي استلمتها منها سابقا بان اقوم بتحويلها لها في حسابها حتي تقوم بارسالها الي العم نبيل في الهند لانقاذه الا انني رفضت واذا هي بعد يوم واحد تتصل علي وتؤكد لي ان لديها جار يسكن بالقرب منها يود دعمي من خلال بيعه مبلغ 1500 دولار مقابل دفع مبلغ ( 400 مليون جنيه ) علي ان يكون باقي المبلغ عبارة عن مساهمة منه في علاجي وايضا رفضت هذا العرض ومازلت في انتظار باقي مبالغ التبرعات التي استلمتها .
قصة ام محمد تقول ام الشاب محمد صلاح ان علاقتها بمنظمة اهل الرحمة بدأت منذ عام عندما ساءت حالة إبنها لجأت الي المنظمة لمساعدتها في علاج إبنها وقامت بتسليم (مدير المنظمة) في بادئ الامر مبلغ 300 الف جنيه علي ان تقوم بتسليمها لها بالدولار الا انها ظلت تماطل معها وفي نفس الوقت ظلت حالة إبنها تدهور بشكل متسارع حتي قامت باستخدام أنوبة الاوكسجين في المنزل كما قامت بارسال صور ومقاطع فيديو لفتاة المنظمة حتي تعرف حقيقة حالة محمد وللتأكيد علي صحة كلامها وبعدها اخبرتها بمنحة الدعم السريع وماكان منها الي تصديق كل ماقالته لها الفتاة فاطمة التي طلبت منها تحويل مبلغ مليار و422 الف جنيه لحسابها حتي تتمكن من استكمال اجراءات سفرها الي الخارج وعلاج إبنها الوحيد وكالعادة ظلت تماطل معها وتعطيها الكثير من الوعود الزائفة في حين ان إبنها يصارع الموت ومضت الايام والشهور حتي توفي الشاب محمد. اسئلة حائرة الكثير من الاسئلة التي تدور في أذهان البعض حول لماذا جنحت (فتاة المنظمة) عن رسالتها السامية تجاه المجتمع فبعد ان قدمت العديد من المساعدات لشرائح المرضي والمحتاجين والمتعففين في بداية عملها . لماذا تحولت الي منظمة فاسدة ومشبوهة تتاجر بأرواح المرضي؟ وكيف يسمح لفتاة المنظمة (فاطمة) التي سبق وان تم ادانتها في قضية تتعلق بالشرف والأمانة ان تقوم بإنشاء منظمة تعمل في مضمار العمل الانساني في ظل القوانين المحلية والدولية التي تمنع ذلك؟ وكيف استطاعت تلك الفتاة (الوديعة) في ظاهرها و(الماكرة ) من داخلها في ان تستدرج كل هذا الكم الهائل من المواطنين مستغلة العديد من الحيل والاساليب والطرق؟ ولماذا تم اطلاق سراحها بعد ان قامت لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد في استدعائها اكثر من مرة رغم العديد من البلاغات التي تم فتحها ضد المنظمة؟ وهل هناك استسهال من قبل السلطات القضائية والعدلية مع مثل هذه الحالات خاصة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية؟ ام هناك ايادي خفية تنتمي للنظام البائد تعمل في هذه الشبكة وتبقي فتاة المنظمة هي في الواجهة فقط ؟ ونواصل في الحلقة القادمة بإذن الله !