انت عنصري.. نعم يمكنك انت تسجل اعترافا داخليا.. عندما تهمس لنفسك فقط ولكنك تشبهني تمام.. تكره ان تطالك تصرفاتهم العنصرية او ان تلاحقك كلماتهم وتصانيفهم التي تدمي قلبك ..وتجعلك وضيعا في نظرهم… اذن انت تكره العنصرية..ولكنك تنسي انك عنصري ترمي آخرين تراهم اقل منك بنظراتك العنصرية ومعاملاتك المليئة بالازدراء والتحقير….
والعنصرية ليست محصورة في فوارق اللون والعرق..وانما هناك عنصريات متنوعة… ففي العرق فهناك العنصرية الخفية داخل العرق الواحد.. كأن يدعي بطن في قبيلة واحدة تميزه علي بطون اخري في ذات القبيلة.. وهذه الحالة منتشرة في الجنس البشري.. ليس بين القبائل العربية وانما في الاجناس الاخري.. وكمثال فأن الانجلو ساكسون يرون انهم الافضل بين شعوب اروبا الا ان الالمان يزعمون انهم ليسوا الافضل بين الاروبين فقط وانما بين كل شعوب الارض.. واذا كان هذا حال الاروبين فان الزنوج انفسهم والذين يظن معظم اهل الارض انهم الادني والاحقر والاكثر وضاعة بل ان من الناس من يري انهم لاينتمون للآدميين فالزنوج الذين يعانون من التمييز العنصري هم انفسهم يمارسون العنصرية..فهناك قبائل افريقية تري انها الافضل وانهم هم السادة وغيرهم عبيد ليس الا..
عنصرية اللون غير مبررة اطلاقا… مهما تعددت التبريرات وسيقت الحجج..
التمييز الطبقي نوع من السلوك العنصري.. لان ازدراء الاغنياء للفقراء هو سلوك عنصري .. يترتب عليه ذات الحصار الاجتماعي المضروب علي ضحايا التمييز العرقي ..
واساءة المتعلمين ..لمن لم يسعفه حظه ووضعه ليتعلم نوع من التعامل العنصري البغيض ..لأن المجتمعات المحرومة من العلم تعاني من التمييز والحصار الاجتماعي..
بعد كل ماذكرناه ..ألديك الشجاعة لتعترف انك تكره العنصرية وتمارسها احيانا..؟؟
ثقافتنا نفسها تحتفل بالعنصرية احيانا.. وسلوكنا يغلف العنصرية احيانا بالنكته والقصة.. والحكاية..والمداعبات احيانا.. نحن وليس غيرنا من يطلق علي شقيقه الاشد منه سمرة (عبد..)وشقيقه الانقي منه اوافتح منه درجة ( حلبي).. ..دون نسأل انفسنا مرة.. كيف نتباهي بما ليس كسبنا او اختيارنا… فابونا آدم صاحب البشرة السمراء.. المشتق اسمه من الاديم وهو سواد التربة وزرقتها.. والذي يقابله السديم سواد السماء وزرقته.. ابونا آدم لم يختار لونه وهو ابو البشرية وصاحب اللون الاصل للبشر جميعا..قبل ان يصاب الجنس البشري بالطفرات المكتسبة فالتنوع الاشكال والالوان… مثلما جاءت امنا حواء المخلوقة من ضلع آدم نفسه.. افتح لونا واجمل شكلا.. وهي ايضا التي ظهرت في سلالاتها من هن اكثر منها بياضا ومن نسلها جاءت من هن اكثر من زوجها آدم سوادا… و معظمهم فات عليهم ان يدركوا.. الحقيقة..
وسر التنوع والتمايز في الاعراق..مثلما فات علي الاثرياء المترفعون الذين يحتقرون الفقراء.. ان الفقراء هم سبب تميزهم واحساسهم بنعمة الثروة والمال..
مما سبق …نصل الي ان القبح هو الذي يمنح الجمال اشراقه.. وان الفقر هو الذي يتكرم علي الثراء با لجاه والرفعة…. فهذا التضاد.. ضروري في حياتنا.. فلا تفسدوا التمايز بالتمييز البغيض..
اذكر في احدي مساجلات الفيس بوك تمادت مجموعة من الاخوة العرب من بلدان مختلفة منهم عراقيين ومصريين وليبين ..في التهكم علي شاب وشابة من الصومال و تطاولت سخريتهم من سواد بشرتهم فدخلت معهم في سجال انتهي بإعتذارهم… لانهم ادركوا لاحقا ان لا خيار للانسان في اصله ولونه ولارزقه ولاحتي وطنه فتلك هي كلها اختيار رباني لا يكتسبه احد ولا خيار لاحد فيه لماذا تفتخر بما لم تختاره ولماذا تعير الآخر بما لا يد له فيه… وكان ختام المساجلة ابيات شعرية جاءت بتلقائية وليدة السجال .. جعلتهم جميعا يرفعون اعتذاراتهم ويقرون بالجهل الانساني البغيض…..
عزلة الالوان
الله قدر في بني الانسانِِ
مما اراد تباين الالوانِ
والعلم والارزاق في درجاتها
فالاختلاف محاسن الاكوانِِ
لامعني للبيضان حب بهائهم
لولا وجود السمر والسودانِ
والقبح يمنح صامتا في حاله
معني الحلاوة عند اي حسانِ
ان التباين نعمة يا اخوتي
سر الحياة وصنعة الرحمنِ
( قطع اخضر الفته اثناء المساجلة)
____