تتميز العلاقات السودانية السعودية بجذور ضاربة في التاريخ لاسيما في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتلعب الأخيرة دور كبير في شكل تلك العلاقة لما ظلت تلعبه المملكة من أدوار كبيرة في مساندة السودان والدخول في شراكات اقتصادية معه لتحقيق المنفعة وتعزيز التعاون المشترك بي البلدين، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تقوية الروابط بين السودان والمملكة في الكثير من المجالات وأكدت أوصر الأخوة بينهما.
مصالح استراتيجية:
تم مؤخرا لقاء بين وزير المالية د. جبريل إبراهيم والسفير السعودي بالخرطوم علي بن حسن جعفرتناول العيد من القضايا ذات الاهتمام المشترك
ورحب وزير المالية د. جبريل إبراهيم بمساعي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الرامية لبناء علاقات اقتصادية إستراتيجية بين مع السودان تراعي مصالح البلدين
وقدم السفير السعودي بالسودان علي بن حسن جعفر الدعوة لوزير المالية وعدد من وزراء القطاع الاقتصادي لحضور منتدي استثماري بالرياض خاص بالسودان
ونقل لدى لقائه بوزير المالية الاربعاء 2 يونيو 2021م استعداد وفد من الصندوق السعودي للتنمية لزيارة السودان في القريب العاجل لتوقيع عقود تمويل مشروعات سودانية في مجالات الزراعة والصحة والمياه والتعليم بجانب حفر مئات الابار على امتداد ربوع البلاد
وقوف المملكة مع الحكومة الانتقالية:
كان وزير الدولة للشؤون الأفريقية السعودي أحمد عبد العزيز قطان، قد أجرى في منتصف فبراير الماضي ، مباحثات مهمة مع المسؤولين السودانيين، تناولت تعزيز التعاون بين البلدين.
وبحسب صحيفة ( الشرق الأوسط) أعلنت وزارة الخارجية السودانية في نشرة صحافية حينئذ أن الوزير قطان، وصل إلى السودان في زيارة قصيرة، يجري خلالها مباحثات مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إضافة إلى وزيرة الخارجية مريم المهدي، ووزير المالية جبريل إبراهيم.
وقال الوزير قطان إن زيارته تأتي إنفاذا لتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بهدف توطيد العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، استناداً إلى وقوف المملكة مع الحكومة الانتقالية لإعادة السودان إلى مكانه الطبيعي بين دول العالم.
وأكد قطان أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الاستثمارية المتوفرة في السودان، موضحاً أنه سينقل الرؤى المشتركة للمسؤولين في بلاده، وترتيب زيارات متبادلة على المستوى الحكومي ورجال الأعمال للدخول بشكل جاد في هذه المشاريع.
خطوة جيدة:
يؤكد الخبير الاقتصادي محمد الناير في حديثه لـ(التحرير) أهمية المكاسب التي من الممكن أن يحققها لقاء وزير المالية جبريل إبراهيم بالسفير السعودي على ضوء ما تم طرحه من خلال اللقاء ، ويقول الناير بالتأكيد المملكة لها دور كبير في مساندة السودان في المحافل الدولية وكذلك في الملف الاقتصادي مبينا أن اللقاء الأخير وتصريحات السفير السعودي تمثل خطوة جيدة واستدرك لكن الاقتصاد السوداني يمر بمرحلة حرجة ولذلك فمثل هذه اللقاءات تتطلب سرعة الإجراءات للاستفادة من المشروعات والاتفاقيات التي ستسهم بكل تأكيد في تحقيق مكاسب كبيرة للسودان.
وحول طرح السفير بشأن المنتدى الاستثماري الخاص بالسودان و الذي سيقام بالرياض ، قال الناير المنتدى سيسهم بكل تأكيد في تقوية الروبط بين البلدين إذا ما تم في مدى زمني قريب ، وحُشد له رجال الأعمال ، فضلا عن توقيع اتفاقيات على هامش المنتدى ، وأضاف إذا تحقق ذلك فالمكاسب التي ستعود على البلاد ستكون كبيرة.
تعامل مرن:
من جهته يرى مقرر القطاع الاقتصادي بالتجمع الاتحادي أحمد الباشا أن المملكة العربية السعودية هي من الأصدقاء الاقتصاديين الحقيقيين للسودان مؤكدا في الوقت ذاته الجوانب الإيجابية للقاء الذي تم بين وزير المالية والسفير السعودي.
ويقول الباشا في إفادته لـ(التحرير) للأسف شهدت الفترة الأخيرة تركيز من قبل السودان على الصناديق الدولية الكبيرة وإهمال الدور السعودي ، مبينا أن السعودية تتميز بصفة المرونة في تعاملها مع السودان ، ولفت إلى ما يمكن أن يحدثه الاقتصاد العربي من توازن في ظل التعامل مع الصناديق و المؤسسات الغربية الكبرى ، مؤكدا على أهمية وجود الأصدقاء العرب والسعودية في المشهد الاقتصادي السوداني والتي من الممكن أن تكون لها مشاريع تكامل مع السودان في مجالات الزراعة وغيرها من المشاريع.
ونوه مقرر القطاع الاقتصادي بالتجمع الاتحادي بضرورة طرح السودان لمشاريعه ومخاطبته للسعودية والمحيط العربي حتى تتحقق المصالح المرجوة، وأضاف علينا أن نطرح مشاريع مشتركة في مجال الطاقة بين البلدين ، وأن لايقتصر التعاون الاقتصادي بينهما على الجانب الرسمي فقط بل لابد من دخول رجال الأعمال في كل أشكال التعاون بين السودان والمملكة العربية السعودية.