في هذه الحالة (……) ستكون الحركة الشعبية قد ارتكبت خطأ تاريخياً ! هدفنا دعم قضايا السلام وتحقيق كل المطالب الخاصة بشعب جبال النوبة! ثورة ديسمبر أتت بممثلين جدد أيدلوجيا لايختلفون مع النظام البائد! رسالتنا لاهلنا في الكهوف مازال الجرح ينزف ولكن قضيتنا ستنتصر!
اصدر التضامن العالمي للحقوق المدنية لشعب جبال النوبة الاسبوع الماضي بيانه الاول والذي كان بمثابة الاعلان الرسمي لهذا الجسم الجديد كما ان اعلانه جاء متزامنا مع مفاوضات السلام الجارية بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عبدالعزيز الحلو (التحرير) اجرت حواراً مطولاً مع المنسق العام لهذا الجسم الجديد الاستاذ عمار ناصر تحدث فيه حول فكرة مشروع التضامن العالمي للحقوق المدنية لشعب جبال النوبة والاهداف التي قام من اجلها اضافة الي رأيه حول مفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية بجانب العديد من الموضوعات والمحاور المتعلقة بقضايا السلام والحرب في السودان واتفاق اعلان المبادئ المتعلق بمفاوضات السلام في ظل إستبعاد بعض من المطالب الاساسية والتي ظل ينادي بها ابناء جبال النوبة الا وهو حق المصير .. في البدء متي بدأت فكرة تكوين التضامن العالمي للحقوق المدنية لشعب جبال النوبة ولماذا تم الإعلان عن هذا الجسم في هذا التوقيت تحديداً؟ في البداية لابد ان نشكر صحيفة التحرير الالكترونية علي اتاحتها لنا هذه الفرصة لتسليط الضوء علي فكرة مشروع التضامن العالمي للحقوق المدنية لشعب جبال النوبة وهذه الفكرة ليست بجديدة بل هي قديمة ومتواجدة اينما وجد أبناء جبال النوبة في كل دول العالم والذين كونوا اجسام تحت هذه المسمي العمل التضامني من اجل قضية جبال النوبة ولكن مسألة تجميع وتكوين مؤسسات مجتمعية حقوقية اتت بعد نقاشات وحوارات عميقة وتشاورات عديدة في الأونة الاخيرة من قبل نشطاء سياسيين وحقوقيين في ظل مستجدات الراهن حول قضية جبال النوبة فظهر جلياً حوجة هذا الشعب لمؤسسة تضامنية تجمع النداءات والمطالبات وتعبر عنها بشكل مدني وكان ميلاد الفكرة من خلال مقترح الاخ الاستاذ كمال كمبال ومن ثم بعدها اتجه ممثلي المؤسسات والناشطين وقيادات العمل المدني في تطوير هذه الفكرة ، اما فيما يتعلق بالاعلان الرسمي لهذا الجسم في هذا التوقيت تحديداً جاء نتيجة ً للإنحراف البين والواضح في مسار مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال (جناح عبدالعزيز الحلو) مع وفد الحكومة الانتقالية في جوبا عن المطالب الحقوقية الخاصة بشعب جبال النوبة والتي يأتي علي رأسها حق تقرير المصير ، والاستقلالية اثناء الفترة الانتقالية والحكم الذاتي بصلاحيات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية واسعة يتم من خلالها معالجة آثار الحرب ولكن طرفي التفاوض تجاوزا كل هذه المطالب في اتفاق المباديء ونعلم جيداً انهما ذاهبون لمناقشة التفاصيل والتوقيع النهائي واذا ماتم اتفاق نهائي بهذه الكيفية من غير المطالب والحقوق الاساسية لشعب جبال النوبة تكون بذلك الحركة الشعبية قد ارتكبت خطأ تاريخياً وشعب جبال النوبة سيواصل الكفاح السلمي في هذا الاتجاه ولابد من بناء منظمات مجتمع مدني ومؤسسات حقوقية تسهم في توظيف النضال السلمي بهدف الوصول للاهداف الاساسية . ماهي الاهداف الحقيقية لهذا التكوين؟ اذا اردنا ان نتحدث عن اهداف هذا الجسم فهي كثيرة ولكن يأتي في مقدمتها الاهتمام بالحقوق المدنية لشعب جبال النوبة كما هو منصوص عليه في الميثاق العالمي للشعوب الأصيلة من المادة (1) وحتي المادة ( 5) بما فيهم حق تقرير المصير وبما في ذلك حق الحياة لان شعب جبال النوبة يتعرض للقتل خارج نطاق القانون وأيضاً حق الحماية لان الإنسان النوباي غير آمن في الدولة السودانية وايضاً حق التعبير الثقافي ، والاعتقاد الديني وكل هذه الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان يسعي التضامن الي تعميقها والمحافظة عليها في اطار شعب جبال النوبة علي إعتبار انه شعب أصيل ولديه حقوقه المحمية بالقانون الدولي كما انه الشعب الوحيد في جمهورية السودان ليس لديه أصل غير السودان وايضا من ضمن اهداف التضامن نشر ثقافة حقوق الإنسان والعمل علي مناهضة العنف والانتكاهات بكافة أشكالها المختلفة والاهتمام بقضايا المرأة والطفل بوصفهما اكثر ضحايا الحروب والنزاعات وايضا دعم قضايا السلام والتي تعتبر هي قضايا أساسية ومحورية ولذلك لابد من إيجاد مشروع سلام حقيقي وعادل يلبي كل طموحات شعب جبال النوبة وكافة الشعوب المتأثرة بالحرب طيلة السنوات الماضية كما في أقليم ( دار فور والنيل الازرق ) وعندما نقول سلام حقيقي نعني بالسلام الذي يؤسس لقوانين عادلة ودستور دائم به إستقرار وايضا يفتح الطريق لكاف وسائل العمل السلمي والحريات التي من شأنها ان تعبد الطريق نحو التحول الديمقراطي كما لابد ان يكون لدي الجميع المسئولية المشتركة تجاه السلام بدءاً باطراف التفاوض ومنظمات المجتمع الدولي والأقليمي ومنظمات المجتمع الدني ، واعتقد ان العودة الطوعية للنازحين واللاجئين والتنمية في المدن والمناطق والقري التي تأثرت بالحروب طيلة السنوات الماضية هو بمثابة تحدي السلام الحقيقي ولذلك بدأ التضامن العالمي يعمل في هذا الاتجاه بقوة .ولاننسي ايضا من ضمن اهدافنا الاهتمام بشريحة الشباب والعمل علي الاستفادة من كل طاقاتهم ومهاراتهم وأفكارهم وتطويرها علي اعتبار ان شريحة الشباب تمثل الركيزة الاساسية في الحاضر والمستقبل. *الا تعتقد ان تكوين هذا الجسم في هذا التوقيت ربما يحدث شرخاً او خلافات داخل الحركة الشعبية شمال ويؤدي ذلك الي تعطيل جهود تحقيق السلام ؟ لايمكن ان يحدث شرح في الحركة الشعبية لانه ليس جسماً سياسياً بل هو جسم مدني يضم العديد من منظمات المجتمع المدني علي إعتبار ان الحركة هي المؤسسة التي تحمل قضية جبال النوبة وعرفت الحركة نضالاتهم وتضحياتهم من اجل الوصول لحقوقهم فبالتالي اي حديث عن قضية جبال النوبة والحقوق المدنية لايمكن ان يتم بمعزل عن التسوية السياسية التي يكون طرفها الحركة الشعبية الحركة الشعبية تذخر بالرصيد التاريخي للنضال الخاص بجبال النوبة ويفترض ان تنجز الحركة الحلول لقضية جبال النوبة ولذلك يتعين عليها ان تقوم باستشارة كل أبناء جبال النوية بالداخل والخارج ناشطين سياسين ، منظمات مجتمع مدني ، مثقفين ، محامين ، ادارات أهلية وحتي أبناء جبال النوبة في الاحزاب السياسية الاخري جميعهم يجب ان تستشيرهم في السقف المتعلق باتفاقية السلام الذي يتأثر به كل اهالي المنطقة سلبا او إيجابا ونحن كمنظمات مجتمع مدني (قوميات وأثنيات ) نـتأثر بعملية السلام سؤا كان تم الاتفاق او عدمه لذلك ينبغي علي طرف الحركة الشعبية تحقيق طموحات وتطلعات شعب جبال النوبة في أي تسوية سياسية وهذا مربط الفرس مخاطبة الحركة والتواصل معها بوصفها المؤسسة التي تحمل هموم وقضايا جبال النوبة. اما فيما يتعلق بالحقوق المدنية نحن قمنا بمخاطبة الحكومة الانتقالية بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء علي اعتبار ان لديه مسئولية اخلاقية تجاه قضية السلام كما خاطبنا كل المؤسسات الدولية والأقليمية بشأن حقوق ومطالب شعب جبال النوبة ولم يؤدي ذلك الي شرخ داخل مؤسسات الحكومة الانتقالية بل يعتبر الجسم اضافة ونقلة نوعية في اطار عمل المجتمع المدني وتقوية منابر الوعي والخدمات بالحقوق الاساسية لشعب جبال النوبة ولن يؤدي باي حال من الاحوال الي تعطيل جهود حقيق السلام وعندما نتحدث عن السلام الحقيقي يعني ذلك الاعتراف بالنزاع الذي يحدث هناك اي بمعني ان النزاع لم يأتي عن فراغ بل هناك مطالب وحقوق وغيابها ادي الي هذا النزاع ولذلك لابد ان يستصحب السلام كل هذه الحقوق والمطالب وأي تسوية سياسية تتم بدون هذه المطالب والحقوق لشعب جبال النوبة وفي مقدمتها حق تقرير المصير لايمكن ان تقود اتفاقية السلام بهذا الشكل الي استقرار وامن وسلم في المنطقة بشكل خاص والسودان بشكل عام
انت تحدثت عن سقوط جزئي للنظام ماذا تعني بذلك ؟ حقيقة ان السودان ومنذ ان نال استقلاله في عام 1956 وحتي يومنا هذا مازال يعاني من ازمة الحكم وهذه الازمة واضحة للعيان والتي تتمثل في سيطرة أثنية معينة علي مقاليد الحكم والسلطة والثروة في البلاد وتأتي سيطرتها وحراستها لها بادوات العنف الصارم ممثلة في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري وعندما يتحرك الشعب بهدف إحداث التغيير والديمقراطية وإعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل سليم تتحرك مراكز السلطة في (الخرطوم) بأدوات العنف والقمع لتعيد انتاج نفس النظام بشكل متجدد وأحياناً يكون فيه خدعة للشعب السوداني ونحن استبشرنا خيراً بثورة ديسمبر المجيدة والتي كانت لديها مطالب اساسية يأتي علي راسها تغير النظام باكمله مع تحول السلطة الي سلطة مدنية بعيدة تماماً عن التواجد العسكري بها والمضي قدماً نحو التحول الديمقراطي الحقيقي ولكن للأسف الشديد نري ان هناك مظاهر تؤكد عدم سقوط النظام البائد بالكامل ابرزها ان كل المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة له مازالت هي موجودة وتحكم سيطرتها علي البلاد وبما ذلك قوات الدعم السريع المولود الشرعي لنظام المخلوع عمر البشير والان تم تقنين وضعه ، ولكن اذا ماتحدثنا عن الحكومة الحالية نعتقد انها حكومة الأمر الواقع اي بمعني ان ثورة ديسمبر لم تحل مشكلة الحكم في السودان الي الان لان المشكلة الحقيقية كانت في تبديل من هم علي كراسي السلطة في الوقت الذي لم يكن فيه اختلاف حول النظام اوالمؤسسات القائمة بل إختلاف حول من هم يجلسون عليها وبعد ثورة ديسمبر تم ازاحة ممثلي النظام البائد والاتيان بممثلين جدد أيدلوجيا لايختلفون مع نظام الانقاذ في الحيازة علي السلطة والثروة في البلاد ولذلك نشاهد كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرا بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح لم تري النور حتي الان بل الذين مهروا تلك الاتفاقيات مازالوا يصرخون ويطالبون بتنفيذ بنودها علي ارض الواقع ومن هنا تأتي حقيقة ان سقوط النظام ماهو الا سقوط جزئي ورغم عن ذلك ينبغي ان يستفيد الشعب السوداني وشعب جبال النوبة علي وجه الخصوص من هذه الثورة وتطوير ادواتها السلمية بهدف الوصول لاستكمال الدولة المدنية التي تقوم علي حكم سيادة القانون والعدل والمساواة والحريات وكافة الحقوق المدنية وإنهاء سيطرة العسكر علي كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الاقتصادية.
في ظل عدم موافقة بعض حركات الكفاح المسلح في الجلوس مع الحكومة الانتقالية للتفاوض في ملف السلام علي اعتبار انه جزء من النظام السابق أو بمايسمي بــ (الدولة العميقة ) هل تعتقد ان الحركة الشعبية جناح الحلو اخطأت التقدير او يمكن ان نقول انها ارتكبت خطأ كبيرا خاصة عندما تم استبعاد واحد من اهم البنود الا وهو حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة؟ اعتقد اننا في التضامن العالمي للحقوق المدنية لشعب جبال النوبة لسنا معنين بجلوس الحركات الاخري او عدم جلوسها وفق تقديراتها ومواقفها تجاه الحكومة الحالية والتي تعتبر هي حكومة الامر الواقع كما ذكرت لك ولكن نحن كجسم مدني او منظمات مجتمع مدني ملزمين بالعمل وفق نصوص الاتفاق الذي يتم بين الطرفين كما إننا نسعي جاهدين لتضمين حق تقرير المصير وإستقلالية الجيش الشعبي للأقليم خلال فترة إنتقالية لاتقل عن عشرة سنوات اضافة الي حكم ذاتي بصلاحيات واسعة وإذا مانجحنا في الضغط علي طرفي التفاوض والقبول بهذا الامر قطعاً سنواصل دعمنا لهما وسنعمل علي حشد كل الطاقات المتمثلة في كافة منظمات المجتمع المدني السوداني لتنفيذ الاتفاق وجعل خيار الوحدة جاذباً لشعب جبال النوبة وذلك من خلال التنفيذ الصادق والكامل لكافة بنود الاتفاق .
البعض يتحدث عن ان هناك مخططات دولية تسعي لتقسيم السودان ويقف من وراءها دولي عظمي وخاصة الاقاليم الثلاثة (دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ) علي اعتبار انها تمتلك العديد من الثروات؟ اعتقد ان مسألة التقسيم ترتبط بمصالح وتقاطعات دولية وايضا الصراعات الداخلية ولكن دعنا نتسأل : ماذا فعل السودانيين من اجل الحفاظ علي وطنهم ، والسودان هي الدولة الوحيدة التي ظلت لاكثر من 60 ستون عاماُ تمارس الحرب ضد شعبها وأيضاً سياسة الإقصاء والتهميش والانتهاكات الجسيمة ضد بعضنا البعض بصورة وحشية ولكن ان الأوان ان نظهر حسن النوايا في العدالة الحقيقية والمساواة والديمقراطية ومنح كافة الشعوب حقوقهم وايضاً يتعين علينا ان نظهر البعد الوطني الحقيقي علي أمل ان يسهم ذلك في إعادة بناء دولة السودان الجديد التي تقوم علي أسس سليمة وحقيقية مقنعة للأخرين مما يوفر مناخاً للوحدة الطوعية ويجب علينا ان لانكون سبباً في تفتيت وحدة السودان وليس الأخرين كما ذبح احد السودانيين في الاعوام السابقة (الثور الأسود ) عندما تم اعلان فصل جنوب السودان والذي للأسف الشديد قابله الكثيرون بفرحة شديدة ولم تكن هناك دول عظمي فرحت لهذا الانفصال اكثر من السودانيين انفسهم وهذا وحده يؤكد حقيقة قول الله تعالي 🙁 لايغير الله مابقوم حتي يغيروا مابأنفسهم ) ولذلك نؤكد إننا في حاجة الي مزيد من الثقة فيما بعضنا البعض وتقبل الاخر وحماية الوطن وان ننتقل من مربع القبلية الأسن والتشرذم الي مربع الوحدة والعمل من أجل الوطن بعمق وتجرد ونكرانًا للذات .
الكثيرون يؤكدون فشل تجربة جنوب السودان بعدما طالب بحق تقرير المصير وتم انفصاله وقيام دولة مستقلة علي اعتبار ان الجنوب لم ينعم بالاستقرار حتي الان بسبب الحروب والنزاعات الداخلية وتشير الاحصائيات بان ضحايا هذه الحروب اكثر بكثير من الحرب قبل الانفصال؟ فيما يتعلق بحق تقرير المصير واذا ماتم تضمينه ضمن بنود اتفاق السلام الذي تجري مفاوضاته هذه الايام بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو بجوبا نعتقد انه سيكون انجازاً تاريخياَ ونقطة تحول حقيقية لمصداقية (حكومة الخرطوم) في منح الاخرين حقوقهم وهذا سيكون بمثابة حافز ومشجع لشعب جبال النوبة للعمل مع بقية السودانيين لتنفيذ اتفاقية السلام وجعل الوحدة خيار جاذب لابناء جبال النوبة في نهاية الفترة الانتقالية واذا اردنا ان نتحدث عن حق تقرير المصير لجبال النوبة وتجربة جنوب السودان لايمكن باي حال من الاحوال ان نعقد مقارنة بينهما ولايستقيم ذلك خصوصا وان جنوب السودان وبعد ان تم انفصاله لم يدعه الشمال في حاله وشأنه بل اعدت حكومة المؤتمر الوطني سبعة حركات معارضة للنظام في الجنوب بعد الاستقلال وقامت حكومة المخلوع بدعم وتمويل تلك الحركات بشكل كبير وتوفير العتاد العسكري وتسببت هذه الحركات العديد من النزاعات الداخلية والمواجهات العسكرية مما أدي الي زعزعة امن واستقرار دولة ( جنوب السودان ) انذاك وتعطيل نهضتها وتقدمها للأمام واستثمرت في الروح القبلية المستشريه هناك رغم اننا جميعنا افارقه وسودانيين مع اختلاف القبائل والاثنيات وكان هناك استثمار وتشفي وانتقام واضح من قبل حكومة الشمال تجاه الدولة الوليدة كما ان حكومة المؤتمر الوطني لم تكن تتوقع بعد إنفصال الجنوب الصحوة والثورة المدنية أي ثورة ديسمبر المجيدة والوعي الذي استتب في الجيل الجديد وفي تقديري أن انفصال الجنوب كان واحداً من الفوائد الغير مرئية ولفت نظر العديد من الشباب للأخطاء التاريخية التي ارتكبها النظام البائد ولذلك نعتقد ان حق تقرير المصير الذي سيمنح لشعب جبال النوبة لايمكن مقارنته بتجربة انفصال الجنوب نظراً للعديد من الاسباب والتي تؤكد ذلك كما ان الواقع الحالي وظروف البلاد تختلف عما كان عليه في السابق. ختاماَ ماهي الرسالة التي تريد ان توجهها لطرفي مفاوضات الســـــلام في جوبا ولشعب جبال النوبة عامة؟* نحن في التضامن العالمي للحقوق المدنية لشعب جبال النوبة نوجه رسالتنا لكل اهلنا في مناطق الحرب والنزاعات في كاودا وجلد وكرنقو وبرام وكاونارو وتقلي الجديدة ومدني وهيبان ودلامي ونود ان نقول لهم بان هذه القضية هي قضيتكم في المقام الاول وأنتم في الكهوف ومازال الجرح ينزف ولن تضيع أبداً وفي نهاية المطاف ستتحقق العدالة وسننتصر لقضيتنا العادلة وسنحصل علي حقوقنا كاملة وهدفنا هو السعي الجاد والحثيث لتحقيق سلام عادل يرضي كافة طموحات شعب جبال النوبة وابرزهم ضحايا الحرب وكما نوجه رسالتنا للقادة المعنين بقضية السلام في السودان بشكل عام وفي جبال النوبة بشكل خاص وتذكيرهم بان هؤلاء الشعوب قدموا التضحيات والغالي والنفيس لاكثر من ثلاثة عقود والتي كان من خلالها هناك الاف الابرياء الذين قتلوا والاف الذين شردوا وتوقفت عجلة التنمية ولذلك ينبغي ان نوفر لهم الأمن والإستقرار والتنمية الخاصة بهم وفق مواردهم والحياة من دون قيود ثقافية مفروضة عليهم وجعلهم يعيشون وفق ثقافتهم الافريقية وليس الثقافة العربية التي تفرض عليهم كما يجب ان يتحلي طرفي المفاوضات بالصبر والمسئولية حتي تحققوا لهؤلاء الشعوب الحياة الآمنة من دون قتل او عنف او انتهاك لحقوقه الخاصة سؤا كانت المدنية أوالدينية ونحن نؤكد دعمنا بقوة للمفاوضات حتي يتحقق السلام النهائي الذي يضع حداً لحالة العنف والإحتراب في السودان .