لا حول ولا قوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
افتقدنا الهرم عبد المنعم عبد العال
عاشق مدينة ود مدني ، وعاشق فريق الهلال ، الهرم الرياضي ، الثقافي ، الرجل الودود الطيب ، الكريم ، المتسامح ، تقبله الله قبولا حسنا ، وأحسن عزاء أسرته الصغيرة والكبيرة ، وأحسن عزاء أصدقائه وعارفي فضله وهم كثرٌ.
كان الرجل رغم شهرته التي فاقت حدود السودانيين في المهجر ، كان متواضعا ، حلو المعشر ، يواصلنا ويدعونا إلى منزله ، ويصلنا في منازلنا ، ولا يغيب عن واجب أبدا . وكان الشأن الوطني في قمة اهتماماته ، فكان ينظر للرياضة أنها عمل للوطن، وأنشأ الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج ( الصالحية ) ، الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج – الصالحية وقد ضمت أكثر من خمسة عشر فريقا ، وكانت دار الرابطة منتدى وملاذا وداراً للسودانيين بالرياض ، وتمددت الرابطة لتصل إلى المدن الأخرى وارتبط بها الوجدان السوداني المهاجر وتعلق بها.
اتسم عبد المنعم بالهدوء ومجافاة الانفعال ، يرسل حديثة بلباقة ، طيبا ، مطولا ، فيجذب مستمعيه دون أن يمله أحد . ودائما يؤكد على كل قولٍ يقوله بالعمل ، ورأيناه يسهر من أجل أبناء وطنه ، ويسخّر علاقاته الواسعة لينفع الناس.
وعندما عاد للوطن من غربته الطويلة الناجحة ، قابلته في مناسبة زواج لإبن صديق مشترك ، سعدت بلقائه ، واقترحت عليه تكوين رابطة أو جمعية للمغتربين العائدين ، فوعدني بتحقيق ذلك ، وخاطب جهاز المغتربين وكوّن الرابطة في أيام قليلة . لكن مدني عشقه الأكبر كانت تأخذه كثيرا إلى هناك ، حيث دفء الأسرة، وذكريات الشباب المملوءة بالعمل الرياضي في مدينة الفن والرياضة .
كنا نجتمع حول عبد المنعم ، نحدثه ويحدثنا عن كثير من آمالنا وآلامنا ، ويعرض علينا الحل ، ويؤكد على مساندته لنا ، ووقوفه معنا . كان يشجّعنا على الانخراط في العمل العام ، ويدعم هذا التوجه بحسن القول والفعل .
كثيرة هي مناقب عبد المنعم عبد العال ، ولا نزكيه على الله ، لكنا نقول شهادتنا فيه ، لتجب له عند الله ، وهو يستحق كل قول حسن يقال فيه .
له الرحمة والمغفرة ، وليجعله الله في أعالي الفردوس ، وليجعل البركة في ذريته ، ويحسن عزاء أهله وأصدقائه .