اعود اليوم للكتابة بعد فترة توقف امتدت نحو أربعة أشهر، بسبب ظروف كثيرة ومتعددة، ابرزها الانشغال بالعمل والإحباط الناجم عن الظرف الحاصل.
والفضل في ذلك، يعود لاخي الأكبر الدكتور طه علي البشير، الذي تكرم بالاتصال بي مشكورا، قبل أيام ، لمعرفة أسباب انقطاعي، ومطالبتي بالعودة.
كنت آمل ان اعود في ظرف أفضل، خاصة ونحن نعيش حاليا أجواء حزائنية بسبب فقدنا لعدد من رموز الحركة الرياضة والصحافة الرياضية.
ولأن وعد الحر دين عليه، وايفاءا بالعهد الذي قطعته مع الحكيم، ابدأ من اليوم، في الظهور، وأتمنى ان اوفق في الكتابة الراتبة.
فقد الهلال خلال فترة قصيرة ،الفريق المدهش عبدالرحمن سر الختم الرئيس الأسبق، والفريق بحر الأمين العام الاسبق ، وقبلهما بابكر بخيت، العضو الفاعل، وغيرهم من الأقطاب والمشجعين.
وأمس الأول فقدنا الأخ العزيز والزميل المحترم محمد احمد دسوقي، الصحفي الكبير، والهرم البارز الذي رحل الى الدار الآخرة اثر علة لم تمهله طويلة بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء.
عملت سنوات طويلة مع الأخ دسوقي، بدأت معه في جريدة السوداني ثم القوات المسلحة، ونجوم الرياضة، وعملت معه أيضا في جريدة الهلال، وغيرها من الصحف.
حققت الصحف التي تراس تحريرها دسوقي أو تلك التي تقلد فيها مناصب قيادية، نجاحات كبيرة، وبلغ توزيعها أرقاما قياسية.
أسس مع رفيق دربه الراحل حسن عزالدين جريدة صوت الشارع، أيام الديمقراطية الثالثة، وكانت من أكثر الصحف اتشارا وتوزيعا.
ثم أسس مع الراحل حسن عزالدين ايضا جريدة نجوم الرياضة، بعد انقلاب الكيزان، ولم تك تقل في توزيعها وانتشارها عن صوت الشارع.
لم تنقطع العلاقة بيني واخي دسوقي رغم ابتعادي عن الوطن لاكثر من 20 عاما، ، فقد كنا نتواصل بشكل راتب.
والحديث معه وشجرابي كان يطول، ويطول، كل يوم جمعة عندما ياتيان الى منزل الزعيم الزاكي التجاني محمد إبراهيم، في وجود الحبيب ياسر عايس وعدد من زملاء المهنة.
عرف عن دسوقي طيب المعشر وحلو الكلام، والوفاء مع الاصدقاء، والبر بالاهل والاقرباء، والمبادرة في اصلاح ذات البين بين المتشاكسين في الوسط الرياضي عامة والإعلامي خاصة.
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح الجنان.
وداعية:
ما اصعب الكتابة في زمن الاحزان.