القمامة والتروس.. تفضح سفراء الاتحاد الأوروبي
الخرطوم : التحرير
القمامة تفضح سفراء الاتحاد الأوروبي في يوم البيئة العالمي بالخرطوم، في الوقت الذي يتم فيه وضع الحواجز و ( التروس) لعدد من الشوارع الرئيسة والفرعية للمدن الثلاث الخرطوم بحري ام درمان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنظافة هؤلاء السفراء للقمامة الذي تزامن مع زيادة أسعار الوقود ومع يوم البيئة العالمي، حيث نظف سفراء الاتحاد الأوروبي عددا من الشوارع والأسواق الداخلية في العاصمة الخرطوم وجزيرة توتي، ويري مراقبون أن النظافة كانت ليوم واحد لماذا لا يستمرون في مثل هذه الأعمال المثمرة ودعم المبادرات المحلية، وتساءل مراقبون هل هذه الخطوة جاءت بناءا على ثقافتهم المحلية، لماذا يقوم السفراء بتنظيف القمامة عندما تم رفع أسعار البنزين وهل جاء هذا العمل تزامنا مع يوم البيئة العالمي ام هناك رسالة ما يود إيصالها سفراء الاتحاد الأوروبي ؟.
مع العلم ان المكان الذي قامو بتنظيفه غدًا سيصبح مكبا للنفايات.
في الوقت الذي يمر فيه السودان بمرحلة اقتصادية صعبة وان الوضع المعيشي الان ينذر بثورة الجياع لماذا لا يراعي السفراء هذا الوضع الاقتصادي الصعب للسودانيين ويستجيبون لمبادرات من شأنها أن تسهم في جزء من معالجات الوضع الاقتصادي بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون حتى شراء الخبز مع العلم ان الزيادات تتوالى لسعر الرغيفه حيث أنه وبعد زيادات الوقود سترتفع إلى 10 جنيها وذلك “الشركاء” الغربيين.
ويرى مراقبون أن من خلال مثل هذه الاعمال التي تبدو نبيلة ، يُظهر ممثلو الاتحاد الأوروبي موقفهم الحقيقي تجاه البلاد ، في ظل الغلاف الجميل للوعود و “المساعدة” ، يتم إخفاء التدمير الاقتصادي للبلاد.
وأوضح الخبير البيئي عبدالسيد أحمد الحسن أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يعمل على تطوير وتنوير وتمكين الأمم والشعوب من تحسين نوعية حياتهم دون المساس بأجيال المستقبل، وقال الحسن أن ما قام به سفراء الاتحاد الأوروبي ينم عن ثقافتهم المجتمعيه ولكنه جاء في الوقت الخطأ حيث ان الوضع الآن لا يحتمل احتفالات بالبيئة وإنما يحتاج إلى تضافر جهود من أجل العبور بالوطن اقتصاديا وسياسيا، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى العمل على استعادة الأنظمة البيئة التي تسهم في خلق أراضي منتجة إعادة التنوع البيولوجي المفقود الذي يعمل على إعادة الحواجز البيئة الطبيعية ضد الأمراض والاوبئه.. الخ.
وأوضح أن سفراء الاتحاد الأوروبي يقومون بدعم المبادرات المحليه لبعض الشباب في نظافه الأسواق والمدن ولكن كان من الأجدى لهم أن يدعموا مبادرات ذات المساس بالأوضاع المعيشيه والصحية التي يحتاجها المواطن الان ويتركون البيئه للمحليات تحتفي وتحتفل بها.