شكرا الامير نقد الله
محمد يوسف وردي
فى وقت ما عندما كان الامير نقد الله رئيسا للتجمع الوطنى المعارض فى الداخل ذهبت لتحيته مع استاذنا مرتضى الغالى فاخذنى على جنب وسألنى عن الوضع المتوتر فى الشمالية كعادته وكان ذلك فى عز تصاعد المقاومة الشعبية ضد سد كجبار حيث قدمت له تقريرا مفصلا كان اهم ما فيه امتعاض الناس هناك من الاغانى والاهازيج التى يبثها الكيزان عبر اثير اذاعة دنقلا باللغة الدنقلاوية لحث الاهالى لكى يتبرعوا بالمال والذهب لتشييد سد كجبار ، فقال متحسرا بقى كدة ؟!!!! وصمت للحظات وقال : اتركوا لى دنقلا ( كررها عدة مرات ) وخلى ناسكم يكربوا شغلهم .ثم طلب منى الذهاب فى ( ليلنا دة ) كما قال لناسنا لكى يرتبوا امور المقاومة الشعبية جيدا وياتوا جاهزين بسرعة للانضمام للتجمع الوطنى المعارض .. اذا كان لامدرمان طابيتها وخليلها وسرورها ومنزولها وكمالها فلها ايضا اسدها نقد الله ولا غرو فهو كان يحمل كل صفات الاسد من الجسارة والشجاعة والصلابة والطبيعة القيادية والتميز والمكانة الفريدة فى العمل الوطنى ..كان مناضلا صلدا لم تنحرف بوصلته يوما ، كان ربانا ماهرا وعصيا على الانكسار ، عجزت العواصف التى افترست غيره ان تنال من شراعه.
كنت اغطى الجمعية التاسيسية فى الديمقراطية الثالثة وكان نقد الله اول نائب من حزب الامة اتعرف عليه ، منذ اول وهلة ادركت انه مختلف عن بقية النواب ، وكان ذلك وحده كافيا لتوثيق علاقتى به وثم تعاطفه معى باريحية حيث كان مصدرا مهما بالنسبة لى .
لقد ظل الامير نقد الله مصدر الهام لابناء شعبنا طوال سنوات مناهضة نظام الاخوان الارهابى فى السودان ، فقد راوه مكشرا عن انيابه وهو يصد فى ثقة محاولات الكيزان لتركيع الشعب وراوه وهو يسبب ازعاجا دائما للسلطة الغاشمة وزبانيتها ورأوه يبث الرعب فى اوصالهم وهو مسجى على فراش المرض لسنين طويلة ، وفوق ذلك راوه طلق الوجه هاشا باشا ومحبوبا تجتمع حوله قلوب اهل السودان .
رحم الله الامير الانسان والمناضل الجسور وعوض الوطن العزيز برجال مثله .
فى جنازته غدا سياتى الشيوعى والبعثى والختمى والانصارى واهل الارياف والبندر واهل السافل والصعيد ومغنواتية امدرمان والصوفية والشعراء والكتاب ، وجماعة الهلال والمريخ والاهلية والاحفاد ستاتى قوى التغيير وناس تسقط بس والنساء والرجال والشباب من الجنسين اما الاخوانجية فلن يجرأوا على المشاركة كون رؤية نعشه وحدها كفيلة بردهم مولين الادبار مرعوبين !!رحمة الله تغشاك يا حبيب الشعب ونصيره