برحيل الأمير الحاج عبد الرحمن نقد الله فقد السودانيون باختلاف ألوان الطيف السياسي – وليس حزب الأمة القومي وحده- رجلا وقائدا فذا متعدد الصفات ،وفي صدارتها أنه رجل مباديء، رفع رايات الحرية والديمقراطية، وتمسك بالنضال الشاق والصعب طريقا لانتزاع الحقوق .
لا يجمع سودانيون من مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني على احترامهم لقائد سياسي كاجماعهم على حب وتقدير واحترام الفقيد الكبير ،الذي وضع السودان في حدقات عيونه،وكان الهم الوطني والانتصار لتطلعات الشعب في صدارة اهتماماته بالعمل لا بالكلام .
أي لا غرابة في أن تسارع قوى سياسية متباينة التوجهات وشخصيات وطنية الى نعي الأمير الحاج نقد الله،لأنها تعرف نضاله وصبره على تحديات القبض على جمر المواقف الوطنية غير القابلة للمساومات أو الابتزاز، ويدرك ذلك أكثر من أي شخص زملاؤه في معتقلات الجلادين.
الإعلان عن رحيل الفقيد العزيز (مساء الجمعة ١١ يونيو ٢٠٢١) أثار ردود فعل تلقائية في الأوساط السياسية بالسودان ،وقد عبرت بيانات النعي عن حزن وألم لرحيل الحاج نقد الله ،وخصوصا ما سطره زملاء النضال وأصحاب المباديء الراسخة ضد الأنظمة الديكتاتورية التي قهرت انسان السودان، اذ كان فقيدنا رجلا شجاعا، يهابه الطغاة ، ولهذا كان في صدارة قائمة المستهدفين .
تكفي الإشارة في هذا السياق الى أنه تعرض لأقسى صنوف الاعتقال والتعذيب والإرهاب في معتقلات الانقلابيين ،وقد استهدفوه استهدافا بشعا ، ويعرف ذلك من عاصروا الراحل الكبير داخل المعتقلات وخارجها ، لكنه كان بطلا ، شامخا، متمسكا بموقفه المنحاز للديمقراطية باعتبارها خيار الشعب السوداني غير القابل للتنازلات أو المساومات .
رغم أساليب الإرعاب والإرهاب التي مارسها النظام الانقلابي المباد بثورة الشعب التي انطلقت في ديسمبر ٢٠١٨ ، فقد كان الأمير الحاج نقد الله رجل مواقف،لم يكسر القمع عوده الصلب،ولم تتلون مواقفه كما يفعل بعض السياسيين تحت تأثير المال أو المنصب.
الحاح نقد الله كان مدرسة وطنية ، تتميز بصلابة الموقف المبدئي ، الداعم لحق الشعب السوداني في حياة العزة والكرامة والعيش الكريم.
رحل الحاج نقد الله، لكنه سيبقى تاريخا ناصعا ومشرقا، يمشي بين الناس بتضحياته الوطنية ومواقفه من أجل السودان والسودانيين .
نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته بقدر ما قدم من عطاء للوطن ،ورفع من قيم تضع المباديء فوق كل اعتبار.
هنا تبدو روعة السيرة.. وهنا أيضا تتجلى أنبل وأروع الدروس في كتاب الوطن المفتوح ..
التعازي لأسرته الكريمة التي أنجبت مناضلات ومناضلين، وللأهل،وأحبابه وحبيباته ،ولزملاء نضاله على امتداد الساحة السياسية السودانية وفي السودان المهاجر .
(انا لله وانا اليه راجعون)
محمد المكي أحمد – لندن – ١١ يونيو ٢٠٢١
اللهم ارحمه رحمة من عندك يا حنان يا منان يا ذو الجلال والاكرام
اللهم ارحم جميع موتانا وموتى المسلمين أجمعين وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
له الرحمه والمغفره صاحب السيرة العطره والمناضل الجسور الحاج نقد الله.. وأنه لفقد عظيم للحزب والسودان كافة احسن الله عزاءكم وانا لله وانا اليه راجعون
رحم الله الحاج عبدالرحمن فقد فجعت برحيله.كانت لي معه علاقة خاصة وكان يدلف إلى مكتبي عندما يزور المرحوم التاج عثمان صالح ونتحدث في الوضع السياسي ايام النظام البائد وفعلا كان شجاعا في راييه ومدافعا عن الحرية والديمقراطية..انا لله وانا اليه راجعون.