محجوب الخليفة
إذا سلمنا جدلا أن كل الشعب السوداني ينظر إلي ذاك الضوء في آخر النفق علي أمل العبور والخروج من كل مآزقه المتكررة ومشاكله المزمنة وطريق معاناته الطويل، إذا سلمنا جدلا والتزمنا جميعا بالبحلقة تجاه ذيااك الضوء في آخر النفق فما الضمان أن يظل الضوء علي حاله أو يتعرض نفقنا ذاته للتترييس إذا لم تتحرك الحكومة اﻹنتقالية وتلتفت الحركات المسلحة بمافيها الدعم السريع وكذلك الاحزاب والحواضن السياسية والشبابية إلي ضرورة التخلي عن كل فعل او ترتيبات او حتي تصريحات تضر بمصالح الوطن وتضعف التوجه نحو بناء وطن واحد عماده جيش موحد وقوي وحكومة وطنية تمتلك رؤية واضحة لتأسيس حكم مدني يرتكز علي العلم والعدل ليحقق مصالح السودان ولايفرط في هيبة الوطن ولا يتساهل تجاه المخربين والمهربين والمتآمرين .
لن نخرج من النفق حتي يرتقي الحلو إلي مستوي الوعي واﻹدراك فلا يذهب إلي المطالبة بمايصدم النظام اﻹجتماعي السوداني داخل جبال النوبة بذات القدر الصادم ﻹهالي حلفا القديمة او طوكر او الفاشر، فيطالب بحدف البسملة من مكاتبات الدولة والغاء عطلة الجمعة ليتجاوز بذلك حدود المعقول في مطالبته بعلمانية الدولة والتي قد تجد تبريرامقبولا لدي الكثيرين. ولن يبق الضوء في آخر النفق اكثر بريقا إذا لم يفهم حميدتي أن مستقبل السودان الواحد وسلامته وقوته تفرض عليه أن يستوعب ضرورة أن يكون للسودان جيش واحد بقوة ضاربة ، بتذويب الدعم السريع والحركات المسلحلة داخل الجيش وفق نظمه وضوابطه الصارمة ، وأن نفهم جميعا أن مستقبل السودان لايقبل وجود جيش مواز او جهات أخري تحمل السلاح ، فلايقبل أي سوداني أن يكون وطنه مثل لبنان ( جيش مع كتائب حزب الله) او مثل العراق ( احزاب مسلحة وكتائب ومرجعيات متنازعة) ينفذ بعضها اجندات خارجية تخدم جهات كل همها تحقيق مصالحها فقط.
سنظل في النفق بل قد ينطفئ الضوء هناك في آخره ، إذا لم نرتق إلي هم واحد وهدف مقدس هو أن نتفق علي تأسيس وطن العدل والعلم والمساوة ، بعيدا عن اﻷطماع الشخصية والحزبية والحركية والقبلية والجهوية، وان نتجه بقوة نحو المصالح العليا للسودان حتي نتخلص من كل مشاكلنا لتتمكن حكوماتنا من تحسين خدماتها للشعب وتطوير مرافقها ومؤسساتها وبالتالي مواكبة العالم فيما وصل اليه في مختلف المجالات.
رجاءا لا تطفئوا الضوء في آخر النفق بل دعوا شعلته تزداد بريقا ، حتي تنجحوا في الخروج بالسودان من نفقه المظلم وخطواته المتعثرة وحظه العاثر الذي ظل ملازما له منذ عقود طويلة.