هل تذكرون الطبيب الذي كان يعمل في مستشفى الجنينة في دارفور قبل سنوات، واتضح أنه مهنته في الأصل “خضرجي” في مدينة ود مدني، وكان مسلحا ببكالريوسين (مزورين) في الصيدلة والطب، وكشفت التحريات أن الرجل عمل لسنوات في مستشفيات في السودان الأوسط، وانكشف أمره بسبب خطه “الشين” جدا لأنه كان شبه أمي، ولا أعرف لماذا قدموه للمحاكمة؟ هل هو أول خضرجي يمارس الطب؟ ماذا عن اللافتات المرفوعة في جميع الأحياء عن العلاج بالأعلاف؟ وأيهما أفيد للصحة: العلف أم الخضروات؟ ومعظمنا سمع مقولة حجة الكلام عادل إمام بأن “الخيار مفيد للجِبنة”، ولا حاجة بي لتعداد الفوائد الغذائية للطماطم والبقدونس والخس، وهناك بعض الخضرجية المتطرفين الذين يزعمون أن الكوسا لا تخلو من فائدة (مع أنها تسد النفس شكلا ومحتوى).
أثبت الدكتور الخضرجي أنه لا سقف للطموح، وأنه في ظل الأوضاع الاقتصادية البائسة فلا معنى لإضاعة أجمل سنوات العمر في مقاعد الدراسة، خاصة بعد أن ثبت ان تلك الكراسي تسبب البواسير، وأن الحصول على مناصب عليا في الدولة لا يتطلب أي شهادة او خبرة، فيا شباب.. العمر مش بعزقة لتضيعوه في المذاكرة والامتحانات والملاحق ثم تتخرجون وتقيمون الحفلات وتضعون الحناء (الحنة) على أيديكم وأقدامكم وبعدها “الترابة في خشومكم”.. كط إت شورت.. اختصر المشوار، وليس بالضرورة ان تقطع تعليمك بمجرد إكمال مرحلة الأساس.. واصل حتى المرحلة الثانوية، وبعدها “توبة”.. والمهنة التي أنصح الشباب بدخولها بعد قطع مشوار الدراسة هي “الصيدلة”. ولكن ابتعد عن الصيدليات لأنها تخضع لرقابة شديدة (ليس حرصا على صحة العباد بل على خزائن البلاد من خلال الضرائب والجبايات).. عليك بمستحضرات التجميل والتسمين والتنحيف والتفتيح والتقفيل، اعجنها واخبزها في البيت ثم اطبع بطاقة “أخصائي مستحضرات طبية وعلاجية”، ولو لم يأت قريبك الصيدلاني الحقيقي بعد سنة ليقترض منك مالاً “أحلق حواجبي”
وبالأمس القريب وجهت حكومتنا غير السنية ضربة أخرى الى رأس المواطن بزيادة أسعار مشتقات البترول فلكيا لترتفع أسعار جميع السلع صاروخيا، وستموت في العشرين ما لم تتحول الى وزير أو صيدلاني او طبيب استشاري أو تؤسس حركة تحرير او تعمل في تهريب السلع، المهم خليك زي الخضرجي وطنش الشهادات والتخصص، فنحن في بلد يجلس فيه على كراسي الحكم نفر لا يعرفون ما الكوع وما البوع ويتمتعون بامتيازات هائلة بعد ان ينشلوا كل ما في جيب المواطن، ويطالبونه بالصبر وبأن يلوك الصبّار
واركزي يا قطاطي ويا بيوت الطين أقيفي