ناد مشاركون في مؤتمر الجمعيات التعاونية النسائية في السودان تحت شعار ” التعاونيات النسائية منهج للحد من فقر النساء ” ، الذي نظمته اليوم الارلعاء “المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي ” شبكة صيحة ” بفندق كورال بالخرطوم ، بأهمية حسم الصراع الدائر بين النساء والرجال في ميدان العمل التعاوني ، ومعالجة العقبات التي تواجه قيام الجمعيات التعاونية النسوية لرفع المستوى المعيشي والدفع بعجلة التنمية الى الإمام القضاء على الجوع والحوجة وانتشال المراءة من حفرة الفقر والعوز الى مرافيء الكسل الحلال والحياة الرخية، وشددو على اهمية الدعم الحكومي لهذا القطاع الذي أحاطت به الكثير من التحديات منذ أربعينيات القرن الماضي
توجه اخر
وطالب المشاركون ” صيحة ” التوجه إلى المناطق الريفية في الاقاليم لإقامة مشاريع تنموية وتمكين النساء وتعليمهم الأراضي الزراعية والنهوض بالقطاع مشيرين إلى تمتع الولايات بتوفير الأراضي المساعده على الزراعة الأمر الذي من شأنه أن يحدث نقلة ونهضة اقتصادية لشريحة النساء عامة والفقيرات خاصة ، والتقوا جميع عن المطالبة بتعديل قانون التعاونيات السوداني الذي تم وصفه بالضعف والتهميش لحقوق المراءة وعدم المراعاة الى أسهامها في العملية التعاونية بالبلاد .
استخدام ادوات
وأوصى المتحدثون بأهمية استخدام كل الأدوات لنهضة التعاونيات النسائية في مجالات الصحة والتعليم والصناعة وغيرهما وتصحيح اللوائح والقوانين المعمول بها إلى جانب النظر إلى مشكل المقار الخاصة بالجمعيات ، مشيرين إلى أن اغلب مقار ومواقع الجمعيات تقع داخل الأحياء السكنية الأمر الذي يتطلب تعاون من الولاة و المحليات في كل ولايات السودان لتخصيص اماكن محددة للجمعيات حتى تتمكن من ممارسة العمل بالشكل المطلوب واستيعاب أكبر عدد من العطالة وسط الفتيات وحريات الجامعات
ظلم واجحاف
وأكد المشاركون على ضرورة مراجعة برنامج ساعتي والجمعيات التعاونية واهتمام الأحزاب السياسية بهذا القطاع والتزامه بتشجيع الجمعيات وتوفير معينات العمل مع ضرورة إيجاد حلول عاجلة لمسألة التسجيل مشيرين إلى حزمة مشاكل تواجه النساء عند تسجيل الجمعيات في منظمة العون الإنساني أو مسجل التعاونيات تتمثل في الرقم الوطن والمطالبة بمشاركة الرجال في الجمعية كشرط اساسي لتسجيل الجمعية واصفين هذا الامر بالمجحف وفيه ظلم كبير للمراءة ، ودعا البعض شبكة صيحة بعمل خط ساخن يربطها بالنساء في الجمعيات للتبليغ عن كل المشاكل التي تحد من تنمية المراءة وتطوير العمل الذي يهدف لمحاربة الفقر
اتهام الإنقاذ
واتهم المتحدثون نظام الإنقاذ بالقضاء وتدمير التعاون مشددين على جانب التدريب والتأهيل في النوع الاجتماعي وإيجاد قانون جديد بديلا للقانون 1999م المعمول به حاليا لما فيه من تشوهات ، وتقديم الدعم والعون القانوني من قبل المراكز القانونية ، وأضافوا أن غياب التشريعات طوال الثلاثين عاما الماضية اخرج التعاونيات خارج دائرة الإنتاج وذلك بتدخل النظام السابق الذي عطل الكثير من اللوائح والبنود في القانون ، مؤكدين على اهمية تنظيم القطاع التعاوني وتطبيق مبدأ التعاون بين التعاونيات مع ضرورة إيجاد بيئة صالحة للعمل من النواحي السياسية والأمنية واقتصادية وخلق الضمانات للجمعيات النسوية مسند لممارسة وتحديد منسق يكون وسيط بين القطاع الخاص والشركات والحكومة وبين الجمعيات في مجال العمل التعاوني
اقتراح هام
فيما اقترحت عوضية عباس امين عام جمعية بائعات الأطعمة والمشروبات بالسوق الشعبي الخرطوم ، قيام مشروع زراعي ضخم من خلال الاستفادة من الميادين والساحات وسط الأحياء وتحويلها المزارع خضر وفاكهة تعود بالفائدة للنساء بالأحساء السكنية كل في منطقته ومحليته ومن ثم تسويق وبيع المنتجات التعاونية للدفع بعجلة الإنتاج والاقتصاد ومحاربة الغلاء الفاحش والجوع والطمع داعيا إلى اهمية المتابعة اللصيغة لكل المقترحات وقالت على الحكومة النظر إلى فوضى تعرفة المواصلات والتعامل معها بحسم من خلال سن قانون ولوائح خاصة بالمواصفات والالتزام بالتنفيذ
خط الفقر
وقالت المدير الإقليمي لشبكة صيحة هالة الكارب في كلمتها في افتتاح المؤتمر ، يعيش ما يزيد عن نصف سكان السودان تحت خط الفقر وأنه بحسب تقارير صندوق النقد الدولي تراجع مستوى دخل الفرد بشكل منتظم من عام 2019 إلى 2020و2021م مؤكدة أن البلاد تمر بمرحلة صعبة من مراحل النمو ، وأشارت إلى أن فقر النساء في السودان هو السمة الملازمة للغالبية وذلك لتعقيدات النزوح وتاثير الحروب والنزاعات وانتزاع الأراضي، مؤكدة أن الظلامات المضمنة في قوانين الاحوال الشخصية الجائرة والتي انعكست في السياسات بالسودان تظل من الأسباب المركزية التي حرمت النساء من الوصول إلى الموارد بالاضافة الى غياب الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم وفرص التدريب المخصصة للنساء والبنات مؤكدة أن هذه العوامل وغيرها وضعت غالبية النساء تحت خط الفقر
سياسات دولة
وذكرت الكارب أن سياسات الدولة كانت ولا زالت تقوم على فرضية أن النساء غير فاعليات اقتصاديا وصفت ذلك بالاستهبال وكذب واضح واردفت من المعروف أن النساء تعول أو تسهم في اعالة نسبة 40% من الأسر مع الاسف لا حكومة الثورة أو وزارة المالية اظهرت اي المقدرة أن ترى أو تعترف المساهمات النساء في استقرار المجتمعات
دور فعال
وتابعت الكارب بالقول : الجمعيات التعاونية كما اثبتت التجربة في صيحة لها دور فعال وحقيقي وليس رفع الفقر فقط بل هي مساحات للتضامن والترابط بين النساء وإبراز قيادات نسوية قوية ذات صلة بواقع حياة النساء ومطالباتهن وان هناك تجارب عظيمة لكن حدث لها تربص وهو الأمر مؤسف ينبغي مراجعته بأمانة وسعة أفق، واشادت بالذيادات النسوية التي قدمها الاتحاد النسائي التعاوني من مناطق السودان التي عانت ويلات الخروب والصراعات
منطلقات محددة
وأشارت المدير الإقليمي ل” صيحة ” الى عدة منطلقات جعلت الشبكة تنخرط مع الجمعيات التعاونية للنساء في أوساط النساء تحت خط الفقر منها المتغيرات الديموغرافية التي حدثت في البلاد بما فيها تمدن المدن وانهيار قطاعات الزراعة والعرب نتيجة سوء الحكم وغياب وضعف بنية الدولة ومالاتها من حروب وتشظي مجتمعي وتشريد قسري وإعادة تشكيل الممتلكات وتسليع وتخطيط الاراضيمما أسهم في ازدياد مطرد في الفقر وسط النساء ، بالاضافة الى النظر إلى حجم الإسهام الاقتصادي الذي تقوم به النساء تحت خط الفقر في المجتمع رغم وعي مؤسسات الدولة لهذا الدور الى جانب الإسهام في التغيير المجتمعي عبر أنشطة اقتصادية ومنصات تضامنية واكدت امكانية الجمعيات التعاونية النسوية في الإسهام في رفع الفقر والحد من وطاته وتشكيل مساحات للتضامن والوعي المجتمعي
حراك اجتماعي
وقالت الكارب يجب أن يستصحب ويشمل اي حراك اجتماعي مطلبي للنساء ومنافعه و خلق اليات اجتماعية واقتصادية شاملة غالبية النساء تحت خط الفقر، مؤكدة افتقار النساء في السودان والدولة نفسها بأبسط الموارد المالية المباشرة وان الدولة معتمدة على القروض والتمويل الخارجي الى حد كبير بالاضافة الى انعدام شبكات الحماية الاجتماعية بشكل مطلق
تجارب نسوية
وتابعت الكارب ” نحن كمجموعة نسائية معتدات جدا بتجاربنا مع واقع النساء المعاش وقريبات منه وليس لدينا تصورات مثالية معزولة نحن نعرف جيدا وفي ظل واقع خال النساء في السودان لابد من دفعة هائلة لمساعدة النساء الفقيرات على تجاوز ظروف الفقر التي تمر بهن ” ، وأكدت أن دورهم في صيحة يتمثل في ضرورة الاستثمار في النساء بشكل عام والنساء المحرومات اقتصاديا ومهمشات اجتماعيا من أجل تحقيق السلام والأمن والعدالة والمساواة
مبادئ ثابتة
من جانبه تحدث بشير محمد بشير حول مبادى التعاونية مؤكدا انها وسيلة لتحدي الفقر متطرقا لتاريخ الحركة التعاونية والمشاكل التي اعاقت تطورها منذ أربعينيات القرن الماضي قائلا تعرضت الجمعيات متعددة الاغراض مهنية واستهلاكية زراعية وغيرها للضيق وحوربت وغضى عنها الطرف وقد ساهم في الإهمال اطراف كثيرة في ظل المدنية في الديمقراطية الثالثة وجاءت الإنقاذ وقد شلت الحياة المجتمعية والشعبية واستولت على مباني التعاونيات وشنت حرب تدميرية ضدها منذ العام 1989م
انتهاك واضح
وأضاف بشير : تعرضت التعاونيات والمؤسسات لانتهاك من خلال إدارتها بواسطة أشخاص بلا خبرات رغم وجود الخبرات وتم خل كل لأنها مما اضر بعملية التعاون وقال يحتاج ملف التعاون لجهود لانه مهمل اهمال تام وطالب بعودة التعاوينيات بادارته صحيحة وان تجد حظها في التدريب والتمويل والتأهيل والاستعانة بالخبرات وإظهار مشروع مسودة التعاونيات مجهولة المصير والتي مازالت في إدراج السيادي مع تحقيق التوصية رقم 16 التي جاءت في المؤتمر الاقتصادي الاخير بتشجيع وقيام الجمعيات التعاونية ودعا المنظمات الداعمة النظر إلى القطاع مع تشجيع الأحزاب السياسية للفكر التعاوني وتقديم التمويل اللازم ومراجعة مؤسسات المجتمع المدني والحراك التعاوني والاستقلالية الزاتية مع ضرورة ارجاع الإضاءة للجمعيات والنهوض بها ودعمها
غياب الحكومة
فيما قالت وفاء ادم في ورقة” التعاونيات النسائية هو نهج للتخفيف من فقر النساء في السودان” ، أن غياب الحكومة الراشدة لمدة 30 سنة ماضية ضاعف المعاناة على النساء وأكدت أن من أهداف الخطة المستدامة للعام 2030م القضاء على الفقر مشيرة إلى أن مؤشر الفقر الجديد يقاس بتعدد الأبعاد مثل الفقر الصحي ونوعية العمل وضعف الراتب وممارسات العنف والتهديد وما يتعرض له النساء والرجال في الحروب وغياب فرص العمل المتساوية وأضافت يشمل الفقر الجوع وسوء التغذية وصعوبة الحصول على الموارد ومصادر الرزق والتميز وانعدام الماء والكهرباء ، وانعدام فرص المشاركة النسوية في اتخاذ ااقرار
أطر سياسية
ودعت وفاء الى إنشاء أطر سياسية سليمة لتمتع الجميع بالحقوق للحصول على الموارد وإيجاد فرص متساوية وان تجد النساء ذات فرص التعاونيات الذكورية في كل البلاد ، وبذل الجهود لمحو آثار الفقر مع خلق الية تسهم في إيجاد فرص عمل وإنشاء مجتمعات عادلة وحرة ومتنامية وشددت على تبنب مشروع الجمعيات النسوية نهج لمحاربة الفقر من خلال الاستثمار في النساء لإنتاج ثمرات بديلا لبرنامج ثمرات ، وناد المنظمات العالمية للتعامل مع التعاونيات عموما وليست المنضوية تحت قوانينها وتسهيل تسجيل الجمعيات من قبل المسجل التجاري وإتاحة فرص تدريب محليا وعالميا والتشييك مع الجمعيات النسوية في الولايات ونقل الخبرات والاستفادة منها
دعم ومبادرة
في السياق أعلن مديرة إدارة المبيعات في شركة كويتي علاء الدين محمود حسن ، عن مبادرة دعم بائعات الشاي وتقديم المعينات لهن لرفع المستوى المعيشي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ، وقال تم تحديد عدد يتراوح بين 40 الى 50 بائعة شاي في كل موقع وتقديم معدات متطورة للعمل وأشار إلى تقديمهم اكشاك مجانية في مختلف المواقع بولاية الخرطوم والمحافظة عليها من الاعتداء والسرقة ادخلوا الحكومة شريك في العمل بمتابعة مع جمعية بائعات الشاي ، وأكد أنه تم تحديد النساء الأكثر فقرا و اللاتي يعلن أسر وأطفال و احتياجاتهن وأضاف تم استبدال الكانون بسخانات كبيرة قائلا العمل باللحم في الشوارع خطر يحيط بالنساء واضطر بصحتهن مؤكدا وقوف كويتي مع الشرائح النسوية الضعيفة والفقيرة ورفع المستوى المعيشي والاقتصادي وتعهد بتقديم الدعم للجمعيات التعاونية النسائية
تماسك المجتمع
في ختام البرنامج تم الاستماع لشهادات عضوات الجمعيات التعاونية في ولاية الخرطوم وقد طالبت إباحة فرص التدريب والمساهمة في إيجاد اماكن لمزاولة الأعمال والعمل على تمكين النساء اقتصاديا لمحاربة التشرد الأسري والمحافظة على تماسك المجتمع