الهبانية ، أعتبرهم أهلي ، فمنطقتنا كانت تتبع لنظارة ود هباني ، وطلاب نعيمة كانوا ينافسوننا على مدارس الدويم والكوة ، ويتواصل معنا الحَسّانية والحُسنّات كجيران وأهل في كل فرح أو ترح .
وأمل التي كتبت ما كتبت ، هي سليلة تعدد . وهو أمر عادي خاصة عند البيوت والأسر الكبيرة ومنها أسرة آل هباني . وقد بحثت اليوم عن أمل ، قلت سأعرف عنها أكثر حتى لا نظلمها . ووجدت لها بروفايل مطول جدا في الراكوبة ، وكله نضال وقتال شرس ضد الظلم ولمصلحة البسطاء والغلابة ولمصلحة النساء والشعب السوداني كله . بروفايل يشرّف أمل ويشرفنا نحن أهلها السودانيين ، وهو طبعا متاح لكل من يريد البحث عنه . ثم عرّجت وبحثت عن أسرة آل هباني ،وأنا أصلا أعرف عنهم الكثير باعتبارهم قيادة لمنطقتي لسنين طويلة . فوجدت أن الناظر الكبير وهو ابن أم الفاضل المهدي قد تزوج بعدد من النساء وله عدد كبير من البنات والأولاد .
وتابعت شخصيا بعض نضالات أمل ضد الإنقاذ وكنت شهودا على استحقاقها لأكثر من جائزة بإسمها أو بإسم منظمة لا لقهر النساء .
إذن ما بالها أمل التي أعطتنا كل هذا تفاجئنا بكل هذا ؟ وجدت صديقي عبدالرحمن بركات Abdelrahman Ahmed Barakat يسوق تأويلا لما قالت به أمل ، لكن التأويل لم يعجبني . وتساءلت كثيرا : ما ذنب الصديق المستعان به وكيف نفسّر تصرفه؟ ثم ما ذنب الزوج الذي يؤمن إيمانا قاطعا بأنه يمارس الحلال ، فلم العقوبة ؟ وهل يمكن للسيدة الأخرى ، الزوجة الجديدة ، أن تفعل نفس الشيء عندما يكون زوجها في بيت الزوجة القديمة ؟ وكيف تتعامل كل زوجة استعانت بصديق مع زوجها حين يعود إليها، هل تنافقه بوجه وهي تخونه بوجه آخر ؟ وهل هناك ما يضطرنا للنفاق والكذب ؟ أو ليس الطلاق ممكنا ؟ والكثير من الأسئلة يمكن أن يثار . لكن السؤال الأكبر والذي تظل أمل تطرحه من خلال نضالها ، هل هناك عقوبة لا ينص عليها قانون وتعتبر عقوبة عادلة وسليمة ؟
لا أجرّم أمل ، لكن نضالها المتراكم ودعمها للمرأة في كل الاتجاهات ، تسبب في هذه الكبوة . وهي على كل حال كبوة جواد جامح ، لذا فقد كثرت السكاكين وستكثر ، وعلى أمل أن تستعيد أنفاسها ورصانة عقلها وتأخذ من متن فكرها ، وتراجع حديثها ذاك ، وتعلن على الملأ أنها تتبرأ منه ، لتعود إلينا أمل هباني المناضلة الشرسة .