تداعت إلينا قصة إجرام الإنقاذ بسبب (صفعة) وجهها شاب للرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون”.!! فماذا كان حصاد الإنقاذ بعد ثلاثين عاماً من اغتصابهم السلطة..؟!! جرائم غريبة ضد الشعب تستعصي على كل مقارنة.. جرائم غاية في الوحشية لا يشابهها مثيل.. والأفظع أنها تتم باسم الدين وباسم مشروع يتصل بالحضارة وتزكية المجتمع..!! وطبعاً تحدث الناس مئات المرات عن محارق الإنقاذ وقتلها مئات الآلاف في دارفور والنيل الأزرق وكردفان وفي كل أنحاء البلاد، وعن القصف والسحل والاغتصاب.. فلماذا كان كل هذا القدر من الوحشية..؟! هل هو غضب لدين أو اعتقاد..؟ أبداً والله.. لقد رأينا الأمر من بدايته وإلى نهايته.. فلم يكن سوى إشباع لشهوة السرقة والنهب والعنطزة ومحاولة التغطية على نزعة غريبة من الشر والحقد (كامنة متأصلة تحت الجلد) ورغبة مرَضية جامحة في التملك للتغطية على مركبات نقائص وسخائم داخل نفوس طالها تخريب نتج من التنشئة الغلط في الصبا و(سلوك مشربكة) من الوضاعة وشعور المهانة.. ثم جاءت (التربية الاخونجية) لتكمل الدورة..!! فسبحان ربك حيث يتملّك الشخص العجب من هذه الجماعة كلما تأمل الجرائم والخطايا التي أوقعوها بالوطن وبحق شعب أبيٍ كريم..! وقد تراقصت لنا هذه الصور حول طبيعة هذه الأنفس المريضة التي تقتل وتغتصب وتسرق بغير طائل.. فلا تدري لماذا حدث ما حدث..! هل كان قتل وتشريد الملايين من اجل التنمية..؟ هل كان من اجل وحدة الوطن..؟ هل لمجرد أقامة شياخة يتزعمها رجل يريد أن يكون (نمرة واحد) ليقيم دولة العدل والإنصاف والرفاهية ولهذا السبب أطلقوا اللحى وحجبوا الفضيلة وخرّبوا البلاد والأمصار.. وانطلقوا مثل إعصار فيه نار.. ضرب سطح الأرض فجعلها صعيداً جُرُزا !!
تقدّم شاب (عديم التربية) إلى الرئيس الفرنسي و صفعه على وجهه.. فلم يطلق حرس الرئيس النار فوراً ليردوا هذا المهاجم الصفيق قتيلاً…ولم يتم إعلان حالة الطوارئ ولم يحشد الرئيس أركان حزبه ودولته في مظاهرات صاخبة تجوب البلاد للتنديد بالواقعة التي تغض من هيبة الدولة..كما لا يتوقع احد ملاحقة هذا الشاب وتعكير حياته وقطع الطريق على مستقبله و(تطفيش) أهل بيته و(لعن سنسفيل الذين خلّفوه)..!! من أجل ماذا يا ترى قتلت الإنقاذ (المتوضئة) الآلاف؟ ولماذا أنشأت (كتائب الظل)؟ ولماذا سحلت المئات في ميدان القيادة وأخفتهم عن الوجود..؟ ولماذا دفنت الناس أحياء في رمضان..ولماذا قتلت عشرات التلاميذ في ليلة العيد..؟ ولماذا اغتصبت الرجال في بيوت الأشباح.. ودفنت بعضهم تحت الزنازين بإشراف كبار قادتها..؟!.المنطق يقول انه لا بد من وجود سبب لارتكاب هذه الأفعال الشنيعة..!! أيعقل أن يكون كل ذلك من اجل إرهاب الناس حتى لا يتحدثوا عن النهب والفضائح التي تلتصق بسيرة ثلة صغيرة من الأشرار..!
الفجيعة في رحيل (الأمير نقد الله) الحبيب الصفي تتجاوز الخاص والعام..ولن يلحق بثوبه الأبيض الناصع ذرّة من غبار ندم أو قطمير غبن أو ملامة.. فقد كتب سيرته كما أرادت نفسه الكبيرة وضميره الحي وشجاعته الأسطورية النبيلة وإيمانه العجيب بالفضيلة والاستقامة ومخافة الله ومحبة الخير والوطن التي تشربها حتى الثمالة من أبيه (جبل الضرا) ومن عُترته الممهورة بالفداء.. ولكنه -والله على ما نقول شهيد- لم يكن نقد الله يحب مجرد سيرة ما تعرّض له في سجون الإنقاذ (الخفية والشاخصة)..ولكن لا يمكن إخفاء ما كان يعتريه من (الغمرات الصحية) نتيجة التعذيب الوحشي.. الوحشي.. الوحشي في سجون الإنقاذ وتحت قبضة هؤلاء الأوباش النكرات الذين يأكلون الآن ويشربون ويتداوون ويضحكون في سجن كوبر..والغريب أنهم يسمعون (في برود الثدييات المُجترّات) ما يتلوه رفقاؤهم أمام المحكمة عن الآثام التي اغترفوها.. وتعرض الكاميرا “نافع علي نافع” وهو يكتب ما يقوله شهود العيان من مخازي….(بتكتب في إيه)..؟!!!.. الله لا كسب الإنقاذ..!!
murtadamore@yahoo.com