إعلامي: يجب فتح ملف اغراق المدينة ومحاسبة الأحزاب المشاركة في اتفاقية التدمير
مدير شركة : بدأت العودة إلى رحم الأم بمباركة أبنائها الأشاوس
عرفت بانها بوابة السودان الشمالية ومنبع الحضارات ” وادي حلفا” تلك المدينة التاريخية الحضارية كانت ترقد في أحضان النيل في اقصي الشمال وتفترش الرمال الناصعة علي ضوء القمر الساطع تحت لمعان نجوم الكون .. غرقت فجاة وأبتلعها النيل علي حين غرة بكل تاريخها وحضارتها و مقابر الأبناء والأجداد ولم تنجو من الدمار الماذن والمساجد والمعابد وكل شئ .. فتحولت بفعل فاعل إلى “خرابة” تدمي القلوب وتدمع لحالها الأعين دما
واقع مظلم
يصطدم الزائر الى حلفا بواقع اليم ، فقد أصبحت اشبه بمدينة لااشباح، تاكلت معالمها وطمست هويتها ، كانت تضم قري تاريخية تمتد أصولها لآلاف السنوات في ” فرص وسرة و ارقين ودبيرة واشكيت وجمي وفرص واتيري وسمنة ودغيم ودبروسة “
ظلم واجحاف
ولأسباب وصفها بعض سكان المدينة بالظالمة ومجحفة ، تم تهجير أهلها من اقصي الشمال حيث النيل والصحراء والنخيل والحضارات الي اقصي الشرق في البطانة حيث لا شئ من حياتهم التي الفوها
عدم استجابة
لم يستجب أهالي حلفا للاغراق والتهجير القسري وكانت هناك مقاومة قوية ، وتكونت لجان وقامت احتجاجات ومظاهرات عنيفة مطالبها محدده ،وتحدث خبراءومختصين ل” التحرير” مشيرين إلى
عدم تضامن اهل السودان مع مواطني حلفا في محاكمتهم والكارثة التي تحيق بهم عندما
أنشأت مصر السد العالي واجبرت الحكومة السودانية علي ترحيل اهل حلفا الي البطانة في شرق السودان في منطقة خشم القربة قبل شهر يوليو ١٩٦٤ م
تحرك حزين
وصور الخبراء المشهد المؤلم حينما تحركت القطارات وهي تحمل سكان منطقة تاريخية حضارية استمرت لآلاف السنوات نحو مصير مجهول يرافقه الحزن والدموع بسبب حكومة ديكتاتورية لا تعرف مصلحة الوطن والمواطن
رفض ومقاومة
يقول مدير شركة الكاسنجر السياحية محمد الحسن عبد اللطيف ماهر ل ” التحرير ” ، رفضت مئات الأسر المغادرة والتهجير وتم تشكيل لجان مقاومة وتعرضوا لكل انواع المحاربة والحرمان من أساسيات الحياة من ماكل ومشرب وتعليم وعلاج وخدمات الي ان قامت ثورة أكتوبر المجيدة عام ١٩٦٤م لاستيراد وادي حلفا أنفاسها وتنهض عملاقة من تحت مياه بحيرة السد العالي
قيام جمعيات
ويواصل ماهر في سرد الأحداث قائلا قامت في حلفا الجديدة الجمعيات التعاونية والزراعية في كل القري والمدينة وتشكل اتحاد الجمعيات وقامت المطاحن واستطاع اهل حلفا الجديدة المهجرين إقامة مدينة حديثة زراعية صناعية تجارية في اقصي شرق السودان بفضل رجال اشاوس وشباب ونساء لم يستجيبوا للاحباط والعجز واصلوا مسيرة الحياة بكل إصرار وتضحية
عودة طوعية
اضاف ماهر ، الان بدأت رحلة العودة الطوعية للوطن الام وادي حلفا حيث قامت منظمات المجتمع المدني مع حكومة الولاية الشمالية بتخطيط القري بمسمياتها القديمة في المدينة من عنقش دغيم في الكيلو ٩٠٢ وحتي اشكيت في الكيلو ٩٢٥ علي طريق حلفا اشكيت ، وتابع ” تظل التحية والاجلال لأهالي حلفا الصامدون في اقصي الشمال واقصي شرق السودان”
جذور الازمة
ويرى مدير شركة الكاسنجر ضرورة الاشارة الى جذور الازمة ، قائلا كانت تريد مصر بناء سد لتخزين المياه في ارض السودان بموافقة حكومة عسكرية وصفها بالضعف ، ذكر أنها اتت في غفلة من الزمان ولا تعرف مصلحة الوطن والمواطن ليتم بناء السد العالي وتغمر مياه البحيرة ١٨٠ كلم داخل السودان كل قري النوبة من فرص وسرة شمالا وحتي سركمتو ودال جنوبا ويتم تهجير الفوج الاخير في راحتهم الأخيرة في يونيو ١٩٦٤ م الي حيث الضياع وفقدان الهوية وإصدار الحضارة
إرث حضاري
بلا شك ان الأرض النوبية في شمال السودان تمثل إرث غني بتاريخ البشر والديانات وحضارات وأثار تلك البقعة المباركة بمنطقة وادي حلفا بهذا القول ابتدر الخبير الاعلامي سعد محمد احمد وهو أحد أبناء المنطقة حديثه ل” التحرير ” ، مؤكدا أن المنطقة تعرضت إلى جرم تاريخي باتفاق بين نظامين عسكريين شمولي عبد الناصر في مصر وعبود في السودان باغراق الأرض النوبية وتهجير أهلها قسريا واغراق آثارها وتدمير ارثها وبنيتها ومحاولة تدمير هويتها والعبث بها بإقامة السد العالي لتوفير الكهرباء لدولة مصر فقط وتخزين المياه أيضا لمصر وحدها في جريمة لم تشهد مثلها كوكب في الأرض من صنع البشر على مدى تاريخها حتى اليوم
جريمة نكراء
يضيف الخبير الإعلامي، هذه الجريمة التي تمت كانت لصالح دولة أخرى وهي مصر وجاءت على حساب السودان أرضا وانسانا ، واستغرب في جعل حكم العسكر من بلاده مخزن مياه لصالح دولة أخرى لسقي أرضها وتوليد كهرباء وأمانها دون مراعاة مصلحة السودان
عمالة عمياء
واعتبر سعد الدين ان الاتفاق عبر عن العمالة لصالح دولة أخرى وخيانة الأوطان التي لم تفتح ملفاتها حتى تاريخ اليوم ، وقال
ان كانت حكومة عبود هي التي أبرمت الاتفاقية النهائية الا ان ذلك لا يعفي بعض الأحزاب السياسية وقادتها مباركتها مشروع السد العالي وخيانتها للوطن دون أن يتحرك لهم جفن
مطالبا بضرورة فتح هذا الملف و توثيقه للمحاسبة والمساءلة ، وتكريم من قاموا بمقاومة التهجير القسري والعمل على إنقاذ الآثار التي غرقت
مطالبات مهددة
وناد باهمية إطلاق نداء عالمي لإعادة التوطين حول البحيرة النوبية لأصحاب الأرض الشرعية وتعميرها لتعود لسيرتها الأولى مع دفع التعويض اللازم
مؤكدا أن تمسك الإنسان النوبي وعمق وعيه من الأسباب التي جعلت القضية حية في وجدانه ولم تستطع المؤامرات مسح الهوية النوبية إنسانا وارضا ولغة وارثا
اتهام واضح
وقطع الخبير الإعلامي بأن الحكومات العسكرية الانقلابية هي المدمرة للسودان ولتاريخه متهما الحكومات العسكرية بدأ من حكومة عبود باغراق جزء من أرض السودان و انتهاء بحكومة الإنقاذ الانقلابي بقيادة المخلوع البشير تعيد الكرة باغراق ما تبقى من الأرض النوبية بإقامة سدى دال وكجبار ، قائلا ” حقا لايلدغ المؤمن من جحر مرتين فقد وقف الشعب النوبي سدا منيعا ضد عسكر الإنقاذ وقدم الشهداء مهرا للأرض النوبية ربما هذا كان الدرس المفيد والوحيد الذي خرج من مأساة حلفا “
حقائق و ارقام مذهلة
ويسترسل احمد ، قد لا يعلم الكثيرون ان المدرسة الاميرية اّنشئت في عام 1883 و كانت تابعه للجكومة المصرية و يأتيها المفتشون من اسوان. ثم تم ضمها لحكومة السودان في 1904.كانت مدرسة مختلطة وهو ما يدحض الادعاء بان تعليم البنات بدأ في رفاعه. وبذلك تكونت اول مدرسة نظاميه في السودان اذ ان مدرسة رفاعه رافع الطهطاوي التي انشأها في الخرطوم لم تستمر كثيرا لسبب اندلاع الثوره المهدية ، و لا يعلم الكثيرون ان نسبة التعليم عشية الترحيل كانت حسب ما ورد في هجرة النوبيين لحسن دفع الله ( 75% ) من الذكور و الاناث في الفئة العمرية من ( 16- 6) سنوات بالمناطق الريفية و الحضرية ونسبة (39% ) من نساء الريف و (45 %) من نساء الحضر، مقارنة بنسبة ( 28%) من الذكور و( 8 %) من الاناث من نفس الفئة العمرية على المستوى القومي ،
وفي الفئة العمرية فوق ال(16 ) عاما كانت النسبة ( 53 %) للذكور و(13%) للاناث في المدينة ، و(55%) للذكور مقابل ( 21%) للاناث في الريف مقارنة مع ( 22%) للذكور و ( 3% ) فقط للنساء لكل السودان
دخول الكهرباء
وتابع الخبير الإعلامي ” لعل الكثيرون يجهلون ان الكهرباء دخلت حلفا في1898 اي قبل دخولها الخرطوم بحوالى 14سنة
وان استاد حلفا بنى في 1935 اى قبل 19سنة من تشييد استاد الخرطوم الذي يطلق عليه لقب شيخ الاستادات
كما لا يعلم الكثيرون بوجود مطار في حلفا منذ 1916كان يستقبل رحلات من لندن و روما للسياح القادمين لمشاهدة معبد بوهين و ابو سمبل ،
كما و ان اول حكومة تشكلت بعد الاستقلال كانت تضم 4 وزراء من حلفا فردوس السودان المفقود.