محجوب الخليفة
الصحافة الناضجة وطنية اﻹنتماء ولكنها متعددة المواقف قياسا علي مصالح الامة والثوابت الوطنية هي المطلوبة بالضرورة، فالصحافة إذا لم تكن محايدة في تقييمها للوقائع واﻷحداث تساند كل فعل او مبادرة تسهم في خدمة الوطن والمواطن ، دون اﻹنحراف إلي السكوت أو المجاملة في حال حدوث أخطاء أو تجاوزات ، فإذا لم تكن كذلك فهي لاتستحق أن تنال شرف السلطة الرابعة أو أن توصف بأنها صوت الشعب ولسان اﻷمة والسلطة التي لاتجامل في الحق ولا تتغافل عن حماية اﻹنجاز المشهود للسلطات اﻷخري.
استوقفني تعليق لصديق يتابع وحي الفكرة حيث وصف مانكتب بالتناقض وانه يقرأ احيانا مايوحي بأنني حمدوكي للنخاع وأنني اثني علي بعض ماتقوم به حكومة حمدوك رغم المعاناة التي يعيشها الناس مستدلا ب (حكومة حمدوك ونظرية شراء جهنم) ، ثم أنه يفاجأ مرة اخري بأن ما اكتبه يخدم الكيزان ويدعم من يعارضون الثورة ويتآمرون ضد التحول نحو المدنية ، ودليله علي ماذكر ( الجيش السوداني تطوير نعم تغير لا) .
بمقاييس اﻷداء الحقيقي للصحافة المتوازنة (الصحافة الوطنية )
تستحق حكومة حمدوك المساندة الحقيقية والدفاع عنها ولطالما إلتزمت بالخطوات المرسومة لتحقيق أشواق الشعب السوداني في إنجاز أسس جديدة ﻹدارة الدولة وتحقيق التحول نحو الحكم المدني وتخليص السودان من كل عيوب الماضي واﻷخطاء المتوارثة التي أضرت بالوطن وارهقت مواطنيه . فلايستقيم عقلا التقييم المتعجل علي ماتقوم به الحكومة اﻹنتقالية ودون لمراعاة للظروف المحيطة والمصاعب التي تواجهها داخليا وخارجيا .
فاﻹمانة المهنية تتطلب من الصحافة الوطنية المتوازنة أن تدعم الحكومة اﻹنتقالية فيما تسعي اليه من شحذ همم اهل السودان ( احزاب، واجهزة امنية (جيش،وشرطة)و حركات مسلحة وقوي شبابية للتكاتف والعمل معلا من اجل وطن واحد ينعم بالسلام والعدل والرفاهية.
كما أن الصحافة الوطنية المتزنة تقف وبقوة مع القوات المسلحة والجيش الوطني تساند كل خطوة لتطوير الجيش وتأهيله وتسليحه ليظل هو الجهة القومية الوحيدة التي يحق لها حمل السلاح والدفاع عن الوطن وحق المواطن وحراسة الممتلكات وتأمين اﻷمن والسلام ولايحق ﻷي جهة أخري أن تنافسه أو تقف تحت أي لافتة مقابلة تمارس سلطات الجيش وتحمل رتبه وإشارته وتستخدم اسلحة ومركبات شبيهة دون وجه حق وبلا تدريب او تأهيل عسكري وفق نظم القوات المسلحة.
الصحافة الوطنية المتزنة لاتغيب عن مهمة رصد اﻹيجابيات فترصد محطات التوليد الكهربائي في دنقلا والفاشر وبورتسودان والاتفاق مع شركة سيمينز الالمانية لصيانة وتطوير التوليد الكهربائي ثم تتابع خطوات إعادة الحياة لقسمين من اقسام مشروع الجزيرة ( ودالفضل وحداف بشرق الجزيرة) بعد غياب امتد لعشرات السنوات ثم انها ترصد توقيع اتفاقيات ﻹعادة الحياة للخطوط الجوية السودانية (سودانير ) مع شركة لوفتهانزا وإعادة الحياة للخطوط البحرية مع الترتيب لتطوير العمل بالموانئ السودانية ومع كل ذلك لاتجامل في تناولها للضوائق المعيشية وضعف الخدمات وغلاء اﻹسعار ،بل وتقترح علي الحكومة الغاء جمارك الوقود والقمح والدواء ومدخلات اﻹنتاج الزراعي والصناعي وتعويض ذلك بزيادة جمارك السلع الكمالية وغير الضرورية . مثلما أنها تنبه المواطن وتكشف له تقصيره المخجل و تقاعسه تجاه واجباته ، تجاه قضايا اساسيه مثل النظافة واصحاح البيئة والحفاظ علي الممتلكات العامة وعدم التعدي علي حقوق اﻵخرين ، بما في ذلك حق المواطنة وحق النشاط السياسي وممارسة الطقوس الدينية وفق العقائد واﻷعراف واﻹمتناع عن مصادرة حق اﻷغلبية ، وحسم كل خلاف حول القضايا القومية باﻹحتكام إلي التصويت لتنفيذ رغبة السواد اﻷعظم .
الصحافة الناضجة لاتخفي انحيازها للوطن والمواطن ولكنها متقلبة المواقف تجاه الحكومات تساندها عندما تخطط وتفكر وتجتهد وتنفذ وفق مصالح السودان وتهاجمها وتنتقد الحكومة إذا تقاعست عن مهامها وعجزت عن معالجة القضايا اﻹساسية تجاهلت الخدمات الضرورية لحياة الناس واستسلمت لقوي وشبكات تتبع لدول خارجية أو احزاب تدعي الوطنية ، الصحافة الوطنيةتمتلك القدرة علي قراءة المستقبل الواعد رغم كل الصعاب وتتنبأ بأنفراج قد يحدث في الشهور القليلة القادمة.
