الأمير_نقدالله (3-3)
س: سألناك المرة الفاتت يا خالو هل الأمير نقد الله تم تعيينو وزير في حكومة الإمام الصادق المهدي؟
ج: أيوة، وزير للشؤون الدينية والأوقاف.
س: شنو أهم القرارات الإتخذها لمن كان وزير؟
ج: لغى نظام (الكوتات) الخاصة الكان معمول بيهو في توزيع فرص العمرة و الحج، ووضع ليهو أسس جديدة وحارب معاقل الفساد جوه الوزارة، وقال عندى الجميع سواسية، ومافي إمتياز لحاكم ولا لنائب ولا لوزير.
س: شنو الصفات الكان بتصف بيها الأمير نقدالله؟
ج: الشجاعة، الصراحة، الصرامة، الوضوح، الصدق، الإستقامة، النزاهة، القوة، شخص إتجسدّت فيهو كل معاني الإخلاص والتجرد والإقدام ونكران الذات والثبات على المبادئ، صمد في وحشة الزنازين وبيوت الأشباح والتعذيب.
س: ممكن تكلمنا عن حياة الأمير أيام حكم الجبهة الاسلامية القومية؟
ج: حياة الأمير خلال الفترة دي تحديدا يا شباب محتاجة لي كتب مش لكتاب واحد، أول حاجة ممكن أقولها، إنو الأمير كان شديد العداء لناس الجبهة الاسلامية، ومن أشد المعارضين لأي تقارب كان بين حزب الأمة القومي والجبهة الاسلامية، عشان كده كان من آوائل السياسيين القاموا ناس الجبهة بإعتقالهم، بدأت سلسلة اعتقالاتو في سبتمبر 1989م وأطلقوا سراحو في 1991م، وإعتقلوهو تاني وحاكموهو قدام محكمة عسكرية على الرغم من إنو مدني، وحكمت عليه المحكمة بالإعدام في ديسمبر 1991م وما اطلقوا سراحو الا في بدايات سنة 1996م وتواصلت الاعتقالات حتى 2003م .
س: وتاني؟
ج: مارسوا فيهو كل صنوف التعذيب الوحشي والهمجي،ضرب وركل وصعق بالكهرباء، وما إكتفوا بكل ده قاموا إستوردوا ليهو من خارج السودان كرسي خاص بالتعذيب ، الكرسي كان يدور بسرعة شديدة جدا وبيسبب دوار واستفراغ. دخل بيوت الأشباح وكل المعتقلات والسجون كوبر، شالا، حلفا الجديدة، وقعد في كل الزنازين في سجن كوبر الشرقية والغربية والبحرية.. والكرنتينات.( أ) و( ب) أو (ج). والكلام ده يا شباب موثق في تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غيرالحكومية السودانية والأجنبية.
س: وتاني؟
ج: الأمير رغم كل التعذيب ده ظل قوى وما إنكسر ليهم، عشان كده قاموا فبركوا ليهو مسرحية سيئة الإخراج إتهموهو فيها بالتدبير لمحاولة إنقلاب. وحكموا عليهو وعلى المعاهو بالإعدام، وبعد تدخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أطلقوا سراحهم..
س: وشنو قصة المرافعة القدمها الأمير؟
ج: خلال الجلسة بتاعت النطق بالحكم عليه بالإعدام، قام الأمير قدم مرافعة أقتطف ليكم منها جزء لأنها طويلة:
(ان النظام العسكري الحالي قد اعتقلني لمدة عامين إلا شهرين من دون وجه حق أو إبداء أي سبب أو حتى مجرد تحقيق, وهي اطول مدة قضاها مسؤول سياسي في الاعتقال, وقد ظل وما زال يحجر على حسابي المتواضع جدا في احد البنوك, كما رفض السماح لي بالخروج من العاصمة للاشراف على مشروعنا الزراعي بمنطقة الكاملين, كما حظر سفري إلى الخارج للبحث عن وسيلة عيش كريم). (أنا يا مولاي سليل عائلة مجاهدين اشتهرت في أرض السودان برفع راية الدين وحماية الدولة وحب الوطن والدفاع عن حقوق مواطنيه, وأنا ـ وأعوذ بالله من الأنا ـ يحفل تاريخي القصير والحمد لله على ذلك بالمواقف الوطنية وحب أهل السودان والتفاني في خدمتهم, لم أفرق أبدا بينهم لمواقف سياسية أو عرقية أو دينية بل عاملتهم بالعدل والإحسان حيثما كنت مسؤولا عنهم, وعرفت بين الجميع بالترفع عن النظرات الحزبية والذاتية الضيقة, وأحببت أهل السودان بل وأفخر وأعتز بالانتماء إليهم, وفي سبيل ذلك حياتي فداء وروحي هبة ودمي قربان فمرحباً بالموت في سبيل الله وهو شرف عظيم في سبيل السودان وأهله الطيبين الأوفياء).
س: صحي قال الكلمة دي: “مرحبا بالموت”
ج: أيوة قالها وكررها كم مرة، عشان تعرفوا يا شباب الأنصار ديل شجعان وما بخافوا من الموت، ما تسمعوا الكلام الفارغ بتاع الأنصار شالوا خيمتهم من ساحة الإعتصام.
س: 18 سنة والأمير في سرير المرض؟
ج: ذي ما قلت ليكم قبيل، فترة حكم نظام الجبهة الاسلامية القومية كانت أسوء فترة في تاريخ وحياة الأمير نقد الله إتعرض فيها لكمية من الإعتقالات وللتعذيب بصفة مستمرة خلال الفترة ما بين 1989م وحتى 2003م.
الإعتقالات والتعذيب القاسي، كانت السبب الأساسي في مرضه وأصبح يعاني من قلة في التركيز والحركة وفقدان للنظر نتيجة ضمور في خلايا المخ وحالة ارتجاج في الرأس، مرض عجز الطب عن مداواته وكان يتم تغذيته بواسطة «أنبوب»
رقد في مستشفى القلب، ومستشفى الطابية، وبعدها سافر للسعودية ورقد في المستشفى هناك حوالى 18 شهر، وبعدها رجع للسودان لأنو الدكاترة قالوا للأسف مافي علاج للحالة دي. ومن يوم السبت 30 مايو 2003م دخل الأمير في غيبوبة إستمرت 18 سنة حتى يوم وفاته
س: شنو أشهر مقولات الأمير للإسلاميين؟
ج: حقي ده طرفي منو وعفيتو ليكم لكن حق البلد دي ما بخلي ليكم
(ليس من مصلحة السودان ولا الاسلام ولا الانسانية ان تضع المعارضة يدها على يد نظام وصل السلطة على فوهة البندقية) .
س: آية قرانية بتنطبق على الأمير نقدالله؟
ج: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمنهم من قضى نحبه .. ومنهم من ينتظر.. وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم..
جنيف 28 يونيو 2021م