محجوب الخليفة
هناك ثمة خطأ تأريخي وهو أشبه بالحالة النفسية المرضية المزمنة وهو اﻹعتقاد بان الشعب السوداني المطالب بالتغيير وتحسين سلوكه ومعاملاته و اﻹلتزام الصارم بالواجبات الوطنيه هو شعب هلامي لايري بالعين المجردة ونشير اليه أنا وانت بضمير الغائب هو والمغيبين هم وهن وهكذا. ويمكنك ملاحظة ذلك في حديثك أنت او حديثي انا عن الوطن والشعب والواجب والمفروض فانت وانا نرمي الشعب السوداني الغائب هو وهم وهن بكل تقصير ونصفهم بكل العيوب ونقف بعيدا ننتقد اﻵخرين ونتعمد اﻹبتعاد عن الحقيقة الواضحة وهي ان الشعب السوداني هو أنا وأنت وليس أي جهة أخري نشير إليها لغة بضمير الغائب او جماعة الغائبين.
إذن يبدأ الاصلاح الوطني اولا بتصحيح هذا الخطأ واﻹعتراف صراحة أن الشعب السوداني هو أنا وأنت فقط لا غير وأن كل العيوب والتقصير وسوء التدبير تهمة يجب أن نتحملها أنا وأنت وأن نعقد العزم علي إصلاح انفسنا وتصحيح فهمنا واﻹعتراف بأننا نحن شعب السودان المطالب بتغيير سلوكه وثقافته وفهمه للوطنية ومن ثم المبادرة لتغيير البيئة المحيطة .
التغيير يبدا مني منك بمحاربة السلوك السالب والتخلي عن العادات السيئة والتخلص من آفة التنصل من المسئولية والهروب من المشاكل والعقبات اولا مع انفسنا وثانيا داخل أسرنا وثالثا مع مجتمعنا داخل الحي او القرية او المدينة.
أنا وانت من نلقي بالوساخ ولانحترم النظام ونستسلم ﻷطماعنا وأن كانت هي في حقيقتها تعدي علي حقوق اﻵخرين وتحايل علي القانون وإحتيال ضد الدولة وخيانة كاملة اﻷركان للوطن.
أنت وانا سبب اساسي في فساد الحكومات وضعف أداء الدولة وتردي الخدمات جميعا. تسألني كيف ؟؟فأقول لك ربماتكون انت حمدوك او البرهان وربما اكون أنا رئيس القضاء أو النائب العام او لجنة إزالة التمكين ففي هذه الحالة أنت وانا وجه الدولة وواجهة الوطن وعلينا اﻹلتزام باﻷمانة والصدق والحزم والتطبيق الصارم للقانون مع تجنب اﻹنزلاق إلي أساليب تغييب العدل وتجاهل حقوق اﻵخرين ، كما أنه من الممكن أيضا أن تكون أنت من قادة نظام اﻹنقاذ السابق او احد قادة الحركات المسلحة أو اكون انا رجل أعمال او تاجر وكل منا ملتزم بأنتمائه ، ولكن يجب اﻷ يكون ذاك اﻹنتماء سببا ﻹرتكاب جرائم ضد الوطن ومواطنيه فلا يجوز لنا أن نثير الفتن ونخلق اﻷزمات ونخرب اﻹقتصاد ونزيد من معاناة الناس ﻷن مصالحنا تعطلت .
يجب ان نفهم انا وأنت أن تحقيق المصالح العامة للوطن وإعادة بنائه هي في حقيقتها تثبيت مصالحنا الخاصة أيضا وتأمين لمنافعنا الشخصية ، فالرفاهية التي نشهدها فيص دول العالم المتقدم تحققت باﻹتجاه العالم لﻷفراد لتحقيق مصالح وطنهم وبالتالي تأمين تحقيق مصالحهم كأفراد أو جماعات وذلك لعمري هو النهج الصحيح ﻹحداث التغيير الحقيقي ولا سبيل إليه اﻹ باﻹعتراف بأننا (أنا وأنت) الشعب السوداني المقصود والمطالب بإحداث التغيير إلي اﻷفضل ويمكننا أن نبدأ من اﻵن.