الخرطوم – أمدرمان – التحرير:
حشود غفيرة كانت في انتظار حضور جثمان الراحلة، المناضلة، فاطمة أحمد إبراهيم، صباح اليوم (الأربعاء 16 أغسطس) بمطار الخرطوم، وفيما الأعلام الحمراء ترفرف، لتحكي ملامح من تاريخ الحزب الشيوعي، ونضال قادته من النساء والرجال، كانت الخرطوم وأمدرمان على موعد مع موكب مهيب لشييع فقيدة الوطن.
يوم استثنائي في أمدرمان:
تحرك موكب التشييع من مطار الخرطوم عند الحادية عشر صباحاً، وفي منزل الفقيدة بحي العباسية العريق بأمدرمان، و كانت هناك حشود غفيرة أخرى، من أهلها، وأقاربها، وجيرانها وأهل أمدرمان، وقيادات من القوى السياسية وشخصيات، وجماهير الشعب السوداني، تنتظر وصول الجثمان إلى أم درمان، التي كانت على موعد مع تفاصيل يوم استثنائي، و يوم لا يتكرر عادة إلا في مثل هذه المناسبات، واي مناسبة تلك التي تضاهي موكب تشييع المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم.
عندما لاح موكب المُشيعين بشارع الأربعين بأمدرمان خرجت تلك الجموع على جنبات الطريق، تراقب الجثمان، وفي جانب آخر اصطفت الحشود لتمكين الموكب من مواصلة المسير، حيث استقبل منزل الأسرة بحي العباسية جموع المُشيعين.
من الربيع إلى البكري:
من منزل الأسرة بحي العباسية خرجت تلك الجموع إلى ميدان الربيع بأمدرمان، حيث صلى المشيعون على الجثمان هناك، و تحرُك الموكب عقب الصلاة إلى مقابر البكري بأمدرمان، حيث تقاطرت الحشود، وازدادت اعداد المشيعين ، وبالرغم من أن مراسم الدفن بمقابر البكري جرت فيما الشمس تتوسط كبد السماء عند الواحدة ظهراً إلا أن الاجواء كانت معتدلة نسبيا، ولوحظ أن الحضور شمل الفئات العمرية كافة، من أطفال، وشباب وشيوخ ، فالجميع كان مشاركاً ومُشيعاً .
تأجيل مهرجان التأبين:
بعد إنتهاء مراسم التشييع عاد الجميع إلى منزل الأسرة بالعباسية التي ضاقت طرقاتها من كثرة الداخلين والخارجين، وبالرغم من أن البرمجة التي وضعتها لجنة التشييع أكدت إقامة مهرجان خطابي للقوى السياسية التي شاركت في التشييع إلا أن الأسرة رأت أن يتم تأجيل ذلك المهرجان على أن يقام في وقت لاحق بمكان آخر.
حضور لافت للقيادات السياسية:
القوى السياسية بأطيافها شكلت حضوراً بارزاً في مراسم التشييع والدفن، تقدمها وفد حزب الأمة القومي بقيادة نائب رئيس الحزب الدكتورة مريم الصادق المهدي، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير ، والرئيس السابق للحزب إبراهيم الشيخ ، فضلاً عن حضور الناطق الرسمي باسم حزب البعث محمد ضياء الدين، الذي ظل مرابطاً بسراق العزاء منذ اليوم الأول لوفاة الفقيدة. ولاحظت ” التحرير” أيضاً الحركة الدؤوبة لقادة الشيوعي وعلى رأسهم صديق يوسف، ويوسف حسين، وهنادي الفضل، وحتى الذين باتوا بعيدين من الحزب أمثال الشفيع خضر وغيره كانوا حضوراً ، بالإضافة إلى رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي ميادة سوار الدهب، وغيرهم من الشخصيات التي مثلت الأحزاب والقوى السياسية.
المشيعون يعترضون طريق بكري ورفاقه:
النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح ووالي شمال كردفان أحمد هارون ووالي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين كانوا قد حضروا إلى منزل الأسرة بالعباسية، ولحقوا بالمشيعين في ميدان الربيع، واعترض عدد من المشيعين طريقهم في الدخول لميدان الربيع حيث اقيمت الصلاة على الجثمان وهم يرددون هتافات(يا فاطمة دغرية ضد الحرامية) .