عقد مجلس التحرير القومي للحركة الشعبية شمال دورة استثنائية في الفترة من 1 ـ 7 يوليو الحالي. واستمع المجلس إلى خطاب من رئيس الحركة عبد العزيز آدم الحلو. كما تلقى المجلس تقريراً من وفد الحركة الشعبية المفاوض قدمه رئيس الوفد عمار آمون دلدوم. وأفاد البيان أن المجلس عقد جلسة مغلقة مع ثلاثة مبعوثين دوليين ومدير برنامج الغذاء العالمي. ووجه المجلس الوفد المفاوض للحركة بالتمسك بالخيارات المطروحة في مسودة الإتفاق الإطاري والتي حوت بنوداً تحفظت عليها الحكومة السودانية.
مطالب مثيرة:
وخلال جولة مفاوضات مع الحكومة السودانية بجوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان في يونيو الماضي، دفعت الحركة بمطالب مثيرة للجدل، من بينها تغيير مؤسسات الحكم السياسية والقضائية وممارسة تقرير المصير حال خرق القانون الأعلى. وطالبت الحركة بأن يكون نظام الحكم رئاسي في فترة الانتقال، يكون فيه حكام الأقاليم نواباً لرئيس الجمهورية لتكوين مجلس رئاسي يقوم بمهام وسلطات الرئيس، ودعت لأن تكون عطلة نهاية الأسبوع الأربعاء لتجنب التمييز ضد أي فرد أو مجموعة.
تفاصيل آخر جولة:
بعد جولات ساخنة في مفاوضات بدأت في أواخر مايو واستمرت حتى منتصف يونيو قررت الوساطة الجنوبية رفع جلسات التفاوض المباشرة بين الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية شمال وذلك لإجراء مزيدٍ من المشاورات بشأن القضايا الخلافية بين الطرفين. وقال مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك، إن الوساطة ستقوم بإجراء اتصالات بين وفدي الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية شمال لتقريب وجهات النظر، وذلك لتهيئة الظروف لانطلاقة جولة التفاوض القادمة، وأضاف أن الوفدين توصلا لتفاهمات كبيرة بشأن القضايا الخلافية، مبيناً أنه لم يتبق سوى أربع نقاط من تسعة عشر نقطة كان يجري التفاوض حولها. وقال رئيس وفد الحكومة المفاوض شمس الدين كباشي، إن جلسات التفاوض بين حكومة السودان والحركة الشعبية شمال سادتها روح إيجابية وإرادة حقيقية مكنت الطرفين من المضي قدماً في مناقشة القضايا المتبقية والتي تباينت فيها الرؤى. وقال السكرتير العام للحركة الشعبية شمال عمار آمون أن الطرفين اتفقا على مسودة الاتفاق الإطاري بنسبة ٧٥ إلى ٨٠٪ ، وأضاف آمون أنه لم يتبق سوى نسبة ٢٠٪ من القضايا والتي تحتاج لمزيد من التشاور خارج قاعة التفاوض.
مبعوثو الترويكا في كاودا:
وكان مبعوثو دول الترويكا قد سجلوا زيارة إلى كاودا معقل الحركة الشعبية في يوليو الحالي وعادوا ليبشروا بنتائج لقاءاتهم مع الحلو ومكونات المجتمع بالمنطقة ولكن يبدو أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن الوفد الحكومي المفاوض وهاهو مجلس التحرير يضرب بكل الزيارات والتصريحات التطمينية عرض الحائط ويبدد ضوء السلام الذي بدأ يلوح في آخر النفق بتمسكه بشروطه الصعبة التي تنسف ما تبقى من ثقة بين الأطراف المتفاوضة.
تقسيم ونهب ثروات:
ويشير خبراء ومحللون سياسيون إلى توقعاتهم السابقة بأن نهج الحركة الشعبية شمال في كل جولات التفاوض السابقة مع الحكومة هو وضع المتاريس ومحاولة الإبتعاد بقدر الإمكان عن توقيع اتفاق السلام ورفع سقف المطالب لتقدم الحكومة المزيد من التنازلات. وتساءل الخبراء عن نتائج زيارة المبعوثين الدوليين ورئيس يونيتامس إلى كاودا وأضافوا أن المجتمع الدولي إن كان جاداً في تحقيق السلام في السودان فإن لن يعجز عن الضغط على الحلو وإرغامه على التوقيع والتخلي عن هذه المطالب التعجيزية ولكن يبدو أن هنالك خطة ما بدأت تتكشف خيوطها وربما قطعت خطوات التقسيم شوطاً بعيداً عنوانه أن لا اتفاق مع الحكومة في الوقت الحالي حتى تكتمل فصول ما عملوا من أجله طوال العقود الماضية ألا وهو نهب الثروات وتقسيم السودان إلى دويلات هشة يسهل السيطرة عليها.