أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن تأييد بلاده لرفع عقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على السودان، والتي من شأنها عرقلة تنمية البلاد. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته السودانية مريم الصادق المهدي: (روسيا تؤيد ضرورة البدء في رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في عام 2004 والتي لم تفقد معناها فحسب في ظل الظروف الحالية، بل أصبحت أيضاً عقبة أمام تنمية البلاد).
ماهي العقوبات؟:
هناك مجموعتان من العقوبات المفروضة على السودان من قبل مجلس الأمن، هما الحظر على الأسلحة، وحظر السفر وتجميد الأصول للأشخاص المتورطين في الصراع الدائر في إقليم دارفور. وفي 29 مارس 2005، تكونت لجنة الخبراء، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1591، الصادر بشأن السودان، ومنذ ذلك العام يمدد عملها بشكل دوري. وفي فبراير من العام الحالي اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً بتمديد إضافي لولاية فريق الخبراء الخاص بلجنة العقوبات الدولية المفروضة على السودان حتى 12 مارس 2022م. وطلب القرار الذي صاغته واشنطن، من أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقديم تقرير بحلول نهاية يوليو الحالي يتضمن توصيات بشأن معايير رئيسية واضحة ومحددة بحيث يمكن أن تساعد في توجيه المجلس بشأن مراجعة التدابير المتعلقة بإقليم دارفور. واعتبر القرار الصادر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (ما يعني جواز تنفيذه بالقوة)، أن الحالة في السودان لا تزال تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ما يستدعي أن تبقى المسألة قيد نظر المجلس.
مريم تعقب وتؤيد:
واعتبرت وزير الخارجية مريم الصادق المهدي، أنه من الضروري رفع العقوبات المفروضة على السودان من قبل مجلس الأمن، مبديةً تقديرها لروسيا بدعمها للحكومة الانتقالية في السودان مع التطلع لمزيد من الدعم. وتوجهت المهدي بالشكر لروسيا لتأكيدها في مجلس الأمن على عدم السماح بإجراءات أحادية في سد النهضة مشددةً على أن التحركات الأحادية لتعبئة سد النهضة والمضرة بالسودان يجب أن تكون محل شجب.
دعم في كل الحقب:
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمجلس الأمن برفع العقوبات عن الخرطوم هي امتداد لمواقف روسية مشرقة تجاه السودان في كل الحقب الماضية. وأشار الخبراء إلى وقوف روسيا إلى جانب السودان خلال سنوات الحصار الأمريكي. عندما سدت موسكو بجدارة الثغرات الإقتصادية والسياسية والعسكرية والطبية. وقدمت روسيا أيضاً مساعدات كبيرة للجيش السوداني عبر التدريب ومده بالأسلحة المتطورة والطائرات والدبابات ليحفظ الأمن والاستقرار وهو الأمر الذي أسهم بفعالية كبيرة في حسم المعارك التي خاضها الجيش ضد المسلحين في جنوب السودان سابقاً إمتداداً إلى دارفور بالإضافة إلى تأمين الحدود الملتهبة. وهاهي تعود اليوم لتؤكد صدق تعاونها ونواياها بزحزحة صخرة العقوبات المفروضة من مجلس الأمن والتي جثمت على صدر السودان لقرابة العقدين.