• ليس شرطّا أن تكون من أصحاب المال حتى تسبق الجميع في أعمال الخير ويمكن أن ترتق مكانًا عليًا (بنية صادقة ومخلصة يتقبلها الله) لمجرد أنك سحبت البساط وأقدمت على عمل خير (من غير مال) يأتيك على إثره سيلٌ من الحسنات الجارية من حيث لا تتوقع ولا تحتسب، لأنك سبقت الجميع في هذا المارثون الخيّر.
• تحرّك بادر أطرِق وكن انت من يدل الناس على الخير ولا تنتظر حتى يفتح هذا الباب غيرك، وتزود بوعد الله “السابقون السابقون أولئك المقربون”، ابحث.. تفقّد… أسأل تقصّى… فهناك من انهكتهم ظروف الحياة والعيش والمرض والفقر ولا يطرقون بابًا غير باب السماء وقد اقلقت مضاجعهم المشاكل وعنت الحياة ونحن نحسب هؤلاء المتعففين أغنياء.
والسابقون المذكورون أعلاه هم السابقون في الدنيا إلى الخيرات، وهم أيضَا السابقون في الآخرة لدخول الجنان.، فطلّاب الجنان لا يتساقطون أبدًا لأن ليس لديهم أغلى من جنة الرحمن.
• جارك ابن رحمك قريبك وأخوك المسلم وكل من يمرون على قارعة الطريق منهم ممن اضناهم البؤس وشظف العيش تَفقّدهم بنفسك ولا تنتظر أن يخبرك الناس عن أحوالهم أو يضطرون هم لسؤالك.
القِدّاميُون أفراد يعيشون بيننا ويأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب ولكنهم تميزوا عنّا بأن حباهم الله بتقدُم الصفوف ليعيشوا همّ الآخرين ويتفقدوا أحوال الناس بخلاف من ينتظرون أن يخبرهم غيرهم بواقع هؤلاء الحيارى، الخيّر سينال الثواب على ما أنفق إذا أخلص النية ولكن هذا “القِدّامي” الدالِ على الخير سينال مثل أجر الخيّر المنفق لأنه دلاه على الخير، كما سينال أجور مماثلة بقدر عدد من دلّاهم على هذا الخير.
تذكر أن من عاش لغيره سيعيش كبيراً وسيموت كبيرًا بإذن الله، أجلس مع نفس وأرصد ذلك بنفسك وأنظر إلى سيّر من ماتوا من مجتمعك أو مدينتك أو قريتك أو أرحامك بماذا يذكرهم النّاس؟ نحن لسنا بصدد الحديث عن العمل الصالح الذي بين الشخص وبين الله؟ نحن نتحدث عن أثر الشخص وبصمته تجاه إخوانه المسلمين ورحمَه ومجتمعه الذي قال عنه رسولنا الكريم (الناس شهداء الله في الأرض).
عندما مرّ عليه الصلاة والسلام بجنازة فأثنوا عليها خيرًا قال: وجبت وجبت ثم مرّ بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرًا فقال -عليه الصلاة والسلام- وجبت وجبت، ثم قيل له ما وجبت وجبت قال الأول أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنّة، والثاني أثنيتم عليه شرًا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه.
• يقول الامام الشافعي “رحمه الله” وَاشكُر فَضَائِلَ صُنعِ اللَّهِ إِذ جُعِلَت إِلَيكَ، لَا لَكَ عِندَ النَّاسِ حَاجَاتُ…… قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ.
• أنظر إلى عائلتك ومنطقتك ومجتمعك ستجد (قِدّاميُون) بعينهم ذاع صيتهم رغم رحيلهم منذ عقود، ويترحم عليهم الناس كلما ذكروهم ، بينما تجد آخرين يندر ذكرهم بل وقد تتلاشى ذكراهم تماماً لأنهم ما عاشوا لغيرهم.
• وأخيراً لا تنتظر أحد يُحركك… تحرك بنفسك وبادر وكن فاعلًا ومن الذين يمسكون بزمام المبادرة… كن أنت من يحرك المياه الراكضة، كن أنت الذي يدل على الخير وإياك والانزواء.