عيسى الحلو كان رجل من طراز فريد
ورفيع كان يحمل نبل العظماء وبساطه المترفعين..
لطالما اعتبرت نفسي محظوظا جدا حيث أعطتني الحياه ووهبتني..
واهدتني وبسخاء كبير. رباط ابوي مقدس.. جمعتني به
عيسي الحلو كان بالنسبي لي صوره الاب متعدد الوجوه
هو الرفيق والصديق.. وأحيانا خير جليس بمسامراته ودعاباته.. وكلماته المستنيره…..
وسعته المعرفيه والثقافية الكبيره
وفي فتره ما وعلي مدي السنين حتي مماته..
كان بالنسبه لي الام والاب في ان واحد… حيث عكف علي تربيتنا انا واخوتي بعد موت الوالده ونحن مازلنا صغب صغار..
كان نعم الاب كرس كل حياته لنا وبتفاني كبير…
تبكي وتهتز له الجبال……
من غير كلل وملل..
كان لديه ايمان عميق بفكره الوفاء والاخلاص….
لم ينهزم ولم ينكسر في أحلك الظروف قساوة وكدر..
حتي في ظروف مرضه الاخيره ظل يقاوم تمخضات والم المرض عبر جسده الهزيل… في ثبات ويقين كبير..
كان متواضعا ومتسامحا ومتصالح مع الحياه لأبعد الحدود
لمن يكن يرتقي اقصر السلالم للوصول لملذات ودرجات الحياه..
ظل متواضعا لايحب الشهره ولايبتغيها موكدا علي ذالك في آخر حوارته قبل وفاته مع الصحفي المحترم محمد آدم بركه حيث قال( مسؤليتي تنحصر فقط في ما اكتب.
انا لأكتب لكي اكون مشهورا.. هناك دائما عقده الشهره… انا اكتب لكي اعبر عن ما اريد التعبير عنه ثما تأتي في مابعد مسأله الشهره والتي ترتبط في اعتقادي بالصوت العالي للدول ذات السياده والسلطه الثقافيه القويه حيث اغلب المبدعين يعبرون عن سلطه دولتهم فكل ماكانت الدوله قويه تجد ان صوت كاتبها عالي الصوت وذائع الصيت والشهره حيث تستطيع الدوى فرض نفوذها الثقافي والسياسي والاقتصادي وامريكا خير مثال لذلك )
عيسي الحلو ظل طيلت حياته مخلصا للكتابه ومشروعه الإبداعي الذي طلت بواكيره في منتصف الستينات من القرن الماضي
عبر مجموعته القصصية الأولى ريش الببغاء التي خرجت عن السائد والمالوف وقدمت شكلا مغايرا. وكانت.واحده من إحدي نواه رياح الحداثه والتغير في فن القصه القصيره في السودان
عيسى الحلو ظل طيلت حياته مشغولا بقضايا التقدم و الحداثة والمعاصره والتجديد والتجريب وانعكس كل ذلك عبر مشروعه السردي الذي امتد لأكثر من نصف قرن.. وكان لديه شغف كبير بمسألة الوعي والمعرفه باعتبارها الطريق الوحيد لتقدم الأمم والشعوب
في آخر حوار له ظل يشددعلي اهميه وكبر وعظم مشروع الكتابه
حيث قال لا كبير عندي في مشروع الكتابه والإبداع
كل كاتب في هذا البلد مهم لدى
لافرق بين الطيب صالح وإبراهيم إسحق.
و غيرهم وكل من وضع حرف في مشروع الكتابه الابداعيه
كاتب مجيد.
عيس الحلو الذي يخصني.. ويخص الجميع في وطنه وخارج وطنه بارثه والادب والمعرفه والفن وابداعه الكثير و الخالد الذي تركه لنا…
انظر اليوم اليه بحب واحترام كبير
تحيه حب كبيره لك( بابا عيسي) لك مني…
ومن محبيك وعشاقك في هذا الوطن الجميل الذي وهبته فنك وابداعك وكل سنين حياتك
له الرحمه والمغفره وربنا يتقبله بقدر ما أعطى لبلده السودان من فن وإبداع ووعي ومعرفة ثقافيه…